أكد عبد الناصر فرزانة -الباحث بشئون الأسرى- أن "إسرائيل" لا تزال تحتجز في سجونها ومعتقلاتها قرابة ( 4500 ) أسير فلسطيني، بالإضافة إلى عشرات الأسرى العرب من الأردن وسوريا ومصر.. وشدد على أن الانتهاكات والإجراءات القمعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحقهم قد تصاعدت بشكل خطير منذ إتمام المرحلة الأولى من صفقة التبادل في أكتوبر الماضي وحتى الآن، وما يحدث في سجن النقب صورة صارخة وفاضحة للاحتلال. وقال "فروانة" وهو أسير سابق: إن هؤلاء الأسرى يحتجزون في ظروف قاسية ويتعرضون لمعاملة مهينة ولانتهاكات فاضحة لأبسط حقوقهم الإنسانية، ويواجهون إرهاباً منظماً وخرقاً سافراً لمواثيق الأممالمتحدة المتعلقة بحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية حول معاملة أسرى الحرب والسكان المدنيين زمن الحرب. مشيرا إلى أن إدارة السجون وبدلا من تحسين الأوضاع المعيشية للأسرى وإنهاء سياسة العزل الانفرادي واستئناف برنامج زيارات الأهل بالنسبة لأهالي أسرى قطاع غزة وفقا لما تضمنته صفقة التبادل حسبما أعلن عنه عقب إتمام الصفقة، فإنها صعِّدت من إجراءاتها القمعية بحقهم، وكأنها تريد الانتقام منهم ومن ذويهم. وأوضح الباحث المختص بشؤون الأسرى، أنه ومع حلول العام الجديد 2012، وبالرغم من إطلاق سراح ( 1027 ) أسيرًا وأسيرة في إطار صفقة تبادل الأسرى خلال العام المنصرم، فإن "إسرائيل" لا تزال تحتجز في سجونها ومعتقلاتها قرابة ( 4500 ) أسير فلسطيني.. بالإضافة إلى عشرات الأسرى العرب من جنسيات عربية مختلفة وخاصة ( الأردن – سوريا- مصر ) وأضاف: إن الغالبية العظمى من الأسرى هم من المحافظات الشمالية( الضفة الغربية ) ويشكلون ما نسبته ( 82% ) من مجموع الأسرى، بينما أسرى قطاع غزة والقدس وال 48 يشكلون فقط ما نسبته ( 18 % ) من مجموع الأسرى . وبيّن فروانة أن هذه الأرقام غير ثابتة وهي في حراك دائم في ظل الاعتقالات المستمرة واليومية والتي وصلت خلال العام المنصرم إلى ( 3312 ) حالة اعتقال بمعدل ( 9 ) حالات يومية.. وأشار إلى أن هؤلاء الأسرى موزعون على قرابة 17 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف، أبرزها نفحة، ريمون، عسقلان، بئر السبع، هداريم، جلبوع، شطة، الرملة، الدامون، هشارون، هداريم، ومعتقلات النقب وعوفر ومجدو ... وبيَّن أن من بين الأسرى يوجد ما يزيد على ( 130) طفلا تقل أعمارهم عن 18 عاماً، بالإضافة إلى مئات آخرين اعتقلوا وهم أطفال وتجاوزوا سن الطفولة وهم في الأسر، بالإضافة إلى ( 240 ) معتقلا إداريا، و( 24 ) نائباً منتخباً أبرزهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات وحسن يوسف، بالإضافة إلى وزيرين سابقين هما وصفي كبها وعيسى الجعبري، وعدد من القيادات السياسية، ومئات الأسرى المرضى والمعاقين الذين يعانون أمراضًا مختلفة، وبعضهم يعانون أمراضًا مستعصية وخبيثة كالسرطان.. وكشف فروانة أن 6 أسيرات يقبعن الآن في سجون الاحتلال، ثلاثة منهن من المناطق المحتلة عام 1948 وتم استبعادهن من صفقة التبادل بمرحلتيها الأولى والثانية. وأوضح فروانة أنه لا يزال يقبع في سجون الاحتلال ( 532 ) أسيراً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عدة، كما لا يزال في سجون الاحتلال( 122 ) أسيراً معتقلين منذ ما قبل أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من مايو عام 1994، وهؤلاء يُطلق عليهم مصطلح "الأسرى القدامى"، حيث مضى على أقل واحد منهم أكثر من 18 عاماً، بينهم 52 أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً، ومن بين هؤلاء 23 أسيراً مضى على اعتقالهم ربع قرن وما يزيد ويُطلق عليهم مصطلح "جنرالات الصبر"، ويُعتبر الأسير "كريم يونس" من قرية عرعرة وهي إحدى المناطق التي احتلت عام 1948، والمعتقل منذ ( 29 ) عاماً هو أقدم الأسرى وعميدهم الحالي، فيما يُعتبر الأسير السوري "صدقي المقت" من هضبة الجولان السورية المحتلة والمعتقل منذ أكثر من 26 عاماً هو عميد الأسرى العرب. وأبدى فروانة قلقه الشديد على حياة الأسرى والأسيرات عموماً في ظل التصعيد الخطير من قبل إدارة مصلحة السجون.. وجدد فروانة دعوة السيد عيسى قراقع -وزير الأسرى- والسيد قدورة فارس -رئيس نادي الأسير- إلى التجاوب مع الدعوة التي سبق أن أطلقتها منظمة أنصار الأسرى لزيارة قطاع غزة، وبرفقتهم بعض الشخصيات والفعاليات المعنية بالأسرى بالضفة الغربية بهدف الالتقاء مع الفعاليات المختلفة والمعنية بالأسرى بغزة بهدف توحيد الجهود الداعمة والمساندة للأسرى، ولتكن قضية الأسرى هي المدخل لاستعادة الوحدة الوطنية.