هناك فرق بين المعايشة والاختراق فالمعايشة تبنى على الوضوح والشفافية والتساوي وباختصار على تساوي حقوق المواطنة . أما الاختراق فيبنى على المؤامرة والسرية ومحاولة التميز والاستحواذ والسيطرة ثم الاقصاء للمخالف . والاختراق يبدأ بالعمل السري والتكوينات العنقودية والالتزام شبه العسكري والتنفيذ ثم التظلم والولاء للعصبة أو العصابة . وغالبا ما يكون التنظيم المخترق لغيره له أدبيات خاصة حتى لا ينصهر في باقي المجتمع ولقد ظهر ذلك في أدبيات الشيعة والخوارج. فكان لهم أمير وبيعة تختلف عن باقي الأمة ونظام خاص وترتيب داخلي كأن يكون هناك رئيس لهيئة أو مؤسسة في الظاهر ورئيس آخر في الهرم التنظيمي الداخلي . فيكون في الأمة تنظيمان تنظيم معلن وآخر سري يتبع إلى قيادة مختلفة وهي القيادة الفعلية للتنظيم الذي يمارس الاختراق ونضرب مثالا فرئيس الجمهورية المنتخب من الشعب غير مرشد الإخوان المنتخب من أعضاء الإخوان ويكون السمع والطاعة عند التنازع عند الأعضاء من حق المرشد . وفي مجلس الشعب يكون أعضاء مجلس الشعب من الجماعة ملزمين ببيعة في أعناقهم تلزمهم بالسمع والطاعة للمرشد أو مكتب الإرشاد مع أنهم في الأصل معبرون عن من انتخبهم لا عمن بايعوه . ولعدم معرفة الشعب المصري بأسرار تلك الجماعة وبتنظيمهم الهرمي يلتبس الأمر فيكون العضو في ظاهره مثلنا إلا أنه مختلف عنا بانتمائه لتنظيم هرمي عنقودي له أدبيات وثقافة تجعله يدين بالولاء الخاص للجماعة ومكتبها . وهذه القيادة (قيادة الإخوان) لها بيعات في بلاد أخرى مما ينشأ عليها إلتزاما خارج البلاد ونظرا لسرية التنظيم لانستطيع أن نحكم على إيجابية تلك العلاقة أم سلبياتها . وما سيعود علينا كمواطنين من نفع أو ضرر نتيجة تلك العلاقة . فالإخوان الآن جماعة وحزب فالحزب يخضع إلى قانون الأحزاب في مصر أما الجماعة فإلى ماذا تخضع ، وللتبسيط في مصر إذا تعرض مصري إلى ظلم من جهة الإدارة يتجه إلى المحكمة الإدارية ، فإذا تعرض لظلم من الجماعة فإلى من يذهب يذهب لمكتب الإرشاد فإذا ظلمه مكتب الإرشاد يضرب رأسه في الحيط فجماعة الإخوان لا وجود لها في نظر المحاكم المصرية . وقس على ذلك كم من حقوق أهدرت بسبب عدم القدرة على مقاضاة جماعة الإخوان . والسؤال هل نحن مخترقون من تلك الجماعة التي تنشر أعضائها بيننا وكأنهم منا وهم يعلمون أنهم غيرنا وتجمعهم بيعة تجعل ولائهم لأنفسهم حتى أنهم يتبايعون فيما بينهم وقد يتزاوجون من بعضهم البعض ويرفعون من شأن بعضهم البعض على غيرهم و يأخذون منا الأموال والأولاد لتنظيمهم ثم يضحكون في وجوهنا ويلعنونا في صدورهم . ثم نسمع عن من يسأل عن حقوق المواطنة من الوفديين وغيرهم . وأقول أين حقوق المواطنة مع جماعة ترفع من شأن أفرادها على حساب باقي الشعب لمجرد بيعة سرية لتنظيم عنقودي لا نعلم عن مصادر تمويله وطرق تفكير قياداته وأدبياتهم وطرق فهمهم للواقع والتاريخ وأخيرا الشرع الحنيف .