تعد ترع ومصارف قرى الغربية بمثابة قنبلة تلوث موقوتة بسبب تزايد حجم الملوثات حولها، وغيبة الوحدات المحلية لإيجاد وسيلة تخلص آمنة من القمامة التى باتت مشكلة قرى الغربية، حيث امتلأت بها شوارعها بشكل بات يهدد صحة سكانها بشكل خطير. الكثير من الأمراض الوبائيه باتت موجودة بشكل ملحوظ بعد ارتفاع معدلات الإصابة بالفيروسات الكبدية والفشل الكلوي بشكل خطير فى قرى محافظة الغربية على وجه العموم، وفى مركز المحلة على وجه الخصوص، لذا تم تخصيص معهد للكبد بمدينة المحلة نظرا لارتفاع نسبة الإصابة ولسوء البيئة الصحية والتلوث حول المجارى والترع الزراعية.
وتتزايد المشاكل الصحية ما بين فصلى الشتاء والصيف، حيث تنتشر الحشرات والآفات الضارة بصحة المواطنين فى وقت فشلت فيه كافة الوحدات المحلية في إيجاد حلول ملموسة لمعالجة المشكلة، مما أصبحت هذه الترع والمصارف بؤرة تلوث مليئة بكل ألوان التلوث، في وقت فشلت فيه جهود الأجهزة التنفيذية المحلية لوضع حد للمشكلة.
ومن المصارف التي تنتشر فيها تلك الظاهرة، مصارف شبراملكان وصفط تراب واحة من الإفساد البيئي، يقول حمادة أبوسلام، أحد الشباب: هناك جهود بذلت من قبل شباب قرية صفط تراب لإنقاذ الوضع البيئى المتدهور ولكن يبدو أن أحدا من المسئولين لا يسمع بعد بحملة التنظيف التي قمنا بها، ولكن رجعت الأمور إلى وضعها السيئ حيث لم تكن هناك متابعة، والناس دائما وحدها تدفع الثمن، في ظل فشل جهود الأجهزة المحلية، ولا عزاء لصحة المواطنين.
وطالب حمادة الجمل، أحد الشباب، بأن تكون هناك جهة مسئولة عن حل أزمة القمامة فى قرى المحلة، وبالتحديد صفط تراب وتوابعها بعد أن تحولت هذه المجارى المائية إلى مصيده للموت وذلك بعد أن كثرت بها الملوثات، مطالبا بأن تكون هناك القوانين رادعة ضد من ينتهك حرمة النهر، خاصة إذا كان أحد مصادر الزراعة الاساسية.
ويقول المهندس وائل سمير، من اهالى المحلة: إن هناك مصانع وشركات تصرف مخلفاتها فى هذه الترع مما يدمر البيئة، مشيرا إلى أن الطريق السريع المحلة- طنطا شاهد عيان على الكميات المهولة وأطنان الملوثات التي تلقى فى النهر والترع والمصارف من المواد الكيماوية من مخلفات تلك المصانع مما يهلك الحرث والنسل، في حين نجد الجهات التنفيذية "آخر طناش".
ولا يختلف الأمر كثيرا فى مصرف "جناج" أحد المصارف التي تمر على بسيون وكفرالزيات، حيث شركة إنتاج السماد الكبرى والمعروفة فى المدينة، والتي دأبت على تخريبه بتحويل مسار أنابيب الصرف من نهر النيل إلى المصرف وإدخال وحدة معالجة غير كافية، حيث ما زالت المشاحنات بين أهالى المدينة والقرى التابعة التى تستخدم هذا المصرف الممتد بسبب التلوث.
وتساءل عدد من المواطنين فى قرى الجابرية والسجاعية والدواخلية ودمرو والمعتمدية ونمرة البصل وبلقينا وسامول وباقى قرى مركز المحلة عن ماهية الحلول فى ظل غيبة القانون، ولماذا لا يتم تطهيرها وحمايتها من تراكم الملوثات، وأن تكون هناك عقوبة فورية رادعة؟! ولماذا لا يتم التعاقد على شراء مبيدات ووسائل مكافحة صديقه للبيئة لتطهيرهذه الترع التى باتت مناخا خصبا لكافة البكتيريا الضارة والفيروسات القاتلة، علاوة على مظاهرها غير الحضارية، في الوقت الذي انتشرت فيه القوارض والحشرات التي تنقل العدوى والأمراض.
وناشد الأهالى المستشار محمد عبد القادر، محافظ الغربية، وضع حد لإهمال الجهات المحلية وتوفير كافة وسائل حماية للبيئه وحماية مجرى النهر بعد انتشار القمامه بشكل غير مسبوق وإرغام المصانع والشركات الصناعية على تقنين أوضاعها بما يتناسب مع البيئة، وأن يتم احترام القانون من خلال وضع آليات تحافظ عليه وأن يكون هناك عقوبات فورية ضد المقصرين من مجالس المدن أو الوحدات المحلية بما يحفظ حياة المواطنين.