بيروت: كشف سمير جعجع رئيس حزب "القوات اللبنانية" أنه ناقش مع كبار المسئولين السعوديين خلال زيارته للرياض، شئون المنطقة وشجونها ومن ضمنها الملف السوري، معلناً أن الأخوة في المملكة قلبهم يقطر دماً للضحايا التي تسقط كل يوم في سوريا. ولفت جعجع في حديث إلى جريدة "الراي" الكويتية هو الأول له منذ عودته من الرياض، إلى أن السعودية هي في الوقت الحاضر في صدد إعادة قراءة ودرس الكثير من القضايا، تراقب بعناية ما يجري في المنطقة، وقلْبها في شكل أساسي على الخليج وعلى أمنه وعلى التطورات والتحركات التي تجري هناك.
وأوضح جعجع أن موقف المملكة من لبنان ثابت في الأساس، كان في الماضي البعيد والقريب على هذا النحو واستمرّ كذلك وسيبقى ولا يتغيّر في اتجاه أو آخر، مذكراً بأن السعودية كانت أول من دعم وصول الشيخ بشير الجميل إلى رئاسة الجمهورية على سبيل المثال، ومستعيداً كم كانت علاقتها جيدة بالزعامات الوطنية من أمثال كميل شمعون وصائب سلام.
وإذ رفض ربْط توقُّعه بسقوط النظام السوري في ال 2012 بما سمعه في الرياض، عزا جعجع موقفه إلى لوحة معطيات تؤشر إلى أن من الصعب بقاء النظام إلى ما بعد ال 2012.
وأوضح جعجع أن اللقاء "المطوّل جداً" الذي عقده مع الرئيس السابق للحكومة زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري في الرياض تطرق إلى مرحلة ما قبل وما بعد سقوط نظام الأسد واتفقنا على خطوط عريضة حيال مواجهة الاستحقاقات المقبلة.
ولفت جعجع إلى أن الحوار الجدي في خصوص سلاح "حزب الله" لن يبدأ قبل سقوط النظام السوري، وساعتئذ ستكون هناك إمكانية لحوار مجدٍ مع تغيُّر ميزان القوى في لبنان والمنطقة، مضيفاً: "كان من الأفضل ل "حزب الله" لو بدأ بالكلام عن سلاحه قبل عام، فالأمر اليوم أقلّ قيمة مما كان يمكن أن يكون عليه قبل عام، وبعد ستة أشهر أو سنة سيكون سلاحه اقل قيمة مما هو عليه في الوقت الحاضر".
وحول خشيته من ترجمة التهديدات التي تحدثت عن أن المضي في الضغوط على نظام الرئيس الأسد سيُحدث زلزالاً في المنطقة، ولبنان من بينها، قال جعجع: "ولّت أيام الزلازل، ولا احد قادر على أن يُحدث زلزالاً، وفي أقصى الحالات يمكن للنظام السوري أن يفتعل بعض الأحداث الأمنية هنا وهناك".
وعما إذا كان الهجوم الدفاعي للنائب سليمان فرنجية عن وزير الدفاع فايز غصن اقنعه، قال: "قلة الحياء والفجور هما أسوأ شيء في الدنيا"، مضيفاً أن يخرج وزير الدفاع ويطلق تصريحاً خدمةً للنظام السوري على حساب سمعة لبنان فهذا أمر لا يمكن فهمه ولا قبوله، وإذا كانوا أصدقاء للنظام السوري ويريدون خدمته، فليخدموه ولكن ليس على حساب مصلحة لبنان وتسويقه على انه أصبح مرتعاً للقاعدة فقط كرمي لعيون النظام في سورية".