أبدت كل من الولاياتالمتحدة وروسيا انزعاجها من إعلان إيران إحراز تقدم في برنامجها النووي عبر تشغيل آلات طرد مركزي، رغم أن طهران أبدت استعدادها التفاوض مع الغرب بشأن برنامجها النووي. ووصفت الولاياتالمتحدة أمس الأربعاء ما أعلنته إيران عن تحقيق تقدم في برنامجها النووية بأنه مبالغ فيه على ما يبدو، مع شعور طهران بقسوة العقوبات الدولية واحتمال العودة إلى المفاوضات بشان برنامجها النووي.
ونقل راديو "سوا" الأمريكي المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند إن المسؤولين الأميركيين سيعرفون أكثر عن هذا الحدث من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الموجودين في إيران لمراقبة المفاعل.
وأضافت نولاند "ولكن أقول أن أمرا واحدا واضح تماما وهو أن إيران تشعر بضغط عزلتها الدولية والدبلوماسية"، في إشارة إلى مجموعة العقوبات الدولية وغيرها من العقوبات المفروضة عليها.
وقالت "نحن بصراحة لا نرى شيئا جديدا هنا هذه ليست أخبار مهمة في الحقيقة يبدو أنها مبالغ فيها".
وأكدت نولاند أن الإيرانيين يتحدثون منذ أشهر عن إحداثهم تقدما، ولكنهم في الحقيقة "متأخرون عدة أشهر بحسب مواعيدهم"، مشيرة إلى أن بلادها تعتقد أن هذا الإعلان موجه على الأكثر إلى الإيرانيين في الداخل.
وأشارت المتحدثة إلى أنه "ربما شعر الإيرانيون بالحاجة إلى التهديد بالجانب النووي رغم أنهم أوضحوا استعدادهم للعودة إلى طاولة المحادثات".
ومن جانبه، قال دبلوماسي روسي بارز إن بلاده لا تريد حصول إيران على سلاح نووي، معربا عن قلق بلاده من التقدم الذي أعلنت إيران إحرازه في برنامجها النووي.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف "نحن قلقون من أن المسافة التي تفصل إيران عن امتلاكها المفترض للتقنيات التي تمكنها من إنتاج سلاح نووي تتقلص".
وأضاف المتحدث في مقابلة صحافية نشرت على موقع وزارة الخارجية أمس الأربعاء أن "الجانب الإيراني يحقق تقدما في برنامجه النووي".
وتابع ريابكوف "بالنسبة لروسيا فإن الوضع مزعج أكثر منه للعديد من الدول الأخرى. نحن قريبون جدا من إيران، وروسيا لا تريد إيران نووية".
وأوضح المسؤول الروسي أن العقوبات التي فرضها الغرب على إيران "لم تثمر شيئا"، مشيرا إلى أنه يتعين على الدول الغربية أن تستخدم تهديدات أقل وحوافز أكثر جاذبية لطهران.
وكشف المسؤول بعض تفاصيل خطة روسية للتحرك خطوة خطوة، يجري في إطارها تخفيف العقوبات مقابل خطوات من قبل طهران يمكن التحقق منها.
وقال إنه يمكن لإيران كبداية تجميد عدد أجهزة الطرد المركزي الخاصة تخصيب اليورانيوم عند المستويات الراهنة وفرض قيود أخرى على استخدام أجهزة الطرد المركزي لديها، مقابل أن تمتنع القوى العالمية عن فرض عقوبات جديدة على طهران.
وأضاف أنه في وقت لاحق يمكن للقوى العالمية أن تسعى لتهدئة مخاوف إيران الأمنية "وصولا إلى إجراءات لبناء الثقة في النشاط البحري في الممرات المائية القريبة".
وكانت طهران قد أعلنت أمس الأربعاء عن انجازات جديدة في برنامجها النووي عبر تشغيل آلات طرد مركزي أفضل أداء وإنتاج الوقود المخصب بنسبه 20 بالمئة.
كما أعلن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أن بلاده شغلت ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي إضافي في منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.