ثمة تحالف يضم العلمانيين والفلول مدعوم من قبل دوائر إسرائيلية وأمريكية، وهذا التحالف نصب مؤخراً كميناً خبيثاً للقوى الثورية الإسلامية والقومية الشريفة.
وهذا الكمين يستهدف جر تلك القوى لشرك اختيار ما سمي برئيس توافقي لحكم مصر خلال المرحلة المقبلة، وهذا الرئيس يتم الاتفاق على ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقرر لها يونيو المقبل، وفكرة الرئيس التوافقي هي في جوهرها فكرة صهيونية وأمريكية، الغرض منها قطع الطريق أمام وصول أي مرشح خلفيته عسكرية أو إسلامية لموقع الرئاسة.
لذا تابعنا بالونات الاختبار التي أطلقها التحالف المشار إليه بالتنسيق مع دويلة بالمنطقة إلى جانب واشنطن وتل أبيب.
نقول تابعنا تلك البالونات عندما طرح هذا التحالف اسم السفير نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية كمرشح رئاسي توافقي، وكان الكمين المشار إليه يقوم على أساس مبدأ المباغتة والتمرير، وخداع الرأي العام؛ اعتقادا ممن طرحوا نبيل العربي بأن كمينهم أو شركهم يمكن أن ينجح ويتم التوافق على العربي مرشحاً للرئاسة، لكن خاب ظنهم وأملهم وفشلوا فشلا زريعا.
وكلنا نتذكر أنه عندما كان نبيل العربي وزيراً لخارجية مصر، وكان مصطفى الفقي مرشحاً لموقع أمين عام جامعة الدول العربية، وهو الترشيح المرفوض من قبل قوى الثورة بمصر، نجحت دولة قطر في اللعب على تلك التناقضات، وطرحت اسم نبيل العربي، والذي حظي بإجماع الدول الأعضاء، وإجماع ثوار مصر، على أمل التخلص من مصطفي الفقي.
وبالفعل تم اختيار العربي أميناً عاما للجامعة العربية، وهي الأجواء التي أراد العلمانيون والفلول ومن يدعمونهم بالخارج تكرارها في انتخابات وطننا الرئاسية المقبلة، عبر اختيار نبيل العربي مرشحا توافقيا لها، وأخفقوا.
إذن كما ظل التحالف العلماني المدعوم من الخارج يعرقل إجراء الانتخابات البرلمانية، من منطلق الدستور أولا، رافضا خارطة طريق المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وساخراً من الإعلان الدستوري، والاستفتاء على التعديلات الدستورية، ووجهة نظر التيار الإسلامي بإجراء الانتخابات أولاً، وكلنا يتذكر هنا المليونيات الفاشلة التي دعا إليه العلمانيون، محاولين من خلالها الضغط على المجلس العسكري، رافضين نتائج الاستفتاء.
وكلنا يتذكر أيضا كيف هرعت عناصر طائفية وغير طائفية إلى عواصم أمريكا وأوروبا محرضة إدارة تلك العواصم والدول ضد سياسة المجلس العسكري، وطالبة منها أن تضغط على مصر بالمعونات، واستبعاد الإسلاميين من العملية السياسية برمتها.
كما أننا كُنا نتابع كل فترة وأخرى العلمانيين، وهم يخرجون علينا بأفكارهم وبضاعتهم الفاسدة لأجل تأجيل الانتخابات والحيلولة دون إجرائها، لكون أنهم كانوا يعلمون أن هذه الانتخابات ستؤدي إلى فوز التيار الإسلامي بها، وهو ما حدث بالفعل.
ومن هنا كان هؤلاء الناس، الآثمة قلوبهم، يتجاهلون الحق، في وقت وجدناهم تارة يطالبون بالدستور أولاً، وأخرى يطرحون وثيقة مبادئ فوق دستورية، ثم مؤتمر الوفاق القومي، وهكذا ظلوا ينهكون وطننا في معارك جانبية إلى أن فشلوا وأجريت الانتخابات البرلمانية واكتسحها الإسلاميون، وشهد لها العالم كله بأنها من أنزه الانتخابات التي أجريت على الكرة الأرضية.
والآن تتدخل واشنطن ومن يدور في فلكها داعمة لتحركات العلمانيين والفلول والهدف هو اختيار رئيس توافقي من فلول النظام السابق؛ بهدف خدمة مصالح أمريكا و"إسرائيل" في منطقتنا، وكسر إرادة المؤسسة العسكرية المصرية، وهو الأمر الذي يدركه حاليا أبطال أمننا القومي، لذا تجري عمليات تطهير واسعة النطاق في وطننا، تلك العملية التي تستهدف أدوات وآليات ومطايا الحلف الصهيوني الأمريكي والذي يريد من خلالها النيل من ثورتنا واحتوائها، وتطويعها في خدمة مخططاته، عبر ضخ تمويل كبير لتلك الأدوات والآليات والمطايا، من خلاله يتم أوسع اختراق لمؤسسات الثورة المصرية وما نتج عنها من عملية سياسية.
