أدان عدد من علماء الدين فى سوريا التفجيرين المروعين الاذان شهدتهما العاصمة السورية دمشق أول أمس وأسفرا عن مقتل 44 شخصا وإصابة أكثر من 150 أخرين . منفذو التفجيرين لا يخافون الله
قال المطران يوحنا إبراهيم رئيس طائفة السريان الأرثوذكس فى حلب - فى حديث للتلفزيون السورى اليوم الأحد - بحسب تقرير اعدته وكالة انباء الشرق الاوسط "إن سوريا ستتعالى على الجراح التى سببها التفجيران الإرهابيان فى دمشق، وهى مصرة على الاحتفال بعيد العدالة التى أرادها السيد المسيح فى يوم عيد الميلاد المجيد".
وأضاف أن منفذى التفجيرين الارهابيين فى دمشق لا يخافون الله ولا يعلمون أن عيد ميلاد السيد المسيح هو عيد السلام والمحبة والعدالة، مؤكدا أن تفجير السيارات وقتل الأبرياء لن يحقق إلا الخراب، وأن الشعب السورى يرفض هذا الفكر ولن يقبل بتدمير الوطن مهما كانت الظروف.
بدوره قال الشيخ أحمد شيخو الخطيب والمدرس فى مساجد دمشق "إن الإرهابيين بادروا السوريين قبيل عيد الميلاد بهذا الإجرام مستهدفين سوريا التى فتحت أبوابها لكل المغتربين والهاربين من الكوارث والحروب، مؤكدا أن هذه المحنة التى تمر بها البلاد ما هى إلا بداية ومؤشر على النصر بأن المتآمرين فشلوا وأفلسوا وأن سوريا ستبقى بخير".
التفجيرات تقتل السوريين جميعا
ومن ناحيته، توجه سامى حسني كاهن رعية سيدة دمشق من كنيسة الروم الكاثوليك بالتعازى لأسر ضحايا الإنفجارين الإرهابيين من مدنيين وعسكريين وللسوريين عامة، معربا عن استنكاره لهذه الأعمال الإرهابية التى لا تقتل سوريا واحدا فقط بل تقتل السوريين جميعا.
وقال "إننا فى عيد الميلاد المجيد ووسط هذه الآلام لدينا كل الثقة بأن وطننا الحبيب سوريا يولد من جديد ويتجدد يوما بعد يوم". وأما الأب جابرييل داوود من بطريركية السريان الأرثوذكس فى دمشق فأكد أن يوم الحادث كان يوم غصة وحزن عميق لجميع أبناء سوريا، وأنه مهما كانت الأسباب التى يعتقد هؤلاء المجرمون أنهم يتسلحون بها فإنه ليس هناك مبرر للإرهاب، فهذه عملية إرهابية لا يبررها دين أو جنس وهى موجهة ضد الإنسانية كلها.
تدمير أمة
ومن جانبه، أكد الدكتور علاء الدين زعتري أمين الفتوى في إدارة الإفتاء بوزارة الأوقاف السورية ان الإنفجارين الإرهابيين يمثلان حدثا جللا، قائلا "إن الأمر بات واضحا للجميع أن ما يجري في سوريا هدفه تدمير أمة آمنت بالرسالات السماوية والعيش بسلام". وأضاف أنه لا يمكن إلا أن نبقى مع قيمنا الأخلاقية وشرائعنا السماوية، لافتا إلى أن الجميع مشاريع شهادة في سبيل بقاء الوطن قويا عزيزا. وبدوره، قال المطران أنترانيك أبقزيان مطران الأرمن والكاثوليك فى الجزيرة والفرات "إننا أمام مأساة إنسانية عندما نرى هذه الأشلاء المتناثرة .. ولكننا رأينا فى تشييع شهداء التفجيرين الإرهابيين كيف اجتمع أبناء الشعب السورى بكل أطيافه فى الجامع الأموى وكيف صلوا صفا واحدا". وأكد أنه لا يمكن لأحد المقارنة بين علماء سوريا ومفكريها وبين أصحاب الفتنة والحسابات فى المصارف الذين يسترخصون الدم السورى ويقومون باسم الدين بقتل الإنسان الذي خلقه الله.