قال وزير الخارجية البريطانية وليام هيج آن بلاده ستستمر في ممارسة الضغوط على النظام السوري حتى تتوقف أعمال العنف التي تحدث بصفة مستمرة في سوريا منذ اندلاع الثورة على مدى 11 شهرا مضت . وأوضح هيج انه سيعمل على زيادة ضغوط بلاده من خلال الإتحاد الأوربي على الجانب السوري عقب المناقشات التي جرت في نيويورك مع وزراء خارجية كل من فرنسا والبرتغال وألمانيا حيث وافقوا على استخدام جولات جديدة من العقوبات الأوربية ضد النظام السوري.
وأضاف هيج في بيان أمام مجلس العموم اليوم الاثنين:"نأمل أن يصل الاجتماع الخاص بوزراء الخارجية الأوربيين في 27 فبراير إلى المزيد من العقوبات والمضي قدما في هذه القرارات العقابية".
وأشار إلى أن بلاده ستعمل مع الآخرين من دول الإتحاد للتأكيد على محاكمة المسئولين عن الجرائم في سوريا، وقال إن بريطانيا ستوصل رسالة إلى النظام السوري من خلال القنوات التي لم يتم وقفها بين الجانبين مفادها أن بلاده لا تقبل الإجراءات التي يمارسها النظام السوري ضد المدنيين من أبناء شعبه .
وأكد انه استدعى في وقت سابق اليوم السفير السوري في لندن لتوصيل هذه الرسالة، كما استدعى في وقت سابق من اليوم السفير البريطاني في دمشق للتشاور حيث يعمل السفير وفريقه في ظروف صعبة من أجل نقل الصورة بوضوح حول ما يحدث في سوريا.
وقال "على الرغم من العلاقات المتدهورة بين بريطانيا وسوريا فإننا لازلنا نسعى لحماية فريق العاملين في السفارة السورية في لندن ونتوقع أن تعمل السلطات السورية على توفير نفس الحماية لفريق العاملين في سفارتنا في دمشق ".
وأضاف انه تحدث في وقت سابق من اليوم مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير خارجية الأردن ونقل إليهما ترحيب بريطانيا باقتراح تعيين مبعوث سامي للجامعة العربية خاص بالأزمة السورية ونقل إليهما استحسان بلاده لجهد الجامعة العربية.
وأشار هيج إلى أنه علم منهما أن وزراء الخارجية العرب سيلتقون خلال عطلة نهاية الأسبوع لبحث التحركات القادمة ، كما أوضح الأمين العام للجامعة العربية ضرورة التحرك بسرعة وكذا إصرار العالم العربي على التحرك ، مضيفا أن بريطانيا تدعم جهود الجامعة العربية في هذا المجال.
ورحب باقتراح إنشاء مجموعة "أصدقاء سوريا" والتي تم طرحها من خلال رئيس الوزراء القطري.
وقال:"إن الهدف من هذه المجموعة هو توضيح قوة الدعم الدولي للشعب السوري ومطالبه الشرعية والعمل على تنسيق الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية على النظام السوري والدخول في تعاون مع المعارضة السورية التي أعربت عن التزامها بمستقبل ديمقراطي للبلاد".
وأوضح أن بلاده ستزيد من جهودها في الاتصال بالمعارضة السورية مضيفا أنه عين مندوبا بدرجة سفير هو "فرانسيس جاي" لقيادة المناقشات مع هذه الأطراف السورية.
وطالب المعارضة السورية بالتوحد والوصول إلى التزام بإقرار الديمقراطية وحقوق الإنسان وحماية الأقليات السورية.
وقال "سنستمر في المحافظة على الجهد الذي بذلناه في الأممالمتحدة وذلك دون التأثر بنتيجة التصويت حيث سيستمر سعينا من خلال مجلس الأمن عن طريق بحث مشروع قرار آخر ، معتبرا انه رغم رفض روسيا والصين فإن بريطانيا ستستمر في مناقشاتهما في مشروع القرار الجديد استعدادا نحو طريق يؤدي إلى حل الأزمة السورية.
وعبر عن شكره للأمين العام للجامعة العربية ورئيس الوزراء القطري الذين توجها إلى نيويورك في زيارة خاطفة لتقديم ما توصلت إليه اللجنة العربية لتقصي الحقائق في سوريا وما لعباه من دور في عقد مفاوضات مع أعضاء مجلس الأمن التي سبقت التصويت على مشروع قرار الجامعة العربية الذي تم التصويت عليه يوم السبت الماضي وأيدته 13 دولة من الدول الأعضاء في مجلس الأمن ولكن روسيا والصين قامتا بالاعتراض عليه باستخدام حق الفيتو.
وقال هيج أن عدد الضحايا خلال ال 11 شهرا الماضية بلغ أكثر من 6000 قتيل حيث نشر النظام السوري قناصته ودباباته ومدافعه ضد المتظاهرين المدنيين في كافة الأنحاء وخاصة في مدن حمص وادلب وحماة ودرعا.