إسلام أباد : يخوض الجيش الباكستاني معارك ضارية مع مسلحي حركة طالبان في جنوب وزيرستان مع بدء عملية عسكرية واسعة النطاق بالمنطقة القبلية التي توصف بأنها أحد معاقل تنظيم القاعدة وحركة طالبان باكستان. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن مسئولين محلين إن الطرفين استخدما أسلحة ثقيلة مما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات ، وتحدثت أنباء اولية عن مقتل أربعة جنود باكستانيين وجرح 12 في المعارك. وأكد مسؤول في الادارة المحلية أن القوات الباكستانية تواجه مقاومة في محيط شارونجي, اولى المناطق على طريق تقدمها في منطقة قبائل محسود التي يتحدر منها القسم الاكبر من مقاتلي حركة طالبان. وقال مسؤولون بالاستخبارات الباكستانية إن طائرات حربية شاركت في العملية، فضلا عن 30 ألف جندي مدعومين بالدبابات والمدفعية ، للقضاء على الإرهابيين من تنظيم القاعدة وحركة طالبان في هذه المنطقة. وقد انفجرت بعض الألغام تحت الأرتال العسكرية في شمالي وجنوبي وزيرستان، مما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وجرح خمسة، حسب مصدر استخباري. وكان اللواء أطهر عباس المتحدث العسكري الباكستاني أعلن مؤخرًا أن القوات المسلحة عززت تواجدها العسكري ومعداتها بالقرب من وزيرستان وأنها متأهبة لشن عملية برية وجوية واسعة النطاق على معاقل طالبان التي كان يقودها بيت الله محسود. وأضاف :"تم إغلاق جميع الطرق والمنافذ الخارجية بوزيرستان الجنوبي موضحاً أن الجيش ينتظر الوقت المناسب لشن العملية". وقال أطهر عباس إن هذه العملية تعد أكبر عملية تشنها قوات الجيش ضد المسلحين ويشارك فيها أكثر من ثمانية وأربعين ألف جندي مقسمين على وحدتين عسكريتين بالإضافة إلى الدعم الجوي". حظر تجوال ونزوح وفرضت السلطات الباكستانية حظر التجوال في عدد من المناطق الرئيسية في مقاطعة وزيرستان ، قبيل بدء العملية العسكرية . وقالت مصادر الإدارة الحكومية في مدينة وانا عاصمة المقاطعة أنه تم فرض حظر التجوال في مناطق سوق وانا وسوشلم وسوشلر وشكاي لأجل غير مسمى. وأضافت المصادر أن عملية النزوح الجماعي من وزيرستان لا زالت مستمرة وأن المئات من الأسر رحلت إلى المناطق المجاورة وخاصة إلى مدينة ديرة إسماعيل خان ومدينة تانج حيث تم إقامة مخيمات اضطرارية لاستقبال النازحين. من جهة أخرى طالب مجلس زعماء القبائل المحلية بوزيرستان الإدارة الحكومية بعدم استهداف المساجد والمدنيين خلال العملية، ومساعدة الأسر النازحة من المنطقة. وجاءت هذه المطالبة بعد اجتماع جرى بين زعماء قبائل بيتني وقبائل محسود حيث تم كذلك مطالبة الحكومة بضرورة وقف الهجمات الصاروخية التي تشنها طائرات تجسس أمريكية بغير طيار دون التمييز بين المدنيين والمسلحين. هجوم طالبان وكانت حركة طالبان شنت سلسلة من العملية الانتحارية ، فيما يبدو استباق لهجوم شامل كانت تخطط له القوات الحكومية ضد مقاتلي طالبان والقاعدة في منطقة جنوب وزيرستان قرب أفغانستان. وكان آخر هذه الهجمات استهداف ثلاث مقار أمنية في مدينة لاهور ، مما أسفر عن مقتل 39 شخصا على الاقل بينهم 11 مهاجما. واستهدف مسلحون يرتدون سترات متفجرة مركزي تدريب تابعين للشرطة ومقر وكالة التحقيقات الاتحادية الباكستانية في مدينة لاهور شرقي البلاد، فيما هز تفجيران اخران مدينتين في إقليمالحدود الشماليةالغربية. وشهد موقع ماناوان هجوما مشابها خلف 13 قتيلا. كان من بين القتلى أربعة إرهابيين، دخلوا المركز بعد تسلق سوره. وأعلن فصيل يتمركز في البنجاب، ينتمي لحركة طالبان الباكستانية-وهي مجموعة مسلحة رئيسية تنبثق منها أكثر من اثنتي عشرة مجموعة أخرى- مسئوليتها عن الهجمات في لاهور، التي شاركت فيها ثلاث سيدات. وقبيل هجمات لاهور بوقت قصير،اقتحم مفجر انتحاري المدخل الرئيسي لمركز شرطة كوهات وهو موقع حصين في إقليمالحدود الشماليةالغربية بالقرب من المنطقة القبلية المضطربة. ولقي عشرة أشخاص حتفهم جراء الانفجار الهائل الذي دمر مبنى مركز الشرطة، وعثر على بقايا جثة الشخص الذي يشتبه أنه المفجر الانتحاري، في الموقع. وفي هجوم وحشي آخر، فجر مسلحون سيارة مفخخة في بيشاور، عاصمة إقليمالحدود الشماليةالغربية ، ما أسفر عن مقتل طفل واحد وإصابة ثمانية آخرين.