باريس: قضت محكمة فرنسية الخميس على المناضل الماركسي كارلوس الثعلب بالسجن مدى الحياة للمرة الثانية لإدانته بهجمات بقنابل قتلت 11 شخصا قبل حوالي 30 عاما. وكان المتهم الفنزويلي ايليتش راميريز سانشيز الملقب ب"كارلوس الثعلب" قد حكم عليه بالسجن مدي الحياة في قضية منفصلة منذ نحو 20 عاما، تتعلق بقتل ضابطي شرطة ومرشد في باريس عام 1975. وقالت محكمة الإرهاب الخاصة التي تتألف من سبعة قضاة في باريس إنه ينبغي أن يقضي 18 عاما في السجن كحد أدنى، وذلك بعد الحكم على راميريز بالسجن مدى الحياة مرة أخرى. وقد يؤجل هذا الحكم الموعد الذي يمكن فيه لراميريز أن يتقدم بطلب للحصول على إفراج مشروط والمقرر حاليا في عام 2012. ووصف محامو الدفاع قرار المحكمة بأنه "فضيحة"، مؤكدين عزم موكلهم رفع دعوى استئناف. وتم اتهام راميريز بتدبير أربع هجمات منفصلة في فرنسا على قطارين ومحطة قطارات وشارع في باريس، أودت بحياة 11 شخصا وأصابت ما يقرب من 200. وقال ممثلو الادعاء أن التفجيرات كانت رده على اعتقال الشرطة لإثنين من عصابته بينهما حبيبته، مؤكدين أنه لا يزال يشكل خطرا على الناس. وفي وقت سابق يوم الخميس وصف راميريز نفسه بأنه "الشهيد الحي" دفاعا عن براءته. وخلال الحرب الباردة، حصل على دعم من الاتحاد السوفيتي ودول بالشرق الأوسط وشن هجمات في جميع أنحاء أوروبا لأكثر من عقدين قبل اعتقاله في السودان عام 1994. ونفى راميريز أي تورط في التفجيرات الأربعة في عامي 1982 و 1983 على أحد شوارع باريس وقطارين ومحطة قطارات في مرسيليا. وتطرق خطابه الصارم لمجموعة متنوعة من الموضوعات من حياة السجن الى الاستراتيجية الصهيونية وجوازات السفر السوفيتية والدولة الفرنسية ومخدر الحشيش حتى عقوبة الإعدام. وانهار راميريز وارتعش صوته القوي في نهاية كلمته عندما قرأ ما قال انه اخر وصية للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وقال راميريز الذي اعتنق الاسلام وهو في السجن "السلام عليكم" قبل أن يلوح بقبضته في الهواء للحشد. ويتهمه معارضوه بأنه قاتل مأجور وتتهمه جماعة أخرى كانت تؤيده في السابق وتحولت للشهادة ضده بأنه قاتل بدم بارد، لكن راميريز قدم نفسه في اليوم الأول من المحاكمة على أنه "ثوري بحكم المهنة".