أفغانستان : طالبان تُنفذ التهديد وتقطع أصابع الناخبين وتقتل المراقبين اقبال ضعيف على التصويت في الانتخابات الأفغانية كابول : كشف مراقبو الانتخابات الافغانية أن عملية الاقتراع التي شهدتها البلاد في العشرين من الشهر الجاري كانت "نزيهة" بوجه عام ، الا أنهم اقروا بوجود بعض العيوب وعمليات الترهيب ومن بينها قطع اصبع اثنين من الناخبين. ومن المتوقع ظهور النتائج الجزئية والأولية للانتخابات ،التي أعلن الرئيس المنتهية ولايته حامد كرزاي ومنافسه الرئيسي عبدالله عبدالله الفوز بها، يوم الثلاثاء المقبل, أما النتائج النهائية فمن المقرر إعلانها أوائل سبتمبر/ايلول المقبل طالبان تنفذ التهديد وقال رئيس مؤسسة "انتخابات حرة وعادلة" نادر نادري في مؤتمر صحفي عقده أمس السبت " مسلحو حركة طالبان قطعوا اصابع اثنين من الناخبين في جنوبي البلاد لقيامهما بالادلاء بأصواتهما في الانتخابات، فيما قالت لجنة الانتخابات ان 11 من أفرادها قتلوا يوم الانتخابات". ونقلت جريدة "القدس العربي" عن نادر نادري قوله: " المسلحون نفذوا تهديداتهم التي رددوها قبل الانتخابات وذلك من خلال مهاجمة مواقع لمراكز الاقتراع وفي أحد الحوادث بمعاقبة الناخبين جنوبي أفغانستان ، حيث شاهد مراقبونا عملية قطع اصبعين لاثنين من الناخبين في إقليم قندهار". وأشار إلى ان إجراء اتبعته السلطات الأفغانية لمنع الناخبين من الادلاء بأصواتهم أكثر من مرة بغمس اصابعهم في زجاجة بها حبر يتعذر إزالته، أخاف الناخبين حيث سيكون بإمكان طالبان التعرف بسهولة على من شارك في الانتخابات من الاقاليم الجنوبية المتوترة. وكان المتشددون قد حذروا مرارا الافغان من المشاركة في انتخابات الرئاسة ومجالس الاقاليم وحذروا من أنهم قد يقومون بذبح او قطع أصابع اي شخص يقوم بالادلاء بصوته. وقام مقاتلو طالبان بشن اكثر من 130 هجوما من بينها إطلاق عشرات الصواريخ وشن عدد كبير من الهجمات الانتحارية على مراكز الاقتراع من أجل افساد العملية الانتخابية والتي تعد الثانية في تاريخ البلاد. ومن جانبها ، قالت لجنة الانتخابات المستقلة في بيان لها : " للاسف علمنا أن 11 من أفراد العمل بلجنة الانتخابات المستقلة -والذين كانوا يسعون لاجراء انتخابات حرة وتتميز بالشفافية والعدالة في البلاد بعد فترة طويلة من الاستعدادات يوم الخميس - قتلوا". نزيهة بحدود في سياق متصل ، أعلن مسئول بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات في أفغانستان فيليب موريون أن الانتخابات كانت جيدة ونزيهة بشكل عام لكنها لم تكن حرة في كل المناطق. وقال موريون: "لم تكن الانتخابات حرة في بعض المناطق بسبب الذعر الذي يسودها, ما لاحظناه عموما كان جيدا ونزيها بحسب مراقبينا ومنهجيتنا". وأضاف :" من السابق لأوانه ابداء حكم نهائي علي تلك الانتخابات, الا أن يمكننا القول إنها انتصار للشعب الأفغاني". إشادة دولية وأشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالانتخابات التي وصفها بأنها خطوة مهمة الي الأمام, لكنه حذر من احتمال حدوث أعمال عنف لاحقا, وأشاد أوباما بمشاركة ملايين الناخبين الأفغان في الانتخابات برغم تهديدات حركة طالبان التي كانت تحاول صرف الأفغان عن المشاركة. وقال أوباما : " أدركنا أن طالبنا كانت تحاول تعطيل الانتخابات, لكن حتي في ظل هذه الوحشية, فإن ملايين الأفغان مارسوا حقهم في اختيار قادتهم وتقرير مصيرهم, وامتدح أوباما ما وصفه ب شجاعة وكرامة الشعب الأفغاني, مضيفا أن الولاياتالمتحدة ستعمل مع الشعب الأفغاني لتعزيز الأمن والحكم الرشيد والفرص في أفغانستان". ومن جانب آخر, أعلن المبعوث الأمريكي ريتشارد هولبروك أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي ومنافسه الرئيسي وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله اللذين أعلن كل منهما فوزه في الانتخابات أكد للمسئولين الأمريكيين أنهما سيحترمان النتيجة علي الرغم من مخاوف اندلاع اضطرابات عرقية. ومن جانبها, قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في مقابلة مع نيويورك تايمز إن المعركة في باكستان ضد التطرف كانت ستكون أفضل لو استثمرت الولاياتالمتحدة في شكل أكبر في مجالي المدارس والنساء.