أعلن الدكتور "نبيل العربي" الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الفريق "محمد الدابي" رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا، سوف يصل نهاية الأسبوع الحالي القاهرة لتقديم تقرير عن مهمة البعثة والوضع في سوريا لعرضه على مجلس وزراء الخارجية العرب، موضحا أنه من المحتمل عقد اجتماع للمجلس الأسبوع القادم. وقال العربي - في مؤتمر صحفي عقده اليوم بمقر الجامعة - أن المعلومات الواردة عن مهمة البعثة تشير إلى أن أحد نتائج مهمة البعثة وغرفة العمليات التي تتابع أعمالها هو الإفراج عن 4843 معتقلا لدى الحكومة السورية، بالإضافة إلى سحب الدبابات والآليات من المدن والأحياء، كما تفيد المعلومات باستمرار وجود قناصة على أسطح المباني واستمرار أعمال القتل.
ودافع الدكتور نبيل العربي عن مهمة بعثة الجامعة العربية في سوريا، قائلا: إن الكثير من الآراء التي تنتقدها هي آراء قيمة، ولكن البعض يقول آراء غير مدروسة.
وحول تقييمه للوضع ومدى نجاح مهمة البعثة، قال العربي" إن هناك أعمال قتل وأي قتل لإنسان واحد أمر غير مقبول، فالمهمة فلسفتها توفير الحماية للمواطنين السوريين العزل، ومقتل شخص واحد يعني أن المهمة لم تكتمل".
وردا على الانتقادات الموجهة لرئيس البعثة والاتهامات له بالتورط في جرائم في دارفور ،قال العربي "إن الدابي عسكري قدير وسجله يخلو من أي شيء شائن وهو يقوم بمهامه على أكمل وجه ولديه خبرة واسعة ، ومن لديه شيء من وسائل الإعلام ضده يقدمه".
وأضاف إن مهمة البعثة صعبة للغاية، وأن بعثات الأممالمتحدة بما لديها من خبرة تعمل في وجود قوات حفظ سلام ومع ذلك تقع خروقات وجرائم، لافتا إلى أن وفد المقدمة للبعثة الذي ضم عشرة أشخاص سافر بعد يومين فقط من توقيع البروتوكول برئاسة السفير سمير سيف اليزل الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حيث بحثوا مع السلطات السورية جميع الترتيبات.
وقال العربي إن الإيجابيات التي حققتها البعثة: سحب المظاهر العسكرية من المدن، الدبابات والمدافع، خارج المدن والأحياء السكنية، في حمص تم إدخال مواد غذائية، وتم استخراج جثث.
وطالب المعارضة بتقديم أسماء المعتقلين، وقال "من له قريب يبلغنا"، مشيرا إلى أن المعارضة قدمت بعض القوائم بأسماء معتقلين بالفعل.
وأضاف أن البعثة في المرحلة الأولى ليس لديها سيارات كافية، وفي المراحل التالية سوف تزيد، مشددا على أن البعثة هي التي تحدد إلى أين ستذهب، ولكنهم ينسقون مع الجانب السوري، ولها حرية كاملة في الاتصال مع الجميع، موضحا أنهم لابد أن يصطحبوا شخصا سوريا خلال عملية الانتقال كدليل.
وفيما يتعلق بالسماح لوسائل الإعلام، أشار إلى أن سوريا قالت إنها لا تريد أن تتيح البث لثلاث محطات في حين أنهم أعطوا إذنا ل130 وسيلة إعلامية.
وقال إن غرفة العمليات في القاهرة تتلقي أي شكاوي بخصوص المعتقلين، مشيرا إلى أن 3484 معتقلا الذين أطلق سراحهم أفرج عنهم على أربع دفعات، وهناك دفعات جديدة.
وحول رأيه في تصريحات رئيس البرلمان العربي "على سالم الدقباسي" حول سحب المراقبين، وقال العربي إن من حقه أن يصرح بذلك، وأنا سعيد بهذا التصريح وسوف يبحث الأمر في اجتماع وزراء الخارجية.
وحول الاتهامات للمراقبين أنهم يتبعون سياسة بلدانهم، قال العربي إن ما لدى المراقبين يبلغونه لرئيس البعثة، مشيرا إلى أنه لم يتلق أي شكوى بهذا الشأن، وأنه محظور علي المراقبين التحدث لوسائل الإعلام.
وأوضح أن المراقبين لهم مهمة محددة سواء في الخطة العربية أو البروتوكول يوم 19ديسمبر، هي وقف جميع أعمال العنف، والتأكد من عدم تعرض الأمن السوري للمظاهرات السلمية، والإفراج عن المعتقلين وسحب المظاهر المسلحة من المدن والتحقق من السماح لوسائل الإعلام من العمل بحرية.
وقال إن هذه أمور صعبة لا تستطيع أن تتم في يوم واحد، مناشدا الحكومة السورية الالتزام الكامل بما تعهدت به.
وقال إن البعثة متواجدة حاليا في حماة وحمص وأدلب وحلب ودمشق وريف دمشق ،وتواصل الفرق مهامها وفقا للخطة المرسومة لها، وغرفة العمليات تتابع ما يحدث على مدار 24 ساعة.
وأوضح أن رئيس البعثة سيقدم تقريرا أوليا خلال الأيام القليلة القادمة، وحاليا يرسل ابلاغات أولية، ولكن ننتظر تقييما حقيقيا لرئيس البعثة، وقال إن هذا التقرير الأولي سوف يعرض على مجلس الجامعة العربية، المقترح عقده الأسبوع القادم، ولكن موعده الدقيق لم يحدد بعد.
وشدد العربي على نقطة هامة، وهي مساعدة المعارضة السورية لبعثة المراقبين، وقال إن رئيس البعثة أبلغني أن الشعب السوري يرحب بهم في كل مكان، ولكن البعثة تريد معلومات ، لأن أعضاءها لا يستطيعوا أن يعرفوا كل ما يحدث في كل مدينة إلا من الشعب والمعارضة والهيئات التنسيقيه.
وحول الخلافات داخل المعارضة السورية بشأن وثيقة "سوريا الغد"، قال العربي "كان من المفترض أن تقدم الوثيقة للجامعة أمس، ولكن كان هناك اختلاف عليها، وهذا موضوع يخص المعارضة".
وتابع قائلا: طبقا للخطة عندما تهدأ الأوضاع في سوريا، سوف تدعو الجامعة العربية لاجتماع تحضيري للمعارضة ثم ندعو الحكومة لبحث مستقبل سوريا.