وهم الذين لم يقدموا إلى محاكمات ولكن تم التحفظ عليهم من خلال أمن الدولة في السجون المصرية عبر معاملة غير آدمية بل ووحشية . ولعل أول خطوات استرداد تلك الحقوق يكون عبر رصد تلك المخالفات التي تمت ضد المعتقلين في عصر مبارك . ولعل تكوين جمعية للرصد أصبح أمرا حتميا ليتم من خلالها تفعيل المطالبة القانونية بتعويض المعتقلين . وهو من فروض الكفاية إلا أن إذا لم يتم تعويضهم أصبح فرض عين على كل مسلم وفرض وطني على كل مصري بل فرض إنساني على كل إنسان أن يسعى جاهدا أن يرجع لهم حقوقهم غير منقوصة. ولقد هالني ما سمعته وقرأته من عدوان على كرامة المواطن المصري ومدى الإيذاء البدني والنفسي الذي تعرض له المعتقلون وذووهم . وما آلمني أكثر إعراض أصحاب الأموال من التيار الإسلامي وقد كانوا يتحججون فيما مضى بالخوف من مساندة المعتقلين حتى لا يتعرضوا لإيذاء النظام السابق أو التهمة بالتعاطف . أما الآن فما الذي يمنعكم أشح متبع وإعجاب كل ذي رأي برأيه أرجو أن لا يكون كذلك ولعله الغفلة المتداركة وسوف نذكر أصحاب الدنيا أن للمعتقلين حقوقا تفرضها الشريعة التي تشدقتم بتطبيقها والوطنية التي تدعونها والإنسانية التي هي في الفطر السوية . ما حدث على أرض مصر من ظلم يظهر في أقوى صوره عندما تطلع على قصص المعتقلين الذين ذاقوا العذاب سنينا مقارنة بمن استخدم التقية والتبرؤ من المعتقلين حتى لا يمسه سوء بل حقق الثروات الطائلة في ظل نظام استبدادي انتشرت فيه الرشوة وخراب الذمم . ولعل الله أراد للناس خيرا أن يتداركوا ما حدث بدفع جزء من جهدهم وأموالهم نصرة للمظلومين من أبناء جلدتهم . فلقد كان الناس في ضنك بالرغم من حرية عدم الاعتقال فما بالك بمن كان في الأسر سجينا وفي العذاب سنينا والأهل محملين بأعباء وجود أحبابهم معتقلين من ضباط أمن الدولة حفاظا على نظام مستبد قاهر للغير حتى أن الصالحين قد استخدموا التقية مرارا وتكرارا عملا بقول الله تعالى {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ }آل عمران28 . والأخذ بالرخصة جائز عند غلبة الظن بالبطش والسجن الطويل وضياع الأهل والمال ولقد نجح النظام في قهر الناس عبر اعتقالات بلغت 30 عاما والآن وقد فك الله أسر المعتقلين أغلبهم نريد ألا يكون هناك معتقل واحد في السجون . ونريد أن نعوض إخواننا عما وقع عليهم من ظلم مفرط وأرجو أن نتعاون جميعا في رفع جزء من الظلم عنهم ولو بكلمة طيبة وجهد المقل . واسو إخوانكم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة . وأرجو لمن لا يعرف أن يراجع ملفات المعتقلين من خلال شبكة محيط .