الخرطوم: أكد الرئيس السوداني عمر البشير الثلاثاء، أن الربيع العربي السوداني سبق الثورات العربية ب23 عاماً، معتبراً أن الذين "ينتظرونه في الخرطوم سيطول انتظارهم... هم واهمون ومرجفون". وقال الرئيس السوداني حسبما ورد بجريدة "الحياة" اللندنية: "إن الشعب في بلاده حسم توجهه وهويته، وستكون الشريعة الإسلامية المصدر الرئيس للدستور الجديد". وأضاف البشير أمام حشد جماهيري في مدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض بوسط البلاد الثلاثاء: "إن كل من يعادي بلاده سيكون مصيره مصير الزعيم السابق الليبي معمر القذافي و"الطغاة" الذين دعموا حركات التمرد التي تناهض حكمه بالمال والسلاح". وتابع البشير: "ما حدث للقذافي سيكون مصير كل من يقف في وجه التوجه الإسلامي"، مضيفاً أن مالك عقار وعبدالعزيز الحلو اللذين يقودان حرب "الحركة الشعبية - الشمال" مع القوات الحكومية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، لم يعيا الدرس فكان مصيرهما أن القوات المسلحة لقنتهما درساً لن ينسياه". وأشار البشير إلى أن عقار الذي كان حاكماً على ولاية النيل الأزرق "لا يفهم بسبب اختياره التمرد رغم تمتعه بموازنة مالية ومنصب دستوري وصلاحيات واسعة"، وانتقد البشير من "ظنوا أن الجيش السوداني والمجاهدين انتهوا، وانشغلوا بالمال والاستثمارات بعد الفراغ من العمل العسكري في الجنوب وتوقيع اتفاق السلام". ورأى أن اتفاق السلام الشامل مع الجنوب جاء عقب انتصارات متلاحقة للقوات الحكومية على "الجيش الشعبي في الجنوب وتدميره تماماً"، وقال: "بعدما اختاروا الانفصال قلنا لهم: مع السلامة ومبروك عليكم". كما تعهد مدير جهاز الأمن والاستخبارات السوداني محمد عطا المولى عباس بعدم التسامح مع تحالف قوى "الجبهة الثورية السودانية" المؤلف من ثلاث حركات دارفورية مسلحة إلى جانب "الحركة الشعبيةفي السودان ووصفه ب "تحالف الشيطان". وقال مخاطباً تخريج دفعة جديدة من الجهاز الأمني في الخرطوم: "إن هذا التحالف "تجمع في كمبالا وجوبا برعاية إسرائيل ومخابراتها "الموساد" للنيل من السودان وشعبه". وزاد عباس: "لا سماحة بعد اليوم مع هذا التمرد المسلوب الإرادة الذي ارتمى في أحضان أعداء الأمة ... نهايتهم باتت قريبة". واستهجن عطا دعاوى من أسماهم "الطابور الخامس" وقال: "إن هؤلاء يريدون أن ينصّبوا قاتل النساء والأطفال والشيوخ شهيداً"، في إشارة إلى زعيم "حركة العدل والمساواة" خليل إبراهيم الذي قُتل بغارة جوية قبل أيام.
وقال مدير جهاز الأمن: "إن متمردي "حركة العدل والمساواة" عاثوا في الأرض فساداً وقتلاً وتدميراً في مدن وقرى دارفور وشمال كردفان"، مشيراً إلى أن دعاة الحرب لن يجدوا من يشايعهم.
وأضاف مدير جهاز الأمن: "لن نسمح لهم بذلك وسنكون لهم بالمرصاد، أوقفنا اليوم صحيفتهم والآن تمايزت الصفوف معسكراً للسودانيين الشرفاء ومعسكراً للصهيونية والعملاء"، وذلك في تلميح إلى تعطيل صحيفة "رأي الشعب" الناطقة باسم حزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة حسن الترابي.
وبالإضافة إلى ذلك، باشرت سفارة دولة جنوب السودان نشاطها في الخرطوم رسمياً بعد اكتمال وصول طاقمها المؤلف من القائم بالأعمال ونائبه وسكرتير أول وثلاثة ديبلوماسيين بدرجة سكرتير ثانٍ.
وكشف وزير الخارجية السوداني علي كرتى عن إقرار استراتيجية جديدة محددة للتعامل مع دولة جنوب السودان وسيتم طرحها على جهات في الدولة للاتفاق عليها.