أفرجت السلطات الأردنية، الأحد، عن الجندي المسرح أحمد الدقامسة، الذي أطلق النار على تلميذات إسرائيليات بعد أن أمضى عقوبته داخل سجون مراكز الإصلاح والتأهيل مدة 20 عاما شمسية. وحكم على الدقامسة بالمؤبد إثر إطلاقه النار من سلاح أتوماتيكي، بينما كان بالوظيفة الرسمية، على مجموعة فتيات إسرائيليات في منطقة الباقورة. والدقامسة مسجون منذ 13 مارس 1997 بعد أن أطلق النار من سلاح رشاش على طالبات إسرائيليات كن في رحلة قرب الحدود الأردنية الإسرائيلية فقتل 7 منهن وجرح 5 بالإضافة إلى إحدى المعلمات. ووقعت العملية بعد ثلاث سنوات تقريبا من توقيع الأردن على معاهدة سلام مع إسرائيل. وكان العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال قطع زيارة قصيرة لأوروبا وقت الحادث وعاد إلى المملكة حيث أدان الهجوم ثم زار لاحقا إسرائيل لتقديم العزاء لعائلات الضحايا الإسرائيليات، التي تلقت تعويضات من المملكة. وبحسب وسائل إعلام أردنية فقد أعلنت عشيرة الدقامسة، في بيان لها، عن تعيين نجل الدقامسة سيف الدين واللواء المتقاعد محمد يحيى الدقامسة كمتحدثين باسم العائلة. وأشار البيان إلى أن المذكورين هما المكلفان بأي تصريحات لوسائل الإعلام، على اعتبار أن قضية الجندي الدقامسة هي قضية رأي عام، معلنة عن رفضها لأي تصريح حول القضية من غير المكلفين. ونقلت صحيفة الغد الأردنية عن اللواء المتقاعد إن العائلة ستتقبل "المهنئين بالإفراج عن الجندي الدقامسة، ضمن تقاليد وضوابط الضيافة العربية"، لافتا إلى أن مكان الاستقبال والتهاني "سيكون في قرية أبدر مكان منزله، وبما يتوافق مع أمن الوطن". والجندي المسرح الدقامسة نفذ عمليته عندما كان في ال26 من عمره، وانتهت فترة محكوميته اليوم، وعمره 46 عاما، ولديه ولدان وبنت، اثنان منهم طلبة في الجامعات. وقال اللواء المتقاعد إن "الجندي الدقامسة أنهى عقوبته ولا جرم عليه، ليصبح مواطنا أردنيا حرا، له ما له وعليه ما عليه من حقوق، بما فيها الحماية الشخصية". وفي يوليو 1997 أدانت محكمة عسكرية أردنية الدقامسة بفتح النار على مجموعة من التلميذات الإسرائيليات وقتل سبعة منهن قبل أن يمسك به الجنود ويهرعون لمساعدة الضحايا. وقع الحادث في 13 مارس من ذلك العام خلال رحلة ميدانية لمدرسة في منطقة الحدود في الأردن. وكان الدقامسة سيواجه عقوبة الإعدام لكن المحكمة قالت إنه مختل عقليا وحكمت عليه بالحكم المؤبد الذي ينص القانون الأردني أنه 20 عامًا. وبعد أيام قليلة من الحادث قدم العاهل الأردني الراحل الملك حسين اعتذارا وسافر إلى إسرائيل لزيارة أسر التلميذات لتقديم التعازي. وأصبح الدقامسة بطلا بالنسبة لحركة المعارضة القوية التي يقودها الإسلاميون والقوميون ممن يعارضون بشدة معاهدة السلام التي أبرمها الأردن مع إسرائيل عام 1994. وضغط كثير من النواب في السنوات السابقة لإطلاق سراحه في مملكة يعتبر فيها كثيرون إسرائيل دولة محتلة طردت الفلسطينيين من أرضهم. ويشكل الأردنيون من أصل فلسطيني قسما كبيرا من سكان المملكة.