اكد الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة أنه ومع حلول العام الجديد 2012 ، وبالرغم من إطلاق سراح 1027 أسير وأسيرة في إطار صفقة تبادل الأسرى خلال العام المنصرم ، فان " إسرائيل " لا تزال تحتجز في سجونها ومعتقلاتها قرابة 4500 أسير فلسطيني بالإضافة إلى عشرات الأسرى العرب من جنسيات عربية مختلفة وخاصة الأردن – سوريا - مصر. وأضف فروانة مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية فى بيان خاص ل"محيط" أن الغالبية العظمى من الاسرى هم من المحافظات الشمالية ( الضفة الغربية ) ويشكلون ما نسبته 82% من مجموع الأسرى ، فيما أسرى قطاع غزة والقدس وال 48 يشكلون فقط ما نسبته 18 % من مجموع الأسرى .
أرقام غير ثابتة
وأوضح فروانة أن هذه الأرقام غير ثابتة وهي في حراك دائم في ظل الاعتقالات المستمرة واليومية والتي وصلت خلال العام المنصرم إلى 3312 حالة اعتقال بمعدل 9 حالات يومية .
وأشار إلى أن هؤلاء الأسرى موزعين على قرابة 17 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف ، أبرزها نفحة ، ريمون ، عسقلان ، بئر السبع ، هداريم ، جلبوع ، شطة ، الرملة ، الدامون ، هشارون ، هداريم ، ومعتقلات النقب وعوفر ومجدو .. إلخ .
130 طفل ضمن الاسري
وبيَّن أن من بين الأسرى يوجد ما يزيد عن 130 طفلا تقل أعمارهم عن 18 عاماً ، بالإضافة إلى مئات آخرين اعتقلوا وهم أطفال وتجاوزوا سن الطفولة وهم في الأسر ، بالإضافة إلى 240 معتقلا إداريا ، و24 نائباً منتخباً أبرزهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات وحسن يوسف ، بالإضافة إلى وزيرين سابقين هما وصفي كبها وعيسى الجعبري، وعدد من القيادات السياسية ، ومئات الأسرى المرضى والمعاقين الذين يعانون من أمراض مختلفة ، وبعضهم يعانون من أمراض مستعصية وخبيثة كالسرطان .
6 أسيرات
وكشف فروانة أن 6 أسيرات يقبعن الآن في سجون الإحتلال، ثلاثة منهن من المناطق المحتلة عام 1948 وتم استبعادهن من صفقة التبادل بمرحلتيها الأولى والثانية ،.
قدامى ومؤبدات
وأوضح فروانة أنه لا يزال يقبع في سجون الاحتلال 532 أسيراً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عدة ، كما لا يزال في سجون الاحتلال 122 أسيراً معتقلين منذ ما قبل أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من مايو / ايار عام 1994 ، وهؤلاء يُطلق عليهم مصطلح " الأسرى القدامى " حيث مضى على أقل واحد منهم أكثر من 18 عاماً ، بينهم 52 أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً ، ومن بين هؤلاء 23 اسيراً مضى على اعتقالهم ربع قرن وما يزيد ويُطلق عليهم مصطلح " جنرالات الصبر " ، ويُعتبر الأسير " كريم يونس " من قرية عرعرة وهي إحدى المناطق التي احتلت عام 1948 ، والمعتقل منذ 29 عاماً هو أقدم الأسرى وعميدهم الحالي ، فيما يُعتبر الأسير السوري " صدقي المقت " من هضبة الجولان السورية المحتلة والمعتقل منذ أكثر من 26 عاماً هو عميد الأسرى العرب ..
ظروف قاسية وإجراءات متصاعدة
وأكد فروانة أن هؤلاء الأسرى يحتجزون في ظروف قاسية ويتعرضون لمعاملة مهينة ولإنتهاكات فاضحة لأبسط حقوقهم الإنسانية ، كما يواجهون إرهاباً منظماً وخرقاً سافراً لمواثيق الأممالمتحدة المتعلقة بحقوق الإنسان والإتفاقيات الدولية حول معاملة أسرى الحرب والسكان المدنيين زمن الحرب ، وأن الإنتهاكات والإجراءات القمعية بحق الأسرى قد تصاعدت بشكل خطير منذ إتمام المرحلة الأولى من صفقة التبادل في أكتوبر الماضي .
ورأى أن إدارة السجون وبدلا من تحسين الأوضاع المعيشية للأسرى وإنهاء سياسة العزل الإنفرادي واستئناف برنامج زيارات الأهل بالنسبة لأهالي أسرى قطاع غزة وفقا لما تضمنته صفقة التبادل حسبما أعلن عنه عقب إتمام الصفقة ، فإنها صعِّدت من إجراءاتها القمعية بحقهم ، وكأنها تريد الإنتقام منهم ومن ذويهم. الدعوة لوضع استراتيجية متكاملة وموحدة
وأعرب عن قلقه الشديد على حياة الأسرى والأسيرات عموماً في ظل التصعيد الخطير من قبل إدارة مصلحة السجون ، داعياً إلى التوحد خلف قضية الأسرى والبدء بشكل جدي في إعداد استراتيجية متكاملة وموحدة لنصرة ومساندة الأسرى وضمان إطلاق سراحهم ، و ليكن عام 2012 هو عام الأسرى والأسيرات .
وفي السياق ذاته دعا فروانة عيسى قراقع وزير الأسرى وقدورة فارس رئيس نادي الأسير إلى التجاوب مع الدعوة التي سبق وأن أطلقتها منظمة أنصار الأسرى لزيارة قطاع غزة ، وبرفقتهم بعض الشخصيات والفعاليات المعنية بالأسرى بالضفة الغربية كالإخوة زياد أبو عين وأمين شومان وحلمي الأعرج و بثينة دقماق وسحر فرنسيس ، بهدف الالتقاء مع الفعاليات المختلفة والمعنية بالأسرى بغزة بهدف توحيد الجهود الداعمة والمساندة للأسرى، ولتكن قضية الأسرى هي المدخل لاستعادة الوحدة الوطنية .