دمشق : في الوقت الذي دعا في أمير قطر الشيح حمد بن خليفة آل ثاني الى إرسال قوات عربية الى سوريا ، قال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي أنه من المحتمل عقد اجتماع للجنة العربية الوزارية المعنية بسوريا يوم 21 من الشهر الجاري يليه اجتماع لمجلس الجامعة على المستوى الوزارى في اليوم التالي. وقال بن حلي ، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، انه سيتم ارسال الدعوات للدول العربية بهذا الموعد المقترح للاجتماع لمناقشة تطورات الأوضاع في ضوء تقرير رئيس فريق بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا الفريق أول محمد الدابي الذي ينتظر أن يقدمه للأمين العام يوم 20 من الشهر الجاري.
وأضاف انه سيتم عقد اجتماع آخر لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بناء على طلب فلسطين ومن المنتظر أن يكون يوم 29 من الشهر الجاري لبحث التطورات على الساحة الفلسطينية. وأوضح نائب الأمين العام للجامعة العربية ان اختيار موعد هذا الاجتماع جاء ليكون بعد اجتماع اللجنة الرباعية الدولية المقرر يوم 26 من الشهر الجاري حيث سيعرض فيه الجانب الفلسطيني على الوزراء العرب كافة التطورات سواء فيما يتعلق بالمصالحة أو التعامل مع الانتهاكات الاسرائيلية وعلى رأسها الاستيطان وتهويد القدس
حل منطقي
وفي غضون ذلك ، تتوالى ردود الفعل على اقتراح أمير قطر ، حيث أشاد عضو المجلس الوطني السوري المعارض عمر ادلبي باقتراح الشيح حمد بن خليفة آل ثاني إرسال قوات عربية إلى سوريا. ونقل راديو "سوا" الأمريكي اليوم الأحد عن ادلبي قوله ان إقتراح أمير قطر منطقي وخطوة ايجابية نحو حل الأزمة السورية ، مضيفا تطور جديد كنا قد المحنا إليه مرات عديدة.. نحن نعتقد أن مثل هذا الحل هو حل منطقي. و اعرب عن اعتقاده أن التدخل العربي لا يعتبر تدخلا أجنبيا باعتبار أن العرب معنيون أولا وأخيرا بما يحدث في سوريا وهذا تطور ايجابي فيما يتعلق بالقضية السورية على امل أن يأخذ طريقه إلى التنفيذ في حال لم يلتزم النظام فى دمشق بإيقاف جرائمه ضد الشعب السورى". وكان أمير قطر قد اقترح إرسال قوات عربية إلى سوريا لإيقاف ما وصفه بإراقة الدماء السورية ، وذلك في تصريحات هى الأولى من نوعها. مرسوم بالعفو وفي الوقت الذي اعلن فيه ناشطون مقتل اثنين برصاص الأمن السوري اليوم ، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسومًا بالعفو عن الجرائم المرتكبة على خلفية الأحداث التي تشهدها سورية. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" اليوم الأحد أن الأسد أصدر مرسومًا تشريعيًا بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة على خلفية الأحداث، التي وقعت من تاريخ 15 مارس الماضي وحتى 15 يناير الجاري. المجلس العسكري الأعلى
ورغم المحاولات العربية والغربية لحل الأزمة السورية دون تصعيد، الا أن اعداد المنشقين عن الجيش السوري تزداد ، في محاولة للوقف بوجه النظام .
وفي هذا السياق ، أعلن مستشار أبناء الجالية السورية في الخارج فهد المصري أن أبرز الضباط المنشقين عن الجيش السوري يستعدون للإعلان قريباً من تركيا عن إنشاء المجلس العسكري السوري الأعلى . وأضاف المصري ، في تصريحات نقلتها قناة "العربية" اليوم ، أن العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ، سيرأس المجلس، الذي سيتولى التخطيط للعمليات العسكرية ضد النظام بالتنسيق مع الجيش السوري الحر، الذي يقوده العقيد رياض الأسعد.
وفي وقت سابق أمس السبت، بحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في بيروت "المسار الخطير" الذي تتخذه الأزمة في سوريا، بحسب بيان للمتحدث باسمه. وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية مارتن نيسيركي في بيان أن بان كي مون وداود أوغلو الموجودين في العاصمة اللبنانية للمشاركة في مؤتمر للأمم المتحدة حول الديمقراطية في العالم العربي، التقيا مساء و"بحثا في سلسلة من الملفات الإقليمية ولا سيما الوضع في سوريا إضافة الى إيران وقبرص". وأضاف البيان الذي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه أن "الأمين العام أكد أن المسار الخطير الذي تتخذه الأزمة في سوريا يشكل مصدر قلق كبير". وطالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مرارا العام الماضي برحيل الرئيس بشار الأسد. والتقى الأمين العام للأمم المتحدة من جهة أخرى عددا من أعضاء المعارضة اللبنانية الموالية للغرب والمناهضة للنظام السوري الذي مارس وصاية سياسية عسكرية على لبنان طيلة 30 عاما. مجرد واجهة في غضون ذلك ، خرج علينا الشيخ أنس سويد أبرز شيوخ باب السباع بمدينة حمص بتصريحات أكد فيها أن بشار الأسد "عاجز ولا يملك من أمره شيئا"، ولم يتمكن من اتخاذ أي قرارات في سبيل إيجاد حل للأزمة.
وكشف في حوار مطول مع "الجزيرة" أهم تفاصيل لقاءاته الثلاثة مع الرئيس السوري. والتي - حسب قوله - لم تزده إلا قناعة بأنه مجرد واجهة، وأن المسير الحقيقي للوضع في سوريا هي عائلة الأسد كاملة وعلى رأسها والدته التي اكتسبت خبرة من زوجها حافظ الأسد. كشف الشيخ أنس سويد في ذات الحوار عن أهم ما دار بينه وبين الرئيس "التقيته رفقة عشرين من علماء حمص وتكلمنا معه لأربع ساعات ونصف الساعة، واللافت أنه كان يظهر الاستغراب في كل شيء. حدثناه عن ممارسات الأمن والشبيحة.. والحاضرون ذكروا له كل شيء بالتفصيل وكان يسجل الملاحظات بنفسه.