أبوجا: أعلن الجيش النيجيري اليوم الخميس أن مسلحي جماعة إسلامية بدأوا في الفرار من مدينة مايدوجوري الشمالية التي يحاصرها الجيش منذ الأحد ، مؤكدًا أنه أحكم سيطرته على المنطقة بعد ارتفاع حصيلة المواجهات إلى أكثر من 330 شخصا . وقال شهود عيان إن أربع سيارات تقل أعضاء من جماعة "بوكو حرام" غادرت مايدوجوري ، بعد أن وصول ألف جندي إضافي إلى المدينة التي توصف بمعقل الجماعة التي حوصرت وقصف بيت قائدها محمد يوسف. ولم تستبعد الشرطة مقتل زعيم الجماعة محمد يوسف في المعارك التي استعملت فيها الدبابات والآليات وأدت إلى نزوح 1000 ساكن يضافون إلى 3000 آخرين غادروا المدينة سابقا ، فضلا عن تدمير عدد من البنايات ومسجد صغير. وأعلنت الشرطة النيجيرية مساء الاربعاء تحرير 95 امرأة وطفل احتجزهم المسلحين في معسكر بشمالي البلاد، بعد ان نجح في اقتحامه والاستيلاء عليه. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن بيان عسكري أن القوات الحكومية تمكنت من اعتقال مئة من مؤيدي وأعضاء هذا التنظيم خلال عملية اقتحام المعسكر، الا ان زعيم التنظيم توارى عن الانظار. وكان الرئيس النيجيرى مارو موسيارادوا قد اصدر اوامره لقوات الجيش والأمن باستخدام كل الوسائل الممكنة لانهاء العنف الذى امتد الى اربع ولايات شمالي البلاد وخلف عشرات القتلى على مدى ثلاثة أيام. وقد شددت السلطات النيجيرية اجراءات الامن شمالي البلاد، واقام الجنود نقاط تفتيش وفرضوا حظر تجوال يمتد من الغروب حتى الشروق في المناطق التي شهدت احداث العنف في اقاليم يوبي وكانو وبورنو وبلاتاو. وكان مسلحو التنظيم قد شنوا هجمات على مكاتب حكومية واخرى تابعة للشرطة، ووردت تقارير عن مسلحين هاجموا افراد الشرطة والمدنيين عشوائيا. وبدأت الاشتباكات الأحد في ولاية بوتشي بعد اعتقال أعضاء في الجماعة، وامتدت إلى ثلاث ولايات أخرى، وأُحرقت مراكز شرطة وكنائس وسجون. وتطبق 12 ولاية الشريعة في شمال نيجيريا التي تندلع فيها دوريا مثل هذه الاشتباكات بسبب خلافات دينية وعرقية وبسبب الصراع على الأرض والماء. وسميت هذه الجماعة بطالبان نيجيريا وهي مجموعة مؤلفة خصوصا من طلبة تخلوا عن الدراسة واقاموا قاعدة لهم في قرية كاناما بولاية يوبي شمال شرقي البلاد على الحدود مع النيجر. وعند تأسيسها في يناير/كانون الثاني 2004 كانت الحركة تضم نحو مئتي شاب متطرف بينهم نساء ومنذ ذلك الحين تخوض من حين لآخر مصادمات مع قوات الامن في بوشي ومناطق أخرى بالبلاد. وتدعو الجماعة إلى ما تصفه بتطهير نجيريا من " مظاهر التعليم الغربي والفسق والفجور". وينقسم سكان نيجيريا البالغ عددهم نحو 150 مليون نسمة مناصفة بين مسلمين مسيحيين تقريبا، يعيشون في سلام جنبا الى جنب، لكن تقع من الحين للآخر مصادمات عنيفة بين الجانبين.