عمان : في الذكرى السادسة عشرة لتوقيع معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل في 26 أكتوبر من عام 1994 ، نظم العشرات من الناشطين السياسيين المعارضين في المملكة الثلاثاء اعتصاما قرب السفارة الإسرائيلية في عمان للمطالبة بإغلاقها . وشارك في الاعتصام قيادات إسلامية وقومية ويسارية ممثلة عن النقابات والأحزاب في اللجنة التنفيذية العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع . ووفقا لمصادر مطلعة في عمان فإنه تم تنظيم الاعتصام على رصيف مسجد الكالوتي القريب من السفارة الإسرائيلية في منطقة الرابية غربي العاصمة الأردنية عمان حيث منعت قوات الأمن المتظاهرين والمعتصمين من تجاوز المسجد أو الاقتراب من مبنى السفارة المحاط بإجراءات أمنية مشددة. ورفع المعتصمون لافتات جاء فيها "اتفاقية وادي عربة.. 16 عاما مقدساتنا مسلوبة ومياهنا منهوبة وأسرانا في غياهب السجون" و"الأردن يهدد، والقدس تهود، والتهديد بالتوطين يتجدد". وهتف مشاركون بالاعتصام ضد وجود السفارة في عمان، وسمع منها "كلمة حق صادحة.. وادي عربة فضيحة"، و"فليعلُ صوت الجميع.. ألف لا للتطبيع". وجاء الاعتصام ضمن فعاليات تنظمها المعارضة الأردنية ضد اتفاقية وادي عربة التي وقعتها عمان وتل أبيب عام 1994 والتي ترى فيها المعارضة تهديدا للأردن وكيانه. وفي كلمة له في الاعتصام ، قال أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي ورئيس اللجنة التنفيذية لحماية الوطن ومجابهة التطبيع حمزة منصور :" إن وادي عربة شكلت انسحابا رسميا من القضية الفلسطينية التي كانت القضية المركزية للأمة". واتهم منصور الموقعين على المعاهدة بأنهم تنكروا "للدماء الزكية التي أريقت من الأردنيين دفاعا عن القدس وفلسطين ". ونقلت قناة "الجزيرة" عن منصور القول أيضا :" إن المعاهدة وأدت ديمقراطيتنا الوليدة فهمشت مجلس النواب وأضعفت المشاركة بالقرار وصادرت دور الأحزاب السياسية وفي ظل ذلك استشرى الفساد وأغرق البلد بالديون واتسعت مساحة الفقر". وتابع " المعاهدة أمنت حدودا آمنة ليتفرغ العدو للضرب في الشمال والجنوب وإحكام القبضة على الأرض المحتلة". وطالب منصور الفعاليات الجماهيرية بإعلان بطلان المعاهدة وطرد السفارة الإسرائيلية من عمان ، قائلا :" إن بقاءها في عمان يشكل عدوانا مستمرا علينا وانتقاصا من سيادتنا الوطنية واستفزاز لنا جميعا". كما دعا لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته بكل الوسائل الممكنة لتطوير أدائها وتفعيل جهودها لإنجاز مشروعها في التحرير والعودة.