اتهام الجيش بالخيانة أمر مرفوض. العلاقات الدولية يجب أن تكون بمنطق الند وليس التابع. مصر قادرة خلال 36 شهرا علي الاكتفاء وتحقيق فائض من القمح.
كتب: عماد رجب
أكد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية ،علي ضرورة استيعاب التوافق الذي حدث خلال اجتماعات القوي السياسية لمناقشة وثيقة الأزهر واختيار اللجنة التأسيسية بطريقة توافقية تعبر عن التعددية الفكرية , رافضا التصنيفات السياسية .. إسلاميين وليبراليين ويسار, مؤكدا ان أحدا من التيارات الثلاثة لم يرفض شرع الله , ولكنها تختلف في الكيفية, فليس في مصر تطرف ليبرالي او يساري كما في دول اخري كتونس الذي هنأها بثورتها , وانه يفضل استبدال كلمة إسلامي أو مسيحي بمحافظ .
جاء ذلك في اللقاء الثاني اليوم والذي عقده مع ممثلي النقابات المهنية ورموز الأقباط و القوي السياسية و عمد ومشايخ مراكز محافظة البحيرة بمقر نقابة المحامين بدمنهور.
ورفض الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح ما يشاع عن تقليد النموذج التركي , مؤكدا ان مصر لديها من الإمكانات البشرية والعلمية ما يمكنها من تقديم نموذج مصري يحافظ علي القيم والتقاليد المصرية ويقدم نهضة للعالم اجمع, وأضاف انه يرحب بدراسة اى تجارب ناجحة سواء من شيلي او ماليزيا او تركيا او أوروبا طالما تتوافق مع مصالح مصر وأعرافها . وان يكون التعاون بين الدول علي أساس المصلحة والند وليس التبعية.
وشدد علي أننا يجب إن لا نسمح لأحد ان يتدخل في الشأن المصري ألا بإرادتنا وبما يحقق مصلحتنا, ولن نقيم مشروعا للنهضة بعبيد, فالحر وحدة من يستطيع التغيير, مشيرا إلي ما أشيع عن تأمر علي الانتخابات الرئاسية, قائلا: ما اشيع عن الصفقات كلام إعلامي قد يكون له حجية لكنه لم يثبت, ونأمل في عدم التأمر علي الانتخابات البرلمانية عبر التوجيه او غيره , مؤكدا انه وهب حياته لله ثم الوطن , وانه يأمل ان يصوت المصريين تبعا لدمائهم وليس لأوامر التنظيمات او الأحزاب.
وأكد ابو الفتوح علي مواجهة الفساد المقنن , رافضا فكرة التأميم , ومؤكدا علي ان العقود الفاسدة يجب إعادة النظر فيها فإما ان تقيم بسعرها او ان ترد للوطن , مضيفا أن هذا لن يتأتي الا من خلال سلطة قضائية قوية ومستقلة و قوانين وتشريعات تضمن حقوق الوطن , وإرادة سياسية حقيقية, فالثورة أسقطت رأس النظام لكن ذيوله لازالت تنخر.
مضيفا ان اى نهضة لا يحميها جيش قوي كي يحميها, طالبا أن تعود للهيئة العربية للتصنيع دورها في انتاج السلاح للجيش المصري , كما كانت من قبل , قبل ان يتحول جزء منها للتصنيع المدني , وهو أمر مرفوض لان الأمور المدنية يجب ان يقوم بها مدنيون , وعلي الجيش ان يطور من نفسه , وعلينا ان نساعد في ذلك , رافضا اتهام المجلس العسكري بالخيانة ومؤكدا ان أخطاء الفترة الانتقالية لا تهاون في الحساب مع متسببيها, مشددا ان فترة اربعة أشهر يتم فيها انتخابات شوري فرئاسة تضمن عدم بطلان الانتخابات الرئاسية .
وأكد نحن حريصون علي الجيش المصري و اتهامه بالخيانة أمر مرفوض , مؤكدا نحن نريد لهذا الجيش أن يعود لثكناته كي يقوم بدورة الذي نريده ونتمناه دوما في حماية مصر كما يفعل دائما.
وعن مستقبل مصر اتهم ابو الفتوح النظام السابق بتجاهل العديد من الدراسات التي كانت تدعم الاكتفاء الذاتي من الطعام والطاقة مشددا انهما والفتنة الطائفية أمن قومي وأوليات في برنامجه , وأضاف لدينا من الأبحاث ما يؤكد أن مصر قادرة خلال 36 شهرا علي الاكتفاء من القمح بل وبفائض كبير , وان ثلاثة ملايين فدان كفيلة بسد عجز القمح بسلالات الباحثين المصريين التي أثبتت نجاحها ووفرتها , لكن الأمر يتوقف علي الإرادة السياسية, وشدد علي ضرورة تقديم الدعم القائم علي الزراعة وليس الملكية.
وأضاف ان مصر التي تشرق عليها الشمس 12 شهرا يجب ان تستفيد بالطاقة الشمسية وان هناك خبراء عاكفون علي مشاريع نهضوية , فلسنا اقل من أوروبا التي تخطط للاستفادة من طاقة شمال إفريقيا الشمسية . مؤكدا أن المشروع النووي المصري امن قومي , وان التخاذل عن التنفيذ منذ 1965 لم يكن سوي عدم وجود رغبة وإرادة سياسية , رافضا التعويل علي التدخل الأجنبي , حتي في الوقت الراهن فأمريكا لا ترغب في دخول معارك جديدة نظرا للإرث الثقيل الذي حمله لها ولاقتصادها نظام جورج بوش .
وشدد ابو الفتوح أكثر من مرة علي ان اعظم ما تملكه مصر هو ثروتها البشرية, وانه يجب ان يكون المصريين سواء فلا فرق بين عربي علي أعجمي, ولا مسلم علي مسيحي , ولا حضري علي بدوي فكلنا شركاء الوطن والمسئولية.
وأكد أبو الفتوح علي ضرورة ترشيد نفقات الهيئات القنصلية بما يتناسب مع مسئولياتها, فغير مقبول ان يكون 40 بالمائة من الشعب المصري تحت خط الفقر والبعض روابته ملايين بلا حاجة لها , وعن در الأزهر أكد ان الأزهر بوابة مصر الخارجية مع أكثر من 50 دولة ويجب تفعيل دور الأزهر وتمكينه من أداء رسالته باستقلالية كاملة.
ونبه القوي السياسية ان اخطر ما تواجهه الثورات أن تتحول الي إنصاف ثورات, فهو الخطر العظيم , فلو لم نتشارك سنعود للوراء وعلي من يتصدر للعمل العام من نواب برلمان ومرشحي رئاسة ان يتقبلوا النقد طالما موضوعي , مؤكدا ان الهجمة علي مجلس الشعب ليست نزيهة , فهو لم يبدأ عمله فعليا, وعلينا أن ننتظر ونطالبه بان يحافظ علي الثورة وينفذ مطالبها.
وعن محاور برنامجه الانتخابي فالمحاور الأساسية هى محور امن قومي وله الأولوية , مثل توفير الطاقة والغذاء و البحث العلمي والذي يقلل الفجوة العملية بين مصر والعالم وما له من ناتج علي الزراعة والصناعة والتسليح , ومحاربة الفتنة الطائفية والعنصرية , مؤكدا علي ضرورة مناقشة مشاكل أهالي النوبة وعرب مطروح وبدو سيناء وإخواننا الأقباط بما يحقق المصلحة الكلية عبر إصدار تشريعات لمكافحة التمييز .