زار الرئيس التركي عبد الله جول أرمينيا السبت لحضور مباراة في كرة القدم، وقال إن هذه الزيارة يمكن أن تساعد في إنهاء نحو قرن من العداء المتبادل وتعزز الأمن في منطقة القوقاز الأوسع. وجول هو أول زعيم تركي يزور أرمينيا الدولة المجاورة لبلاده. ولم تقم قط علاقات دبلوماسية بين أنقرة ويريفان بعد استقلال أرمينيا عن الاتحاد السوفيتي، وحال دون قيام علاقات التساؤل بشأن إن كان الأرمن الذين تعرضوا للقتل علي يد الأتراك العثمانيين أثناء الحرب العالمية الأولى ضحايا لعملية إبادة جماعية منظمة، وتم تشديد إجراءات الأمن. ورافقت طائرات هليكوبتر هجومية طائرة جول لدى وصولها ووقفت الشرطة والمتظاهرون على جوانب الشوارع الخالية من المرور بينما كان موكبه يشق طريقه عبر وسط يريفان. ووجه رئيس أرمينيا سيرج سركسيان الدعوة إلى جول لحضور مباراة السبت في إستاد هرازدان، ودعا سركسيان إلى علاقات أوثق في منطقة شهدت في الشهر الماضي حربا بين روسيا وجورجيا، وأثار النزاع القصير مخاوف بشأن أمن إمدادات الطاقة من بحر قزوين إلى غرب أوروبا. وقال جول وهو يغادر أنقرة إنه يأمل أن تساعد أول مباراة بين البلدين في تحقيق "تقارب" وأن تسهم في "السلام والأمن الإقليميين." وأضاف "هذه المباراة لها أهمية تتجاوز كونها أول مباراة بين الفريقين الوطنيين لتركيا وأرمينيا." وقال سركسيان إن الزعيم التركي وجه له دعوة لزيارة تركيا في مباراة العودة، مضيفا بعد استقبال جول "هذه بداية طيبة." وأضاف "نأمل أن نتمكن من إظهار حسن النية لحل المشاكل بين بلدينا وعدم نقلها إلى الأجيال القادمة." ولم تفتح تركيا قط سفارة في أرمينيا وفي عام 1993 أغلقت أنقرة حدودها البرية في مظهر تضامن مع أذربيجان وهي حليف يتحدث سكانه التركية قاتل ضد انفصاليين مدعومين من أرمينيا بشأن إقليم ناجورنو قرة باخ. وفي يريفان أغلقت الشوارع المحيطة بالإستاد ومكتب الرئاسة أمام حركة المرور، وطالب المتظاهرون بأن تعترف تركيا بأعمال القتل خلال الحرب العالمية الأولى على أنها إبادة جماعية. ورفع النشطاء الذين اصطفوا على جوانب الطرق أعلام الدول التي اعترفت بالإبادة ولافتات كتب عليها "1915 لن تتكرر أبدا" و"نحن نطالب بالعدالة"، وجلس الرئيسان جنبا إلى جنب أثناء المباراة. وتقول أرمينيا إن 1.5 مليون أرميني قتلوا بأيدي الأتراك العثمانيين ويتهم الأرمينيون تركيا بارتكاب إبادة جماعية لكن أنقرة تقول إن كثيرا من الأرمن المسيحيين والأتراك المسلمين سقطوا في القتال. (رويترز)