ولا نستبعد أن يخرج علينا تحالف العلمانيين مع الفلول بالمزيد من الأفكار والابتكارات التي تغذيهم بها مراكز البحوث الأمريكية والصهيونية، في محاولة منهم أيضا لتعطيل انتخابات رئيس للدولة، كما عطلوا من قبل الانتخابات البرلمانية، وتسببوا في طول الفترة الانتقالية، وإن كنا نعتقد أن المناخ العام الثوري والشعبي في مصر لن يسمح لهؤلاء العلمانيين والفلول أن يكرروا ذلك مرة أخرى؛ لكون أنه بات مناخاً مشبعا بالكراهية ضد تحركاتهم وموالاتهم للخارج، كما أن قضية التمويل الأجنبي قد فضحت بالفعل غالبية رموزهم.
والجدير بالذكر هنا، أن من يديرون مصر الآن، أثبتوا لنا بالدليل القاطع أنهم يؤمنون بالديمقراطية إيمانا راسخا، ولن يسمحوا لأية دولة أيا كانت أن تتدخل في شئون وطننا، وبالتالي لن يقبلوا أية ضغوطات أمريكية تتعلق بالانتخابات الرئاسية المصرية، وتباعا سنشاهد القضاء يواصل محاكمة المزيد من دفعات الممولين من الخارج بشكل غير شرعي، وسيجعل قضاتنا من تلك العناصر الآثمة عبرة لكل من خانوا مصر وباعوها لأجل مصالح ذاتية.
ونقولها لتحالف العلمانيين مع الفلول في الختام وبوضوح، ستُجرى الانتخابات الرئاسية في مصر، وسيفوز بها رئيس مرجعيته إسلامية من المدنيين أيا كانت خلفيته عسكرية أم مدنية من أجل إقامة الدولة الحضارية التي شارك كل المصريين في بناء حضارتها الإسلامية والعربية مسلمين كانوا أم غير مسلمين.
* * * *
رأس الذئب الطائر
-الثورة تعني نبل، تعني صنعا للعمران، وتعني العدالة والحرية والتعددية، أما قلة الأدب، وعدم توقير الكبير سنا ومقاما، فنعتقد أن الثورة بريئة منه، وممن يرون تلك الوقاحات وجهة نظر وتعبيرا سياسيا.
ونحن كثوار أرهقتنا عمليات الصبر، على قلة شاذة التفكير والسلوك محسوبة علينا للأسف، ونحن نرى سفالات وانحطاطا خلقيا غير مسبوق وشتائم كريهة لا تقوى الأذن على سماعها، تلك الوقاحة موجهة لكل من يكشف سفالات تلك القلة الشاذة، لقد أشبعوا آذاننا شتائما على الشبكات الاجتماعية ضد كل ما يمت لجيشنا بصلة، ضد غالبية رجال الدين، إلا من قبل الظهور على فضائيات المارينز وكان كلامه خفيفا على قلوب أصحاب الفضائيات ومن يعملون به من متلقي أموال التمويل إياه.
وإننا هنا نناشد السادة أعضاء مجلس الشعب ونناشد رئيسه أن يتوقف عنت مسلسل انتزاع اعتذار من زياد العليمي، وأن يحال للتأديب ويشطب من مجلس الشعب، ويقدم للمحاكمة بتهمة إهانة هيئة سيادية، حتى يكون رأس الذئب الطاهر والذي بقطعه تدخل بقية الحشرات والثعابين لجحورها.
* * * * *
صدرت التعليمات من عواصم الغرب الأوروبي الأمريكي للمنظمات التي تتلقى تمويلا سريا وغير شرعي بالدفاع عن حسني مبارك، وضرورة تركه بالمركز الطبي العالمي، وعدم نقله إلى مستشفى مزرعة طرة لظروفه الصحية وكبر سنه، وتجاوبا مع تلك التعليمات قام الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان بإصدار بيان فوري يعترض خلاله على نقل مبارك لمستشفى السجن.
وهكذا تكشف تلك العناصر عن وجهها الحقيقي، وعن أنها كانت جزء لا يتجزأ من نظام مبارك البائد والمدعوم صهيونيا وأمريكيا.
* * * *
ولنا كلمة
الأخوة والأخوات الذين أحبهم في الله الأساتذة: أبو حذيفة، وخالد، ومحمد، وأحمد الخياط، إلى جانب أساتذة آخرين ليس من بينهم من "قلوا أدبهم" بدلا من أن يعلقوا... ويختلفوا باحترام .. كالكائن شبه الحي الذي يتهم من لم ينافق ولن ينافق أحدا أبدا من قبل، ولن يفعلها من بعد، ولن يدلي برأي إلا عن قناعة وضمير مستريح، أقول لكم: إن مصطلح قبطي يطلق على المسلم والمسيحي، ومن الخطأ الفادح قصره على طائفة، فالإسلام جاء للقبط جميعا، واعتنقته غالبيتهم، هذا للعلم والإحاطة.
أحبتي في الله سبحانه وتعالي، يقول الحق، بسم الله الرحمن الرحيم، :"وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" صدق الله العظيم، ونقول لكل من يسبنا: سلاما.