قال وزير الثقافة اليمني، مروان دماج، إن بلاده كانت حريصة على المشاركة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب فى دورته الحالية، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن، والتي لا تخفى على أحد. وتابع خلال ندوة بعنوان "الكتاب اليمني بين الواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، ودور المرأة في النهوض الثقافي"، أمس الأربعاء، ضمن فعاليات ضيف الشرف بالمعرض، أن كل منا له صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن أحدا لا يستطيع إنكار هذا التطور الهائل، الذي سيحدث تأثيرًا كبيرًا في الانتاج الثقافي. وعن المرأة اليمنية، قال دماج،إنها لعبت دورًا كبيرًا في كافة مجالات الثقافة، وما يحدث الآن في اليمن هو نتيجة لغياب الدور الحقيقي للثقافة، حيث أصبحت الثقافة شكلية بلا جوهر وبلا رؤية حقيقية، وأصبحت ثقافة الترويج للحاكم هي الأساس، دون النظر لمعاناة الشعب اليمني- بحسب قوله. الندوة بدأت بمقطوعة بموسيقية، عزفها على العود الفنان اليمني، حسن الزغبي، وأدارتها الدكتورة، عائشة العولقي، مدير المركز الثقافي اليمني بالقاهرة، والتيأكدت على أن معرض القاهرة للكتاب هو أحد أبرز معالم الثقافة المصرية والعربية. من جهته قال الشاعر عبدالله باكدادة إن الواقع العربي الثقافي يواجه تراجعًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، بسبب المنافسة الشرسة مع وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن الكثير لازال حتى اليوم يستمتع بالقراءة الورقية، وربما قد يتغير هذا الأمر، مع شباب الجيل الحالي الذي اعتاد الشاشة الإليكترونية. وعن الثقافة في اليمن، يرى باكدادة أنها مجزأة بين أهل الشمال والجنوب، رغم الوحدة اليمنية، كذلك لفت إلى معاناة مثقفي اليمن من إشكالية الطباعة في ثمانينيات القرن الماضي، ولعل هذا كان سببا فيتأخر اليمن بمجال النشر الإلكتروني مقارنة بالدول العربية المحيطة. وفي كلمته قال الكاتب الصحفي، محمد عمر بحاح، إن المقارنة قد تكون ظالمة بين الكتابة الورقية ووسائل التواصل الاجتماعي، فهي أشبه بالسباق بين الأرنب والسلحفاة، ولا عجب في ذلك؛ فالجوانب المادية التي تخصصها الدولة للثقافة تصرف كرواتب للعاملين، ومن هنا أخذ المثقفون اليمنيون على عاتقهم نشر أعمالهم خارج اليمن سواء في لبنان أو سوريا أو مصر، وكافة المحاولات والمشاريع التي ظهرت بعد ذلك للنهوض بمجال النشر ماتت، إما بوفاة أصحابها أو تركهم للمنصب، ولعل الطامة الكبرى كانت هي زيادة نسبة الأمية هناك، التي يقول البعض أنها تخطت نسبة 98%. الكتاب اليمني كان غائبًا منذ اللحظة الأولى، بهذه الكلمات بدأ الدكتور فارس البيل مداخلته، مشيرا إلى أن المطبعة دخلت إلى عدن وصنعاء مبكرًا، ولكن الأزمة فيما يتعلق بالكتاب تعود إلى المجتمع اليمني وكذلك المثقف اليمني، فالمشكلة تكمن في صناعة الكتاب، معبرا عن أسفهلأن مؤلفات الإمام الشوكاني طبعت في الهند وجاءت لنا من هناك. كما أن المكتبات في تركيا ومصر بها الآلاف من المخطوطات التي لم يصل إليها أحد، وهذا هو الحال أيضًا في اليمن، ولعل أحد أهم أسباب الاقبال على وسائل التواصل الاجتماعي، هو حالة الحرية الموجودة في هذا الفضاء الالكتروني الواسع، الذي لا تجد فيه أي عوائق، فاليمن في حاجة إلى مشاريع قومية تدعم الكتاب من أجل تشجيع القرأة. وفي كلمة الدكتور، محمد على مارم، سفير اليمن بمصر، أوضح أن الكتاب أصبح مطلبًا أساسيًا للجميع، في ظل المواجهة الشرسة مع وسائل التواصل الاجتماعي. وتابع مارم: لا أحد يستطيع إنكار المشاكل التي تعاني منها الثقافة في اليمن، ولكن علينا أن نعي جيدًا خطورة الموقف الذي تعيشه البلاد الآن. وفيما يتعلق بالمرأة اليمنية، قال إنهااستطاعت أن تصنع لنفسها مكانة متميزة في السنوات الأخيرة، وأصبح لها صوت مسموع، بما يتلائم مع طبيعة المجتمع اليمني المحافظ، مشيرا إلى أنهاناضلت من أجل حرية بلادها. وفي نهاية كلمته أكد مارم، على أن الحوار المجتمعي هو المخرج الوحيد لما تعاني منه بلاده الآن، مشيدا بما وصفه بالدور الهام والمحوري الذي تلعبه مصر في الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه.