كان شأن الإخوان شأنا خاصا فهي جماعة تتخير أتباعها ومن يرضى يبايع ويفعلون به ما شاءوا إذا ارتضى الطرفان طرف يمثل القيادة مكتب الإرشاد وطرف يمثل العضو الذي يقبل البيعة وتداعياتها . وكنا نسمع شكاوى الأعضاء من رؤسائهم ومرشديهم فلا نكترث كثيرا فقد ارتضى العضو لنفسه ذلك الموقف ومن حقه فسخ العقد إن شاء واللجوء للقضاء إن شاء وكان الرد إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية وكنا نوضح أن المراد بذلك جماعة المسلمين التي كلنا أعضاء فيها وأن المجتمع بعلمائه المتوافرين من أزاهرة وغيره وجموع المسلمين تجمعنا بهم أواصر الولاء من الحب والمتابعة والمناصرة وأن نصوص القرءان والسنة لا تفرق في الحقوق والواجبات بين تجمع وآخر . ولاشك أن المكوث في تلك الجماعة اختيار شخصي تبعا لفهمه ومصالحه ولا ضير . حتى شعرنا جميعا بأن الإخوان يريدون أن يحكمونا ولا بأس ولكن وجب على الإخوان الوضوح حتى نختار دون تدليس أو تلبيس وعرض فكر الإخوان وهيكلهم التنظيمي وثقافتهم الداخلية سوف توضح للناس الكثير مما قد يكون محفزا لهم بطلبهم للحكم أو نصحهم أو رفضهم وهذا حقنا عليهم إن أرادوا أن يحكمونا فإن أرادوا قهرنا فالرد معروف. وميدان التحرير موجود والمجاهدون موجودون ولا ضير فهي سنة الحياة .ونبدأ بعرض أركان بيعة الإخوان. وهي الفهم والإخلاص والتجرد والأخوة والطاعة والثقة والعمل والجهاد والتضحية والثبات . وهى أركان عشرة ولا أدري لما هم عشرة ولعلها كالوصايا العشرة . ويتم شرحها على أيدي أعضاء الجماعة للعضو الحديث. ولقد لفت نظري ثلاث منهم وهم الإخوة والطاعة والثقة ولا شك أن الإخوة هي إخوة زائدة عن إخوة الإسلام فكل المسلمين إخوة فهل هي إخوة مثل المهاجرين والأنصار مثلا أم هي نوع خاص من الإخوة التي تربط بين أعضاء التنظيم ونوع من التحالف والترابط يظهر عند الخلاف مع المسلمين الآخرين . ثم نأتي على بند الطاعة والطاعة عندنا محددة بولي الأمر الممكن أو المنتخب أو المتفق عليه وهو نوع من الولايات الخاصة التي تستلزم السمع والطاعة وعند التنازع لمن السمع والطاعة وكيف تتقاطع حدود السمع والطاعة مع حدود الرؤساء الآخرين من محافظين وغيرهم . فقبل الثورة كان لا طاعة للمؤسسات لأنها لم تأت بطريقة شرعية فالآن كيف سيكون الوضع . ثم نأتي على بند الثقة وهي تمثل الثقة في القيادة وهي تذكرني بقول نفذ وبعدين تظلم وإن كان هذا يتمشى مع العسكرية فهو حتما لا يتمشى في الأمور المدنية ولعلنا نطرح تساؤلا على علاقة الجماعة مع الحزب الذي يدخله المصري دون تحقيق أركان البيعة. ولعل الإجابة أنه لن يقود الحزب إلا من كان مبايعا واستوفى أركان البيعة العشرة . فإذا أراد الإخوان أن يحكمونا فليكشفوا أسرارهم ومصادر تمويلهم ويضعون أنفسهم تحت مراقبة الشعب الذي يريدون أن يحكموه.