طرح الروائي الدكتور يوسف زيدان أسئلة على قرائه ومتابعي صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تتعلق بصلاح الدين الأيوبي، مشيراً إلى أن مقاله الأربعاء بعد القادم بصحيفة "المصري اليوم" يحمل عنوان "الإلماح و الإشارة إلى بعض حقائق الحقارة"، قائلاً: و إلى ذلك الحين، سنمضي الوقت في البحث و التفكير فيما ورد بالمصادر التاريخية الرصينة ، من خلال أسئلةٍ متواليةٍ سأطرحها عليكم تباعاً ، و لن نورد سؤالاً إلا بعد إجابتكم عليه ثم إجابتي . . فاستعدوا و جهّزوا الكتب الأصلية ، المطبوعة أو الرقمية ، عسانا نؤسّس معاً "وعياً حقيقياً عميقاً" بالماضي ، يكون تمهيداً لفهم الحاضر و استشراف المستقبل ، بعيداً عن تخاريف أصحاب المصالح و ظنون الجهلة و ثوران الجهولين. وأشار في منشوره أن هذه "الهوجة" الجارية حالياً بخصوص صلاح الدين ، الملك الموهومة مكانته ، لن تحول دون إتمام المسار ( العقلاني) الهادف إلى نزع الخرافات عن العقول وإعادة بناء المفاهيم العامة و التصورات الأساسية على نحوٍ سليم . وجاء السؤال الأول الذي طرحه صاحب "عزازيل"؛ لماذا كان صلاح الدين كريماً مع الصليبيين عندما عقد معهم "صلح الرملة" و منحهم المنطقة الساحلية و مدنها ، رسمياً ، لتكون مملكتهم التي استمرت من بعده صليبيةً لمئات السنين . . هل كان يستأمن جانبهم استعداداً لحربٍ يتوقع خوضها ، و من كان الطرف الآخر الذي سيحاربه؟، ليجيب قائلاً: ليس هناك أيُّ شك في ان صلاح الدين صالح الصليبيين و كان كريماً معهم ، بل و سعى إلى الارتباط بهم بعلاقة مصاهرة و تزاوج ، من أجل الاستعداد للحرب مع الخليفة العباسي "الناصر لدين الله" الذي كان يسعى لاستعادة هيبة الدولة الإسلامية التي تهرأت بسبب مطامع الحقراء الطامعين في الحكم ، و لو على حساب وحدة الدولة الإسلامية ، التي يمثلها الخليفة العباسي في بغداد. و كان هذا الخليفة قد أعاد الجزء الشرقي (فارس) إلى نطاق الدولة ، و أراد تطهير الجزء الغربي من الاحتلال الصليبي ، فتقاعس صلاح الدين عن الاستجابة لهذا المطلب ، و سارع إلى الصلح مع الصليبيين و منحهم الأرض . و هذا نوع من التواطئ و التآمر المقيت ، كي يضمن لنفسه ولأولاده السلطة التي اغتصبها . . وبالمناسبة الذي ذكر ذلك هو المؤرخ "ابن الأثير" صاحب كتاب "الكامل في التاريخ" وهو مؤرخ محايد ، سُني ، قريب عهد بالأحداث . أما سؤال زيدان الثاني جاء على النحو التالي: كان صلاح الدين أحد ضباط جيش السلطان نور الدين محمود (الذي قاوم الصليبيين و حاربهم بحق) و قد أرسله السلطان إلى مصر، لتأمين المدن الساحلية و الموانئ المصرية ، حتي لا يحتلها الصليبيون و يتخذوها قاعدة خلفية للإمداد و التموين . . فلماذا جهز السلطان نور الدين جيشه الإسلامي، لمحاربة صلاح الدين ! و هل هي صدفة ، أن يموت السلطان في الليلة التي سبقت خروجه بالجيش ، للقضاء على صلاح الدين الأيوبي؟.