نصحت خبيرة بريطانية في علم الصوتيات الأشخاص الذين يجدون صعوبة في العثور على شريك الحياة، بضرورة التفكير جديا في تغيير أصواتهم، حتى يكونوا أكثر إغراء ويصلون بسهولة إلى قلوب الناس، مؤكدة أن نبرة الصوت ونغمته وطبقته، يمكن أن تمثل مصدر جذب أو نفور بين المحبين، نظرا لأنها تترك آثارا بليغة في كيفية نظرة الناس إلى بعضهم، ويمكن أن تكون أيضا عاملا من عوامل نجاح العلاقات العاطفية أو فشلها. وقالت جاد جوديل، إنه بإمكان أي شخص أن يتعلم بعض الحيل التي تجعله أكثر جاذبية، حتى لو كان في واقع الأمر غير ذلك، مؤكدة أن الأمر لا يتطلب سوى تغيير الطريقة التي يتحدث بها. وأضافت "شعاري هو "غير صوتك، تتغير حياتك"، فالصوت يمكن أن يلعب دورا كبيرا في جعل الكثير من الناس غير سعداء في حياتهم وغير واثقين في أنفسهم وأحيانا يفقدون الرغبة في الحياة". وأوضحت جوديل أن "تغيير الصوت بإضافة نبرة حنونة إليه أو همسات، يمكن أن يكون فعالا مثل فقدان الوزن أو القيام بتغيير ما على المظهر ليكون ملفتا لانتباه الآخرين". وأشارت إلى أن جزءا كبيرا من جاذبية النجوم لا تكمن في مظهرهم، بل في نبرات أصواتهم التي ساهمت في اتساع رقعة شعبيتهم. وأكدت الخبيرة أن أي تقارب بين البشر تسهم فيه عناصر صوتية، مثل النطق والنبرة والتردد والإيحاء، ولذلك يعد استثمار الوقت والنقود والجهد في تطوير المهارات الصوتية من الأمور الصائبة بالنسبة إليها. وبيّنت دراسة أعدها الباحث في العلوم اللغوية أندرو لين من جامعة شفيلد البريطانية، ومهندس الصوت شانون هاريس، بعد تحليل أصوات تعد أكثر جاذبية، مثل صوت الممثلتين جودي دينش وأونور بلاكمان، وصوت الممثلين آلان ريكمان وجيرمي أيرونز، أن الصوت "المثالي والجذاب" قادر على نطق 164 كلمة في الدقيقة مع فراغات مدتها 0.48 ثانية بين العبارات التي تنطق بنبرات مختلفة، ولا يكون أجش أو حادا بصورة كبيرة. ويرى خبراء أن الأصوات تسمح لدماغ الإنسان بتحديد عوامل شخصية مختلفة تتعلق بمظهر الأشخاص وجنسهم وحجمهم وعمرهم، وتمكنه من تحديد هوياتهم حتى من دون رؤيتهم. وقالت جينيت نيلسون، رئيسة فريق الغناء بالمسرح القومي في بريطانيا، التي ألفت كتابا سمته "التدريبات الصوتية"، إن "صوتك يعبر بالتأكيد عن شخصيتك، فهو يحمل تاريخك بقدر ما يحمل كل شيء عنك". ورجح علماء النفس أن فرص التقارب بين العشاق لا تقتصر فقط على الاهتمامات والطباع المشتركة، بل مرتبطة أيضا بالإشارات الصوتية التي تمثل مرشدا للكثيرين في علاقاتهم العاطفية وفاصلا في مدى نجاحها أو فشلها. وشدد باحثون من جامعة ستيرلينغ البريطانية على ضرورة تخفيض الرجل لصوته إلى أدنى حد عند الحديث مع امرأة يحبها أو يجدها جذابة. وأشاروا إلى أن الرجال يفضلون صوت النغم العميق في كلام النساء، ويميلون في الوقت نفسه إلى البحة الهامسة بين مقاطع الكلمات، في حين تفضل أغلب النساء صوت الرجل الذي لا يتضمن نغما عميقا. وشدد الباحث جوان ديفيد على أهمية أن يكون صوت الرجل عميقا، محذرا من التطرف في قوة الصوت لأنها قد تكون دليلا على صفات سلبية كالعدوانية، وهذا من شأنه أن يضع الرجل في "مشكلة"، لأن المطلوب منه هو أن يوصل للمرأة التي يريد الارتباط بها رسالتين متناقضتين في آن واحد؛ وهما أنه رجل ذو شخصية قوية وزوج وأب حنون، ولذلك فما عليه سوى تغيير نبرات صوته من وقت لآخر. ولمعرفة ما إذا كانت نبرة الصوت بالفعل تلعب دورا في استمرار العلاقات الزوجية أو تدهورها، اعتمد باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا الأميركية على مقاربة خوارزمية لتوضيح مدى تأثير أحاديث الأزواج على علاقاتهم مع شركاء حياتهم. وقام باحثو التكنولوجيا بمعالجة الكلام والخصائص الصوتية التي يمكنها توضيح "عاطفة" 134 من الشركاء على امتداد خمس سنوات، وعلى إثر ذلك تتبعوا هذه الميزات عبر عدة جلسات لوضع نموذج للمتغيرات العاطفية التي يمر بها الأزواج. كما أجروا تحليلات سلوكية لردود الأزواج مع علامات مثل "القبول" أو "اللوم"، فتبيّنت لهم أهمية الصوت بدقة 79 بالمئة في تحديد مسار العلاقات الزوجية. ولكن على الرغم من أن أغلب الأبحاث التي أجريت في هذا الصدد لم تتوصل إلى نتائج حاسمة حول مدى ارتباط الأصوات بشخصيات أصحابها وبمظهرهم في الواقع، إلا أن الباحث في علم الأنثروبولوجيا ماركوس كوبنستاينر، من جامعة فيينا الأسترالية، يرى أن الرجال يثقون دائما في التخمينات التي تحكم على جاذبية وجه المرأة من خلال صوتها، مشيرا إلى أن الصوت الجذاب يمكن أن يخلق فكرة عامة عما ستبدو عليه المرأة. فيما كشفت دراسة أجراها علماء ألمان أن اللهجة التي يتكلم بها الرجل وسرعة نطقه للكلمات يمكن أن تؤثرا في سرعة انجذاب المرأة للرجل. وقالت فيفيان سوتا، الخبيرة في علم الصوتيات، إن اللهجة التي يتكلم بها الرجل وسرعة نطقه للكلمات تؤثران في سرعة انجذاب المرأة له، ولكن هذا لا يعني أن نبرة الصوت كافية لتحديد شكل أو ملامح جاذبية الرجل. وأشارت إلى أن نفس الأمر ينطبق على مواصفات الصوت الساحر للمرأة، حيث ينجذب الرجال للصوت الشاب والرياضي، أما الأصوات البطيئة والتوقفات المتمهلة أثناء الكلام، فتعتبر غير جذابة بالنسبة إلى الجنسين. ولكن الصوت حتى وإن كشف عن طبيعة النوايا العاطفية للأشخاص، فإنه ليس ميزة أساسية تمكّن أصحابها من الحصول على حب غيرهم، لأن الميزة الأهم في الأفعال وليست في الأقوال.