صدر حديثا في القاهرة كتاب "فرناندوا بيسوا، رسائل ونصوص" ترجمة وتحرير وائل عشري ، ومن إصدارات الكتب خان للنشر فبراير 2017. "تقول المزحة الشائعة إن أهم أربعة شعراء في التاريخ الأدبي الحديث للبرتغال هم فرناندو بيسوا، في إشارة إلى بيسوا ذاته بالإضافة إلى أنداده الشعراء الثلاثة الأكثر شهرة بين الأنداد: ألبرتو كاييرو، ريكاردو رييس، وألبارو دي كامبوس". "اليوم لا شخصية لي: لقد قسمت كل إنسانيتي بين المؤلفين العديدين الذين خدمتهم كمنفذ أدبي. اليوم أنا مكان لقاء إنسانية صغيرة تنتمي لي أنا فقط". بيسوا لم ينته بيسوا تقريبًا من أي مشروع كتابة بدأه أو خطط له، وأخذت كتاباته الشذرة كوسيطها الدائم، تحت أسماء عدة ولغات متعددة. لم تكن مجرد أسماء مستعارة، ولا شخصيات أدبية ابتكرها كي يُخفي هويته أو كي يعبر عن أفكار أو وجهات نظر لم يرد، لأي سبب من الأسباب، أن ترتبط بشخصه واسمه. بالأحرى، كان هؤلاء كُتابًا مستقلين عنه، يكتب عبرهم أو يكتبون عبره، لكل منهم رؤيته الخاصة للعالم، وأسلوبه الأدبي، وجمالياته، وأحيانًا آراؤه السياسية والاجتماعية. تحمل المختارات التي يتضمنها هذا الكتاب مفارقة لا يمكن تجنبها تسم أي كتاب، بأي لغة، يتضمن نصوصًا لبيسوا. المتوقع من أي كتاب أن يقدم اكتمالًا، أو تجانسًا ما. إلَّا أن مثل هذه التوقعات تبدو متعارضة جوهريًّا مع اللا-مشروع الذي يمثله بيسوا، والذي ربما يكون أعظم "إنجازاته". الجدير بالذكر أن أنطونيو فرناندو نوجيرا دي سيابرا بيسوا (13 يونيو 1888–30 نوفمبر 1935) هو شاعر برتغالي، وكاتب وناقد أدبي ومترجم، من أشهر أعماله كتاب "اللاطمأنينة"، ظهرت أولى قصائده في عام 1895، إذ كانت رباعية مهداة إلى أمه، نُشرت أولى مقالاته النقدية للشعر البرتغالي في عام 1912، وشارك في تأسيس مجلة أورفي في عام 1912، نشر قصائد بالإنجليزية في عام 1918، وترجم بعض قصائد إدجار بو إلى البرتغالية في عام 1923. توفي بيسوا في عام 1935. وائل عشري،قاص ومترجم مصري، ولد بالقاهرة في عام 1974، وتخرج في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب في عام 1995. حصل على دكتوراه في الأدب العربي الحديث من جامعة نيويورك في عام 2009، وصدرت له مجموعة قصصية "سأم نيويورك" عن "شرقيات" في عام 2005، وأخرى بعنوان "الإغراء قبل الأخير للسيد أندرسون" عن "الكتب خان" في عام 2013.