قال تعالى " وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ" الحمد الله ظهر النور وأحق الله الحق وأبطل الباطل ، كم كنا نحلم بما حدث قبل ثورة يناير المباركة واستبعده البعض ، بل كان يظنة البعض الأخر درباً من دروب الخيال أن يزاح الباطل المستأسد في ظل حكم حسني مبارك والذي لم يكن حسن ولا مبارك ولكن تم ذلك وان شاء الله الى غير رجعه. أيها الاخوان كم كافحتم وناضلتم من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل، كم قدمتم من أموالكم وأنفسكم وأوقاتكم وحقوق أبنائكم وأسركم وهذا من فضل الله تعالى عليكم " قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ" لقد كان ابتلاءً صعباًعلى مدار أربع وثمانين عاماً هي عمر الجماعة المباركة منذ تأسيسها. أيها الاخوان لقد كنتم نموذجاً مخلصاً للعطاء والتضحية والاخلاص لدعوة الله عز وجل . صبرتم كثيراً واستشهد منكم تحت سياط التعذيب الكثير واعُتقل منكم عشرات الألوف ولا أريد الاسهاب فالكل يعلم ذلك وهي حقيقة واضحة لكل ذي عقل يفكر. أيها الاخوان إن إبتلاء السراء أكبر وأصعب من ابتلاء الضراء، فإذا كنا بفضل الله تعالى اجتزنا ابتلاء الضراء بنجاح، فالقادم أهم بكثير. أما وقد أذن الله لدعوته أن تسود فعلينا ان نتواصى بما يلي: - أن المسؤلية أصبحت أكبر وأعظم. - التربية ثم التربية ثم التربية ، لأنها عماد هذه الدعوة فلا ينبغي أن ننشغل بالعمل العام على حساب حسن تربية واعداد الأفراد مهما كانت الأحوال. - حذار من الغرور بالنصر والتمكين، فإنما الابتلاء أصبح أكبر وأعظم. - مسؤلية الحكم كبيرة وعظيمة –نسأل الله تعالى أن يعينكم عليها- وهي في نفس الوقت سهلة يسيرة إذا كان الهدف واضح جلى وهو إحقاق الحق وإبطال الباطل. - إلى نواب الشعب من الاخوان المسلمين أن اتقوا الله تعالى في الشعب المسكين فهو ينتظر منكم الكثير . فثالوث الفقر والجهل والمرض قد عض بأنيابه جسد المصريين فماذا أنتم فاعلون؟ لا نريد –وأظنه لن يحدث- أن نكون نسخاً مكررة من نواب الحزب الوطني البائد. لابد أن يشعر المواطن بالفرق وان شاء الله الثقة فيكم كبيرة جداً، فأنتم على ثغرة . - أيها الاخوان هل يعقل ونحن في القرن الحادي والعشرين أن يكون هناك في مصر 2 مليون أطفال شوارع، وهل يعقل أن يكون هناك 40% من شعب مصر تحت خط الفقر والملايين منه يسكنون العشوائيات. - أيها الاخوان هل أنتم راضون عن تدهور مكانة مصر الاقليمية والدولية وضياع هيبتها ، إنها مسؤليتكم جميعا -جماعةَ وحزباً- في استعادة هذا الدور مرة أخرى. فمصر دولة كبيرة واكبر من أن تكون في تلك المهانة . - العمل ،العمل ثم العمل فلا تلفتوا لدعاة الفتنة ومروجي الشائعات والذين لا هم لهم سوى تعطيل الأمور من اجل مصالح ضيقة وشخصية في الغالب الأعم. - يارب هؤلاء عبادك قد مكنت لهم وأذنت أن تكون الكلمة بأيديهم ، اللهم نصرك وتوفيقك لهذه الفئة المناضلة واجمع قلوبهم علي كلمة سواء إنك نعم المولى ونعم النصير. كاتب وخبير تطوير إداري