تستعد خزانة القرويين، إحدى أعرق المكتبات في العالم، لفتح أبوابها للزوار في الأيام القريبة، بعد استكمال إعادة ترميمها. ووفق وكالة "الأناضول"، تضم المكتبة التي أسست في منتصف القرن الثامن الهجري، على يد أحد سلاطين الدولة المغربية، مخطوطات من أندر المخطوطات في العالم، وأرفعها قدرا، وهي تعد بذلك من أقدم وأغنى المكتبات في العالم العربي والإسلامي. 7 قرون خلت وسط ساحة الصفارين بمدنية فاس العتقية، تنتصب بناية عريقة باسم "خزانة القرويين" مزخرفة بفنون العمارة الإسلامية، زينت قبة قاعتها الرئيسية الفسيحة بزخارف من الجبس والخشب المنقوش، فيما بلطت أرضيتها بالزليج التقليدي، ونقشت أبوابها الخشبية. ويعود تأسيس خزانة القرويين، التي ارتبط اسمها بجامعة القرويين العريقة بفاس، إلى القرن 14 الميلادي، وبالضبط عام 750 للهجرة، على يد السلطان أبي عنان المريني (1329 -1358). تحتوي خزانة القرويين على حوالي 4000 آلاف مخطوطة من أنفس المخطوطات، في مختلف فروع المعرفة، تبدأ بالعلوم الدينية وتنتهي بعلم الفلك، مرورا بالطب والحساب والتاريخ والسير والرحلات والأدب واللغة والتصوف والفلسفة وغيرها، إضافة إلى رصيد من الوثائق النادرة، وأكثر من 24 ألفا من الكتب المطبوعة، بعضها يعود إلى حوالي 150 سنة. يوجد بخزانة القرويين نسخة لمصحف كريم مخطوط على رق الغزال (جلد الغزال) يعود إلى القرن 9 الميلادي مكتوب بخط كوفي عريق، وتصنف بكونها من أندر النسخ. وفي قائمة "نوادر" الخزانة مخطوط لكتاب "البيان والتحصيل" لابن رشد الجد، وهي نسخة سلطانية كتبت سنة 720 للهجرة، بأمر من السلطان، مكتوبة على رق الغزال بخط أندلسي جميل، أبوابها والعناوين مكتوبة بماء الذهب. اعتبرت من أصح النسخ، واعتمدت كنسخة أم في تحقيق الكتاب. يضاف إلى ذلك مخطوطات لابن سينا ونسخة في الفلك بشرح الفارابي مكتوبة على رق الغزال، ومخطوط لكتاب "الأخلاق" لأرسطو، وهي النسخة الوحيدة المترجمة إلى العربية، وإنجيل مكتوب باللغة العربية يعود إلى القرن 12 الميلادي.