صدر عن دار الجديد ببيروت، كتاب "قضايا قاتلة" للكاتب والمحلل السياسي اللبناني حازم صاغية، يحتوي على خمسة مقالات طويلة تعالج مجموعة واسعة من القضايا التي تتراوح بين الأصولية الإسلامية وتطور العلاقة بين الثقافة الغربية والعربية، ومسار الفكر الرومانسي في العالم العربي. المقالات الخمسة المنشورة في الكتاب، سبق نشرها في دوريات متفرقة في الفترة ما بين 2005 إلى 2010، وهم "مسائل عرقية" و"الإسلام الغني والإسلام الفقير"، و"الشيوعية والثقافة: طلاق مر بعد زواج حميم"، و"مسائل الرومنطيقية". يتناول الفصل الأول العراق في دراسة عن مفهوم التوتاليتارية لدى صدام حسين، وفي دراسة أخرى عن اجتثاث البعث وسياسته التي أعقبت حرب 2003 وإطاحته. يدور الفصل الثاني حول تجارب الحركات الإسلامية الأصولية والإرهابية، منظوراً إليها من الشرفة العريضة لجريمة 11 سبتمبر 2001، وبالمقارنة مع تصور آخر عن إسلام أغنى وأشد حيوية. أما الفصل الثالث، وفق صحيفة "الجريدة" الكويتية فموضوعه برج دبي الشهير الذي يلخص نظرة عربية إلى الإنفاق، وسلوكاً عربياً في الهدر، بينما يرصد الفصل الرابع تطور العلاقة بين الثقافة الغربية، في أوروبا بشطريها، والشيوعية، وكيف انتقلت هذه العلاقة من زواج حميم نشأ مع بدايات القرن العشرين إلى طلاق مر. يعرض الفصل الخامس لتأريخ الفيلسوف البريطاني السير أشعيا برلين للرومنطيقية، ويلخصه. والعقلاني العربي لم يفعل في نهاية المطاف، سوى مكافحة الرومنطيقيات التي عرفها، والتي تأثرت، إلى هذا الحد أو ذاك، بالرومنطيقية كما أرَّخ لها برلين. واستكمالاً وتمثيلاً، ثمة رصد للرومنطيقية القاتلة في شكلها اللبناني. الموضوع البارز في الكتاب هو مقال تحت عنوان "11 أيلول الفاضح"، حيث يرى صاغية أن 11 سبتمبر بسبب مداه وشساعته، تمكن من أن يفضح فقر الإسلام الأصولي والإرهابي على نحو موسع، وقدم للعالم إسلاماً فقيراً وكالحاً باتت معرفته ملك العالم. حازم صاغية مفكر ومحلل سياسي لبناني، له أكثر من 10 كتب بالعربية والعديد من الدراسات المنشورة باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وولد في بيروت إبان انتشار وهيمنة الفكر القومي في لبنان، ولكن أحلامه بوطن عربي موحد انتهت مع نكسة 67، ويعرف بين أوساط القراء بتحليله الماهر للأوضاع السياسية في الشرق الأوسط.