أهل السنة هم أتباع صحابة رسول الله (ص) " وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "التوبة100 ..... وقد كان أصحاب رسول الله قوم صدق جاهدوا بأموالهم و أنفسهم تارة على التنزيل أي أن القرءان كلام الله منزل من السماء على رسولنا الكريم (ص)وتارة على التأويل "التفسير" وبعد وفاة رسول الله (ص) فجاهدوا قولا و عملا ولم يبدءوا الناس بعدوان قط بل ظُلموا فانتصروا من بعد ظلمهم رضي الله عنهم جميعا.... بعث رسول الله (ص) بأن أوحى الله سبحانه له بالقرءان الكريم وهو كلام الله المنزل من عند الله بواسطة جبريل عليه السلام ....... والقرءان حجة الله فى الأرض على الناس و هو الحجة البالغة " وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا "الكهف29 ....... آمن المؤمنون بصدق رسول الله (ص) فيما يخبرهم من أخبار السماء ..... فتعدى المكذبون بالتعذيب الشديد لأهل الأيمان ....و ظل المؤمنون ُيعتدى عليهم ولم ًيؤذن لهم برد العدوان فكان الصبر هو التشريع فى تلك الفترة و نزل القرءان المكي حسب اصطلاح علماء علوم القرءان نسبة إلى مكان النزول وهو مكةالمكرمة .... ولاحظ العلماء أن القرءان المكي صحح المعتقدات فكان التوحيد الخالص و مخاطبة العقول بالحكمة والقلوب بترقيقها بالموعظة الحسنة .... ولا شبهة أن الإيمان يكون بالعقل و القلب ...وتنكرت قريش لكلام الله ورسول الله (ص)....وأضافوا لذلك عدوانا بدنيا على من آمن فأذن الله للمؤمنين أن يقولوا مالا يعتقدون عند الإكراه "إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ "النحل106. ومن المؤمنين من لم يأخذ بالرخصة كأمثال بلال رضي الله عنه......ظل رسول الله (ص) يتلو القرءان "وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ "النمل92 يبلغ عن ربه كلامه ويصدق المؤمنون كل ما يبلغه رسوله (ص)ويكذب الكافرون ثم يعتدون قولا بالسباب وعملا بالإيذاء .............. ولم ينزل في القرءان إلا الحقائق التى تيسر على الناس دنياهم و آخرتهم ....فقد توسع الكفار في التحريم كما جاء فى قوله تعالى (مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ)المائدة103 فالشيطان هو العدو الأول لبنى آدم يدعو إلى الضيق و اليأس ويأمر الناس بالفحشاء (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )البقرة268والله يدعو إلى اليسر (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )البقرة185 وكان المكذبون الكفار المعتدون يتعبدون بما لا يرضى به الله من طقوس تحتاج إلى صنم وكهنة خدام لكل صنم وتحريم يُتوسع فيه و تحليل للخبيث ......... والكهنة يستثمرون موقعهم على حساب الحق وهو تكذيب ما جاء به محمد (ص) فكان الكفار في ضيق دوماً فالتعبد بغير المعقول و المناقض للفطر السليمة فيه مشقة كبيرة ....وكان القرءان يخاطب العقول "كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ "البقرة242 ويرقق القلوب و ييسر على الناس جميعا الأغلال التي شرعها لهم الشيطان ليضيق عليهم الدنيا فيقعون فى اليأس و الإحباط .....فقد كان الخلاف بين المؤمنين و الكافرين على التنزيل ولم يُشرع القرءان للمسلمين القتال لمجرد الخلاف " وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا "الكهف29 ....... ولقد اختص الله التحريم و التحليل له سبحانه و تعالى "وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ "النحل 116ولعلك تستغرب من الذين يحبون التشدد و التضييق فالنفوس السوية تميل إلى التيسير و النفوس الضيقة تميل إلى التعسير....ولم يكن الإسلام ضيقا ًأبدا على أتباعه فالتكاليف مستطاعة ميسرة "وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ "المؤمنون62 وذلك من فضل الله علينا فقد كان المسلمون لا يفرضون رأيهم على أحد وكانوا يتعرضون للعدوان فيصبرون "ُقلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ "الزمر10 ..... "وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ "الشورى43 وما من عبادة إلا وتحتاج إلى صبر ...وما من معاملة إلا وتحتاج إلى صبر ...فالسنن الكونية مع الصابرين و استعجال الأمور من الرعونة التي تؤذى أصحابها و كلما ازداد المسلم إيماناً كلما ازداد صبراً .