الحب فى زمن ال"واتس اب" و ال"فيس بوك" .. هل أصبح نادرا؟

"الحب علشان يعيش لازم يبقي صعب يا بنتي"، كلمات قالها الفنان القدير الراحل محمود مرسي في إحدي المشاهد من حلقات المسلسل المصري الشهير "أبو العلا البشري"، ربما أنها كلمات عابرة لكن هذا المشهد علق بأذهان الكثير من المشاهدين خاصةً الأجيال القديمة التى كانت تعيش أصدق مشاعر الحب في زمن أفلام الأبيض و الأسود.
وتختلف و تدور الأراء حول الحب في واقعنا الحالي و الحب في الماضي، ولكن المؤكد أن الحب هو الحب في كل زمان و مكان والذي يختلف هو تفكير البشر والتطور السريع في الحياة ومتطلباتها التي أصبحت تجعل الحب يشبه وجبة "تيك اواي" السريعة، ربما كانت الجوابات الورق قديماً هي الوسيلة الوحيدة في التعبير عن الحب لكنها أصبحت موضة قديمة في زمن الواتساب و الفيس بوك و غيرها من مواقع التواصل التي جعلت كلمة "بحبك"، مثل كلمة "صباح الخير" تماماً، و لن نستطيع القول بأن الحب الحقيقي لم يبقي له وجود لكن يمكننا القول بأنه أصبح شيئاً نادراً إلي حدِ ما.
تُري في واقعنا الحاضر هل مازال هناك حباً حقيقياً أم أن الحب أصبح في حكاوي زمان فقط؟!
تقول الدكتورة سامية خضر صالح أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس فى تصريح ل"محيط" ان "الحب كان في الزمن الجميل" حيث لم يكن في حياة البنت أبواب واسعة تخرج منها إلي العالم ،فكان الحب من وراء "الشيش" ، كما كانت البنت تتمتع بخجل وحياء ونعومة لم تصبح موجود الآن، كذلك كان الفن يتناول الحب في إطار محترم و راقي، حينما كانت كلمات أغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ تصل إلي قلوبنا بما تحمله من دفء مشاعر صادقة، مؤكدة أن الإذاعة أيضاً كانت لها دور كبير في التعليم و التوعية و حتي في الحب،
وأشارت خضر إلى أنه في ظل الانفتاح الذي يشهده المجتمع المصري الآن من خلال الإنترنت والسوشيال ميديا وخروج البنت للتعليم ثم العمل تلاشي خجل وحياء البنت وأصبحت تمتلك من الجرأة والصراحة ما يمتلكه الشباب ، موضحة أن السوشيال ميديا أزالت الستائر وقربت المسافات فأصبحت علاقات الحب تنشأ بشكل سريع دون نضج كافي وادراك ،كما أن الحياة أصبحت سريعة و مليئة بالضغوطات فلم يعُد هناك وقت للمشاعر و الحساسية و اختفي الرُقي الذي كنا نلمسه في كلمات الحب عندما كان للحب قيمة كبيرة.
وتري فاطمة محمد أخصائية اجتماعية، أن الحب كما هو في كل زمان و مكان، احساس صادق من القلب وليس من الضروري أن الذي يحب أحد يخبره فالحب أفعال قبل أن يكون أقوال، مؤكدة أن الذي اختلف هو مظاهر و صور التعبير عن الحب.
وتقول ألاء اسلام طالبة جامعية ،إن الموضوع لا يتعلق بالزمن و الفكرة كلها متعلقة بالقلب و العقل ،فهناك قلوب تعرف كيف تحب و عقول تقدر معنى الحب ، وفي كل زمن هناك قلوب صادقة نقية و قلوب لا تقدر قيمة المشاعر.
فيما ترى سوزان عبد المطلب (25 سنة) ، أن الحب كان مبني علي الاحترام والتفاهم والثقة بين الطرفين ومعرفة كل طرف لواجباته قبل حقوقه والتضحية كانت بدون انتظار مقابل من الطرف الأخر، أما الآن لم تعد هناك ثقة و الكل يبحث عن حقوقه دون أن يقوم بواجباته.
وتؤكد هناء عباس ( 55 سنة)، أن الحب زمان كان حبا حقيقيا لكن هذه الأيام تدخلت المصالح في المشاعر وأفسدتها وأصبحت المصلحة أهم من الحب و أصبح من النادر أن نجد حباً صادقاً كما كنا نراه في الأجيال القديمة.
ويقول محمود جمال (20سنة)، "أعتقد أن الحب والكلمة الحلوة كان شئ بيتعمله ألف حساب زمان لكن دلوقتي الحب مبقاش فيه بركة ولا فيه احساس صادق.