يستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء، سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني، بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة. وتأتي زيارة الحريري في إطار العلاقات الوثيقة التي تجمع بين البلدين الشقيقين وحرص القيادتين السياسيتين على دفع العلاقات الثنائية ومنحها الزخم اللازم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين، فضلا عن اهتمامهما بتبادل وجهات النظر إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ومن المقرر أن تتناول المباحثات "المصرية-اللبنانية" سبل تعزيز العلاقات الثنائية وبحث التحديات التي تواجه المنطقة وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في "سوريا وليبيا واليمن وفلسطين والتعاون في مكافحة الإرهاب، كما تشهد المباحثات تشكيل مجموعة عمل من الجانبين لمواجهة التحديات الإقليمية في إطار تعميق التعاون الأمني بين البلدين". وتتناول المباحثات عددًا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها "الأزمة السورية" وتأكيد أهمية التوصل لحل سياسي لها ينهي معاناة الشعب السوري ويحول دون امتداد أعمال العنف والإرهاب إلى دول الجوار السوري. وتستحوذ القضية الفلسطينية على جزء مهم من المباحثات، حيث يتم مناقشة سبل كسر الجمود في الموقف الراهن والعمل على استئناف المفاوضات وفقًا للمرجعيات الدولية ووصولا لتنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وتتناول المباحثات الموقف في ليبيا وتأكيد أهمية دعم المؤسسات الليبية الرسمية وأبرزها البرلمان المنتخب والجيش الوطني، بالإضافة إلى مساندة الحل السياسي وصولا إلى تحقيق الأمن والاستقرار للشعب الليبي. وتتطرق المباحثات إلى أوضاع العراق وتوافق الرؤى حول أهمية دعم جهود الحكومة العراقية للتغلب على التحديات التي تواجهها، بما يعزز أمن واستقرار العراق ويدعم التوافق الوطني بين مختلف أطياف الشعب العراقي. ومن المقرر توافق الجانبين على تكثيف التنسيق والتشاور على مختلف المستويات السياسية والأمنية بين البلدين تجاه الأزمات الإقليمية وتعزيز دور المؤسسات العربية كمدخل رئيسي لمعالجة أزمات المنطقة وتأكيد التضامن العربى قبل انعقاد القمة العربية في 29 مارس الجارى في البحر الميت في الأردن. وتشهد المباحثات مناقشة ملفات اللجنة المشتركة العليا التي يرأسها رئيسا حكومتى مصر ولبنان غدًا الخميس، وتنشيط اللقاءات بين وزراء البلدين وتكثيف التعاون السياحى والاقتصادى والصحى والتربوى وتستحوذ تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين على جزء كبير من المباحثات والانتقال إلى مرحلة تؤسس لآفاق أكثر تميزًا في مستوى العلاقة الاستراتيجية.