في اطار التأكيدات المستمرة من جانب الدول الغربية انها لاتنوي التدخل في سوريا عسكريا على غرار ما حدث في ليبيا ، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" اندرس راسموسن الجمعة إن الحلف لا يعتزم التدخل في سوريا حتى في حال حصوله على تفويض من الأممالمتحدة لحماية المدنيين، مطالبا دول الشرق الأوسط بإيجاد وسيلة لإنهاء وتيرة العنف المتصاعدة في هذا البلد. ورفض راسموسن ، في مقابلة مع وكالة "رويترز" للأنباء ، أثناء زيارته لتركيا، إمكانية توفير دعم وإسناد لأي "ممرات إنسانية" لتقديم إغاثة لمدن وبلدات تعاني من حملة الأسد على معارضيه المطالبين بالديموقراطية.
وكان الناتو قد تدخل في ليبيا بموجب تفويض من الأممالمتحدة لحماية المدنيين في ليبيا، وتلقى دعما من دول عربية، وقال راسموسن إن هذين الشرطين لم يتوفرا في الحالة السورية.
وأكد راسموسن ثبات موقف الحلف حتى بعد صدور قرار من الأممالمتحدة بتفويضه للتدخل في سورية، قائلا "لا. لا اعتقد هذا لأن سورية أيضا مجتمع مختلف، إنه أكثر تعقيدا من الناحية العرقية والسياسية والدينية. ولذلك السبب اعتقد بالفعل أنه لا بد من إيجاد حل إقليمي".
وساطة صينية في غضون ذلك ، أجرى مبعوث صيني رفيع المستوى محادثات في دمشق، في محاولة للتوسط من أجل إيجاد حل للأزمة.
وبدأ الاجتماع بين نائب وزير الخارجية الصيني جاي جون والرئيس بشار الأسد ونائب ، وعلى أن يعقب ذلك لقاء مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، كما من المقرر أن يلتقي نائب وزير الخارجية الصيني ظهر اليوم قيادات المعارضة السورية في الداخل "حسن عبد العظيم ولؤي حسين وقدري جميل" وهناك احتمال عقد مؤتمر صحفي في ختام زيارته لدمشق. وتأتي زيارة المسؤول الصيني بعد يوم واحد من تصويت الصين ضد قرار في الجمعية العامة يدعو لإنهاء العنف في سوريا.
إدانة العنف
وعقب مباحثات لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون الجمعة، قالت كلينتون إنهما تدينان العنف المتواصل الذي يمارسه نظام الأسد بحق الشعب السوري.
وأضافت كلينتون أن التصويت بالموافقة على قرار في الجمعية العامة يدين النظام السوري "إن التصويت في الجمعية العامة يظهر إجماعا دوليا ساحقا على وجوب وقف الهجمات الدامية".
وأشارت إلى أن استمرار حملة القمع التي تشنها قوات موالية للأسد على المعارضين تعمق من أزمة من يعانون وتحول بينهم وبين الحصول على المساعدة التي يحتاجونها.
وفي اطار الجهود الدبلوماسية العربية المستمرة لإنهاء العنف في سوريا ، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق الجمعة رئيس الوزراء الموريتاني مولاي ولد محمد الذي حمل رسالة من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تتعلق بإمكانية إحياء المبادرة العربية.
قتلى العنف
وميدانيا ، قالت لجان التنسيق المحلية السورية المعارضة ان القوات السورية قتلت امس 61 شخصا في جمعة "المقاومة الشعبية" .
من ناحية أخرى، أفادت مصادر في مدينة حمص عن تفجير خزان للبنزين في مصفاة المدينة ورجال الاطفاء يحاولون اطفاء الحريق الهائل. وكان المرصد السوري لحقوق الانسان قال في بيان مساء الجمعة "ارتفع الى 26 عدد الشهداء المدنيين الموثقين بالاسماء وظروف الاستشهاد الذين انضموا اليوم الجمعة الى قافلة شهداء الثورة السورية".
وذكر المرصد ان 13 شخصا قتلوا جراء القصف على حي بابا عمرو في مدينة حمص في وسط سوريا، وفي درعا الواقعة في الجنوب قتل مواطنان اثنان برصاص الامن في بلدتي الحارة وجاسم.
وفي ريف دمشق، قتل مواطنان في مدينة دوما برصاص الامن احدهما فتى في الرابعة عشرة من عمره، كما قتل شاب في بلدة يبرود فجر الجمعة وقتل شاب في بلدة عرطوز برصاص الامن.
وفي العاصمة دمشق قتل شاب في حي المزة اثر اطلاق قوات الامن الرصاص الحي لتفريق متظاهرين بعد صلاة الجمعة.
وفي مدينة حلب في الشمال قتل مواطنان في حي الفردوس "اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن السورية وموالين للنظام"، بحسب المرصد.
وفي ريف حلب قتل مواطن في بلدة الاتارب برصاص قوات الامن المنتشرة في المنطقة، أما في دير الزور فقد قتل مواطنان برصاص القوات النظامية على طريق جبل البشري وفي حي الجورة ، كما قتل شاب في مدينة البوكمال اثر انفجار عبوة ناسفة، وفقا للمرصد.
وافاد المرصد في وقت سابق العثور على تسع جثث في حمص مجهولة الهوية وتاريخ الوفاة.
وكان المرصد ومعارضون سوريون قد أفادوا في وقت سابق بأن آلاف السوريين خرجوا الجمعة في مظاهرات حاشدة في أنحاء متفرقة من سوريا فيما أطلق عليه اسم "جمعة المقاومة الشعبية" للمطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن قوات الأمن السورية فتحت النار على مظاهرة حي المزة ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة 12 آخرين.
وفي دمشق ايضا، خرجت تظاهرات في برزة وعسال الورد وكفرسوسة فيما شهد حي القابون انتشارا امنيا كثيفا وفقا للمرصد.
وفي حلب، ثاني كبرى المدن السورية، خرجت تظاهرات في 12 حيا على الأقل وفقا لنشطاء.
وخرجت مظاهرات حاشدة في درعا البلد وووردت تقارير عن سقوط قتلى وجرحى في نصيب والجيزة والحارة وسط انتشار أمني كثيف.
وأفادت تقارير بأن أحياء بابا عمرو والخالدية والبياضة والانشاءات في مدينة حمص تتعرض منذ صباح الجمعة لقصف عنيف من جانب القوات النظامية السورية ما أسفر عن قتلى وجرحى. وجاءت المظاهرات غداة تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة على قرار يدعو السلطات السورية الى الوقف الفوري لأعمال العنف.