أنقرة : بعد أيام من توقيع اتفاق تاريخي للمصالحة بين البلدين ، شهد الرئيسان التركي عبد الله جول والأرميني سيرج سركسيان الأربعاء مباراة لكرة القدم بين فريقي بلديهما أقيمت بمدينة بورصة التركية في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم في جنوب إفريقيا الصيف المقبل. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن جول كان حضر مباراة الذهاب في أرمينيا في العام الماضي ، موضحة أن "دبلوماسية كرة القدم" كان لها الفضل في توقيع اتفاق نهاية الأسبوع الماضي لتطبيع العلاقات وفتح الحدود بين البلدين ، فضلا عن زيارة الرئيس الأرميني التاريخية لتركيا العام الماضي. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوجلو ونظيره الأرميني اداورد نالبدنيان وقعا في زيورخ في 10 أكتوبر على اتفاق تاريخي لتطبيع العلاقات بين تركيا وأرمينيا بعد حوالي قرن من العداء بين الجانبين. وبموجب الاتفاق يتم تطبيع العلاقات بين البلدين بعد حوالي قرن من العداء بين الأرمن والأتراك ، كما ينص الاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين وفتح الحدود بينهما ، وسيكون على برلماني البلدين إقرار الإتفاق حتى يصبح نافذا. وقد خرجت مظاهرات في أرمينيا شارك فيها الآلاف احتجاجا على الاتفاق حيث قال كثير من المتظاهرين إن الاتفاق لا يعالج بشكل كامل مقتل مئات الآلاف من الأرمن عام 1915. كما تعارض الأوساط القومية التركية هذا الاتفاق وترى في تشكيل لجنة مشتركة لدراسة الوثائق الخاصة بمرحلة الحرب العالمية الأولى بموجب الاتفاق تنازلا لأرمينيا. يذكر أن أرمينيا تزعم أن ما يقارب من مليون ونصف مليون أرميني قتلوا خلال الحرب العالمية الاولى وتم تهجير بقية الارمن الذين كانوا يعيشون في ظل السلطنة العثمانية في اواخر أيامها. ويسود التوتر بين الاتراك والارمن منذ ذلك الحين اذ يرى الارمن ان تركيا مسئولة عن هذه المجازر ، فيما تؤكد تركيا أن الأرمن قتلوا ضمن من قتلوا خلال قتال القوات العثمانية للجيوش البريطانية والفرنسية والروسية وقمعها انتفاضات في العالم العربي. وعام 1993 ، أغلقت تركيا حدودها مع أرمينيا بسبب النزاع الذي نشأ بين أرمينيا وجمهورية أذربيجان حول إقليم ناجورني كاراباخ الذي يتكلم سكانه باللغة التركية.