القدس المحتلة: قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء يوم الأحد، إن حكومته لن تجري مفاوضات مع السلطة الفلسطينية إذا تم ضم حركة حماس إلى الحكومة الفلسطينية، وذلك على خلفية اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس والاتفاق على انضمام حماس إلى منظمة التحرير الفلسطينية. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله، خلال اجتماع لسفراء إسرائيل في العالم المنعقد في القدس، إنه "إذا انضمت حماس إلى الحكومة الفلسطينية فإننا لن نجري مفاوضات مع السلطة (الفلسطينية)".
يذكرأن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين متوقفة منذ نهاية العام 2008 في أعقاب الحرب على غزة ولم تستأنف سوى في شهر أيلول/ سبتمبر من العام 2010 حيث عقد 3 لقاءات بين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في واشنطنوالقدس ولم ينتج عنها شيئا، على إثر رفض نتنياهو مطالب فلسطينية ودولية بتجميد الاستيطان.
وأفادت "يو بي أي" أن نتنياهو قال للسفراء الإسرائيليين "لست مستعداً أن تتحول الدولة الفلسطينية إلى ما حدث في غزة ولبنان" في إشارة إلى إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل في أعقاب الانسحاب من قطاع غزةوجنوب لبنان.
وأضاف نتنياهو أنه "سيتعين على الفلسطينيين الاعتراف بدولة إسرائيل على أنها الدولة القومية للشعب اليهودي:، معتبراً أن "هذا ليس شرطا مسبقا للمفاوضات".
وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي "إننا مستعدون للالتقاء مع الفلسطينيين في كل زمان ومكان"، لكنه أضاف أن "التقدم بعملية السلام سيكون من خلال الحفاظ على ترتيبات أمنية التي باتت أصعب على ضوء الوضع الإقليمي".
من جانبه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إنه لا يتعيّن على إسرائيل الاعتذار من الدول الأوروبية الكبرى، واعتبر أنه ليس بالإمكان التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، واصفاً المصالحة الفلسطينية بأنها "خدعة".
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن ليبرمان تطرق خلال اجتماع لسفراء إسرائيل في أنحاء العالم المنعقد في القدس مساء اليوم، إلى بيان وزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبوع الماضي الذي اعتبر أن الدول الأوروبية الكبرى فقدت مصداقيتها بعدما انتقدت الاستيطان واعتداءات المستوطنين.
وقال إنه "ليس ثمة ما ينبغي أن نعتذر عنه، ولا يوجد للديمقراطية الإسرائيلية ما تخجل به أمام أي من الديمقراطيات الأوروبية، ولا حتى أمام الديمقراطية البريطانية المرموقة ولسنا بحاجة إلى نصائح".
وأضاف ليبرمان أنه "على الدول التي نشرت البيان أن تدرك أن البناء في يهودا والسامرة (أي في مستوطنات الضفة الغربية) ليست عقبة أمام السلام ومن يفشل المفاوضات واحتمال التوصل لسلام هم الفلسطينيون برفضهم إجراء مفاوضات".
وهاجمت وزارة الخارجية الإسرائيلية بشدة الدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال، التي نددت بالمشاريع الاستيطانية واعتداءات "جباية الثمن" التي ينفذها مستوطنون متطرفون ضد الفلسطينيين ومقدساتهم، ووصفت الوزارة الإسرائيلية هذه الدول بأنها "فقدت مصداقيتها" ولم "تعد ذي علاقة بالواقع" ودعت الدول الأوروبية أن تركز على سوريا وإيران وليس على إسرائيل.
وقال ليبرمان للسفراء "لقد أثبتنا من خلال اتفاقيات السلام مع مصر والأردن أن الاستيطان اليهودي ليس عقبة، والفلسطينيون أثبتوا العكس تماماً والاستيطان بالنسبة لهم هو ذريعة وحسب، وبعد أن أخلينا 21 مستوطنة مزدهرة و10 آلاف يهودي من غوش قطيف (الكتلة الإستيطانية في قطاع غزة) وسلمنا المنطقة إلى مسؤولية أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) ووقعنا على إتفاق EUBAM (أي إتفاق المعابر مع القطاع) مع الأوروبيين، فإن الرد الذي تلقيناه هو إطلاق الصواريخ على جنوب البلاد وعمليات إرهابية".
وتناول ليبرمان المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وقال إن "ما ينبغي أن يكون واضحاً للجميع هو أنه لا يوجد جهد فلسطيني لتحقيق السلام، وإنما هناك جهدهم لفرض وقائع على الأرض والدفع نحو تدويل الصراع، وهذا يعني عدم إجراء محادثات مباشرة بكل ثمن وإنما بواسطة مؤسسات وهيئات دولية فقط".
وأردف "لذلك وكما قلت فإنه يجب ملائمة التفكير الدبلوماسي مع الواقع وإدراك أن الكلمات الأساسية في تعاملنا مع الفلسطينيين يجب أن تكون إدارة الصراع وليس حل الصراع، ومن يقول إنه بالإمكان التوصل في السنوات القريبة لسلام مع الفلسطينيين فإنه مخطئ ومضلل".
وتابع أنه "هكذا سيكون الوضع في العقد القريب وينبغي أن نعرف كيف نواجهه بأفضل صورة بالنسبة للجانبين وتسمح بالحفاظ على الاستقرار والتعاون الاقتصادي والأمني ودفع نمو اقتصادي في السلطة الفلسطينية".
واعتبر ليبرمان أن "أي تنازل إقليمي لن يحل القضايا الحقيقية وهي اللاجئين والترتيبات الأمنية والقدس، والتغيير الوحيد الذي سيحدث هنا إذا عدنا إلى حدود العام 1967 هو أن إطلاق صواريخ القسام والغراد لن تصل من قطاع غزة باتجاه بلدات جنوب إسرائيل فقط وإنما من قلقيليا باتجاه وسط إسرائيل".
وهاجم ليبرمان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلاً إنه "كان بالإمكان رؤية وجه أبو مازن الحقيقي الأسبوع الماضي عندما سافر حتى تركيا من أجل تكريم ولقاء المخربة (الأسيرة المحررة) آمنة منى التي تسببت بقتل فتى بريء، أوفير راحوم، ومع 10 مخربين آخرين أطلق سراحهم في صفقة شاليط" لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس وإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط.
وأضاف ليبرمان أن "هذه هي الطريق التي يؤمن بها (عباس) ولذلك فإنه يتهرب من الجلوس لإجراء مفاوضات مع إسرائيل".
وتطرق ليبرمان أيضاً إلى تعامل المجتمع الدولي مع الموضوع الإيراني، وقال إن "الانطباع لدي هو أن قسماً من دول أوروبا وشخصيات رفيعة المستوى هناك تتحدث عن عقوبات من أجل تهدئة إسرائيل أكثر مما هو من أجل وقف البرنامج النووي الإيراني، وأنا أقول لكم حقاً لا داعي لتهدئتنا وأي قرار سنتخذه (بشأن إيران) سيكون مدروساً ومحسوباً، لكن ثمة حاجة لاتخاذ قرارات شجاعة بصورة فورية وهذا هو توقعنا من المجتمع الدولي".