القاهرة: رفض وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط وجود قوات إسرائيلية علي طول الحدود مع الضفة الغربية والأردن ، فيما نفى نية بلادة ارسال قوات الي افغانستان. وأكد ابوالغيط لصحيفة "الاهرام" في عددها الصادر السبت أن فرص النجاح أو الفشل في مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تمثل 50 بالمئة لكليهما، مشيرا إلي أهمية استمرار المحاولات للوصول إلي تحقيق هدف إقامة الدولة الفلسطينية، لان التوقف معناه خسارة للفلسطينيين. وقال أبو الغيط إن الجانب الأمريكي يتحدث عن وجود رغبة شديدة لديه لبذل الجهد لاقناع الفلسطينيين والإسرائيليين باتخاذ المواقف التي تؤدي إلي حدوث انفراجة للوصول إلي اتفاق سلام، مؤكدا أن تحقيق هذه الانفراجة يتطلب وقف الاستيطان الإسرائيلي، "فلا يتصور أن يجمد رئيس الوزراء الإسرائيلي الاستيطان لمدة عشرة أشهر ثم يستنأنفه بعد بدء المفاوضات المباشرة". وأشار ابوالغيط إلي أن الوضع الداخلي الأمريكي صعب بسبب الأزمة الاقتصادية "وبالتالي فان الادارة الأمريكية ترغب في تحقيق نجاحات.. ولهذا فان تحقيق نجاح في عملية السلام يعتبر أحد الاحتمالات أمامها". ونفي الوزير المصري علمه بأسباب عدم دعوة الاطراف الأخري في الرباعية الدولية وهي الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة إلي الاحتفال ببدء المفاوضات المباشرة في واشنطن، معربا عن اعتقاده أن الجانب الأمريكي ربما رأي أنه يجب عدم اعطاء زخم كبير قبل أن يتأكدوا من احتمالات النجاح. وأكد أن مصر تساند الموقف الفلسطيني الرافض وجود قوات إسرائيلية علي طول الحدود مع الضفة الغربية والأردن، مشيرا إلي أن الجانب الفلسطيني يتحدث عن إمكانية وجود قوات دولية أو محطات للرصد والرقابة ولفترات محدودة وليس إلي الأبد. وحول إمكانية عقد قمة الاتحاد من أجل المتوسط الثانية في برشلونة في تشرين ثان/ نوفمبر المقبل، حذر وزير الخارجية من أنه إذا حدث توقف للمفاوضات نتيجة تصرفات الحكومة الإسرائيلية، فسيهدد ذلك إمكانية عقد القمة في موعدها. ومن جانب آخر، أعرب ابوالغيط عن أمله في أن تسود الموضوعية لدي جميع الأطراف والتوجهات والتيارات في العراق لأنه سيعاني كثيرا في حال استمرار غياب حكومة مركزية قوية، خاصة أن الجانب الأمريكي يقوم بتخفيض قواته حاليا وينسحب سريعا من العراق. وحول امكانية عقد قمة لرؤساء دول حوض النيل قريبا، ذكر أبو الغيط أن هناك بالفعل افكارا تم طرحها في هذا الاطار ولكن لم يتم الاتفاق عليها بعد، مشيرا إلي ضرورة دراسة تلك الأفكار جيدا وأن يتم الاعداد الجيد لهذه القمة إذا ما تم الاتفاق علي عقدها لأن أي فشل لقمة دول حوض النيل سيعني أن الأمور سوف تتدهور. وفي معرض رده علي سؤال حول امكانية ارسال قوات مصرية إلي افعانستان، نفي أبو الغيط وجود أي تفكير في ذلك، مؤكدا أنه ليس مطروحا علي الاطلاق أن تلقي مصر بابنائها للقتال علي أرض إسلامية. وحول الحديث الجاري عن جدوي سلاح حزب الله، خاصة بعد تصدي القوات اللبنانية للتعدي الإسرائيلي الأخير علي الأراضي اللبنانية، أشار أبوالغيط أن هذا موضوع يجب أن يحسمه ابناء شعب لبنان داخليا وفي اطار مناقشات لبنانية ولا يمكن لمن هو غير لبناني أن يتحدث في هذا الشأن، معربا عن أمله في أن يتوصل أهل لبنان بكافة طوائفهم واتجاهاتهم إلي توافق حول رؤيتهم لسلاح المقاومة. ومن جانبه ، توقع رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، فشل المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل التي دشنت في واشنطن الخميس الماضي، متمسكا بخيار المقاومة طالما هناك احتلال. وقال هنية خلال كلمة له في وقت متأخر من مساء الجمعة في دير البلح وسط قطاع غزة، هذه المفاوضات ستكون نهايتها حتمية الفشل، لأن عدونا لا يتحرك إلا من أجل تثبيت المزيد من دعائم مشروعه الصهيوني الزائل على حساب قضيتنا. ووصف المفاوضات الجارية بأنها حراك سياسي عبثي وضع القدس والقضية الفلسطينية على طاولة المفاوضات التي انطلقت من سقف الشروط الصهيونية، وحالة الضعف الفلسطيني والعربي، بشروط ورعاية أمريكية منحازة للاحتلال ومخادعة للشعب الفلسطيني والعربي. وجدد هنية الذي يعتبر من أبرز قادة حماس في قطاع غزة، حق المقاومة الفلسطينية في الرد على جرائم الاحتلال بكل الوسائل المتاحة طالما هناك احتلال للأرض الفلسطينية واستمرار لمعاناة أبناء الشعب الفلسطيني، محملاً إسرائيل مسؤولية هذه المعاناة. وجرى خلال اللقاء توزيع مساعدات مالية على عدد من أصحاب المنازل التي تضررت عقب انفجار كبير في منزل قيادي في الذراع المسلح لحركة حماس التي اتهمت إسرائيل بالضلوع في الانفجار من خلال تنفيذ (عمل أمني). ووقع الانفجار في الثاني من الشهر الماضي وتسبب في إصابة 58 مواطنا بجراح متفاوتة، بينهم 13 طفلاً و9 نساء، عدا عن تدمير سبعة منازل بشكل شبه كلي، وأضرار متفاوتة في 30 آخرين. وقال هنية إن طبيعة وعمق الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة أظهرت أن الاحتلال يمتلك من الأدوات والوسائل ما يحقق أهدافه بطريقة خفية، مشيرا إلى أن حكومته أوعزت لأجهزتها الأمنية للعمل على الوقوف على أدوات الاحتلال بشكل نهائي والوصول إلى اليد الآثمة التي تحركت ضد الشعب الفلسطيني ومقدراته. وذكر هنية أن مبلغ 200 ألف دولار الذي قدمته حكومته كمساعدات طارئة لأصحاب البيوت المدمرة، لا يساوي قطرة دم فلسطينية ولا يرقى إلى مستوى تضحيات الفلسطينيين.