في اعنف قصف يشنه جيش الأسد على حي بابا عمرو في حمص منذ 18 يوما ، ذكرت تقارير اخبارية أن أكثر من 200 قذيفة سقطت على الحي اليوم الثلاثاء ، وسط أنباء عن مقتل ما لايقل على 16 شخصا وإصابة مالايقل عن 300 . وقال نشطاء في وقت مبكر اليوم ان قوات الامن السورية أصابت اربعة شبان على الاقل بجراح يوم الاثنين حينما أطلقت ذخيرة حية على مظاهرة ليلية مناهضة للرئيس بشار الاسد في دمشق.
وقال أبو عبد الله أحد النشطاء لرويترز عبر الهاتف من حي الحجر الاسود "كان هناك مئات المتظاهرين في الميدان الرئيسي للحجر الاسود وفجأة ظهرت حافلات قوات الامن والشبيحة وبدأت اطلاق النار على الحشد."
واضاف قوله ان الجرحى الاربعة نقلوا الى منازل للعلاج.
وأظهرت لقطات منشورة على موقع يوتيوب ويفترض أنها أخذت قبل اطلاق الرصاص حشدا يسير في حي الحجر الاسود حاملين لافتات تعبر عن التضامن مع مدينة حمص المحاصرة وهم ينشدون "عيني على شهداء سوريا وشبابها."
وفي أماكن أخرى قالت جماعة نشطاء في كفر تخاريم قرب الحدود مع تركيا ان المقاومين قتلوا خمسة جنود واسروا جنديين في كمين نصبوه لطابور من القوات الحكومية.
وقال نشطاء في مدينة حماة بغرب سوريا ان قوات الجيش والشرطة والميليشيا أقامت عشرات المتاريس لعزل الاحياء بعضها عن بعض.
وجاء في بيان للمعارضة ان حماة عزلت عن العالم الخارجي وقطعت خطوط الهواتف الارضية كما قطعت شبكة المحمول والانترنت وان هناك عمليات اعتقال من بيت لبيت تجري كل يوم بل تتكرر في نفس الاحياء.
هدنة
ويأتي ذلك في الوقت الذي تتفاوض فيه "منظمة الصليب الأحمر" الدولية مع الحكومة السورية وشخصيات في المعارضة من أجل التوصل إلى هدنة بين الطرفين بهدف إيصال المساعدات إلى المدنيين في المناطق الأكثر تضررا.
ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن مصادر دبلوماسية قولها أن لجنة الصليب الأحمر الدولي ترغب بالتوصل إلى وقف للقتال لساعات محدودة في المناطق الساخنة ومن بينها حمص، وذلك لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين. وقالت كارلا حداد كبيرة المتحدثين باسم اللجنة إن الصليب الأحمر الدولي يبحث عدة خيارات من أجل إيصال المساعدات الإنسانية لمن يحتاجونها، بما في ذلك وقف القتال لإيصال الطعام والماء والدواء للمدنيين في المناطق المتضررة.
جاء ذلك فيما كان الرئيس السوري بشار الأسد يلتقي في دمشق مع ألكسي بوشكوف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي، وذلك بعد أن كان الأسد قد استقبل الأحد نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جيون.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن الأسد عبر لبوشكوف عن تقديره لمواقف الشعب الروسي ولقيادته تجاه سوريا، وحرصها على الاطلاع بشكل مباشر على حقيقة ما يجري من استهداف للدولة السورية والمجتمع السوري.
وقالت الوكالة إن بوشكوف أكد بدوره دعم روسيا للإصلاحات الجارية في سوريا، وضرورة متابعة العمل للتوصل إلى حل سياسي للأزمة يقوم على الحوار بين جميع الأطراف المعنية، ودون تدخل خارجي.
كما شدد على أهمية الأمن والاستقرار في سوريا كجزء أساسي من استقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم، معبرا عن رفض بلاده لأي تدخل من القوى الخارجية في شئون سورية الداخلية.
وقال إن هناك بعض الدول الكبيرة ذات النفوذ تحاول التدخل الخارجي على مبدأ التدخل الإنساني الذي يتحول في النهاية إلى تدخل غير إنساني.
