هاجم هاينز شتراخه رئيس حزب "الحرية" المعارض، الذي يمثل تيار أقصى اليمين، وزير الخارجية والاندماج المنتمي لحزب الشعب المحافظ سباستيان كورتس، واتهمه بنسخ أفكار ومقترحات حزبه في إشارة إلى مقترح الوزير بحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة والحجاب في وظائف القضاء والشرطة. وأكد شتراخه في تصريحات صحفية أن مقترح وزير الاندماج موجود ضمن بنود برنامج حزب "الحرية"، الذي طالما طالب بحظر ارتداء النقاب والحجاب في النمسا، وهو الاتهام الذي يبرر جنوح الوزير مؤخراً إلى استخدام أفكار يمينية متشددة لتحقيق مكاسب سياسية وغايات انتخابية. واعتبر شتراخه، الذي يتصدر حزبه اليميني قائمة أكثر أحزاب النمسا شعبية خلال الوقت الراهن، أن حزب الشعب المحافظ، الشريك في الحكومة الائتلافية، يعاني من حالة يأس كبيرة، مرجعا السبب إلى الخلافات الدائرة مع الحزب الاشتراكي الحاكم. ولفت إلى الاتهامات القاسية المتبادلة بين الحزبين عبر وسائل الإعلام، مطالبا بإجراء انتخابات عامة جديدة، بسبب "انشغال الحكومة بنفسها وإهمال العمل"، بحسب تعبيره . ويرى محللون أن وزير الخارجية والاندماج أضحى يتبنى أفكار يمينية متشددة في محاولة لاستعادة الأصوات الانتخابية التي ذهبت إلى صفوف حزب الحرية اليميني، بعدما تراجعت شعبية حزب الشعب المحافظ إلى أدنى مستوى لها. وكان الحزب الاشتراكي الحاكم قد توصل مؤخراً إلى اتفاق مع شريكه الائتلافي المحافظ على برنامج معدل للحكومة، يدشن مرحلة جديدة من التعاون بين الحزبين، في محاولة أخيرة لنبذ الخلافات واستئناف عمل الحكومة حتى موعد الانتخابات العامة في خريف عام 2018، بعدما تسببت الخلافات بين الحزبين في عرقلة عمل الحكومة وشعور المواطنين بالاستياء، بيد أن مراقبين يتشككون في قدرة الحكومة على مواصلة العمل بسبب انعدام الثقة بين الحزبين، ورصد مؤشرات تشي باستعداد كل منهما لإجراء انتخابات عامة مبكرة.