وكانت كل من الصين وإيران قد عبرتا أيضا عن دعمهما لموقف النظام السوري، إذ اتهمت بكين الدول الغربية بإثارة "حرب أهلية" في سوريا.
وعلى صعيد الجهود لحل الأزمة السورية ، من المتوقع أن تستضيف تونس الجمعة المقبلة اجتماعا للضغط على الأسد للتخلي عن السلطة، لكن الأسد أعلن أنه سيمضي قدما في تطبيق خططه لإجراء استفتاء شعبي على مشروع دستور جديد للبلاد يوم الأحد المقبل.
وقالت "سانا" إن نحو 14 مليونا و 600 ألف سوري يحق لهم المشاركة في الاستفتاء، الذي اعتبرته الدول الغربية وحركة المعارضة السورية "تحايلا" على مطالب السوريين.
وبدوره ، أعلن المجلس الوطني السوري المنبثق من اسطنبول أنه سيشارك في مؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي تستضيفه تونس يوم 24 فبراير الحالى .
ونقل موقع اخبارى سورى على شبكة الانترنت اليوم عن ناجي طيارة رئيس لجنة الشئون الخارجية في المجلس قوله من دبي "لقد تمت دعوتنا وسنلبيها".
وأضاف المعارض السورى قائلا "كان هناك في البداية اعتراض على حضورنا من جانب روسيا والصين، إلا أن الدول العربية أصرت على وجودنا".
وكانت تقارير صحفية قد نقلت الأسبوع الماضي عن رفيق عبد السلام وزير الخارجية التونسي القول إنه لن يتم دعوة المعارضة السورية إلى المؤتمر.
تسليح المعارضة
في غضون ذلك، دعا السناتور الأمريكي البارز جون ماكين يوم الاثنين إلى تزويد المعارضة السورية بالأسلحة لمساعدتها في "الدفاع عن نفسها" ضد قوات الرئيس بشار الأسد.
وقال ماكين في مؤتمر صحفي في القاهرة "إنني لا أدعو إلى أن يتم تقديم الأسلحة مباشرة من قبل الولاياتالمتحدة، فهناك طرق أخرى لتقديم المساعدة لهم، وقد حان الوقت لاعطائهم الوسائل الكافية للتصدي وإيقاف المجزرة".
وتابع قائلا "لقد شهدنا في ليبيا وفي نزاعات سابقة أن هناك طرقا لتقديم الأسلحة للناس حتى يتمكنوا من الدفاع عن انفسهم"، وذلك في إشارة إلى الحرب التي انتهت بالإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي والتي قدم فيها حلف شمال الأطلسي دعما للثوار وشارك في ضرب قوات القذافي.
في الشأن ذاته، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه يوم الاثنين في أعقاب اجتماع يورو-متوسطي، إنه على المعارضة السورية أن تشمل "جميع التوجهات والفئات في البلاد إن أرادت أن تصبح شريكة في الحوار السياسي".
وجاءت تصريحات الوزير الفرنسي في أعقاب اجتماع في روما لعشرة وزراء خارجية برئاسة مشتركة إيطالية-تونسية.
ورحب جوبيه بدعوة الحكومة التونسية مجموعات مختلفة من المعارضة السورية للمشاركة في "مؤتمر أصدقاء الشعب السوري" المقرر عقده في تونس في 24 فبراير/شباط الجاري.
وقال جوبيه ردا على سؤال حول دور المعارضة في حل سياسي مقبل إنه "ينبغي اليوم دفع المعارضة إلى التوحد والتنظيم وأخذ جميع التوجهات في عين الاعتبار".
وطالب الوزير الفرنسي المعارضة السورية بأن تضم تحت لوائها "أولئك الذين في الداخل وفي الخارج، ومختلف الفئات، وذلك إذا أردنا بالفعل أن تصبح المعارضة شريكة في الحوار السياسي الكفيل بالخروج من الأزمة".
وقال إن خطة الجامعة العربية للخروج من الأزمة "نالت اجماعا" في "اجتماع 5+5" الذي شاركت فيه ليبيا والجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا والبرتغال ومالطا.