قال المهندس حسين مسعود وزير الطيران المدني إن صناعة الطيران صناعة حساسة للغاية وتتأثر بالظروف السياسية والأمنية وأدت هذه الظروف في الفترة الأخيرة لصعوبات اقتصادية للوزارة ولشركة مصر للطيران. وأضاف مسعود - في لقاء مع محرري الطيران اليوم الثلاثاء - أن حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة الدكتور كمال الجنزورى بدأت بداية موفقة بالتركيز على الأمن ،موضحا أن الاستقرار الأمني مع الاستقرار السياسي الذي بدأته مصر بالانتخابات سيؤدى بالتأكيد إلى الاستقرار الاقتصادي الذي سيسفر عن عودة معدلات حركة الطيران إلى ما كانت عليه قبل الثورة.
وأوضح أن حركة الطيران بعد الثورة بدأت تعود إلى أقرب معدلاتها الطبيعية ولكن بعض الأحداث الأمنية مثل حادث ماسبيرو أدت إلى خفض الحركة مرة أخرى، مشيرا إلى أنه قبل حادث ماسبيرو كانت حركة الطيران قد وصلت نسبة الامتلاء بها إلى 74 \% مع تصغير حجم الطائرات وبعد هذا بيوم واحد انخفضت إلى 58 \% ثم اليوم التالي إلى 42 \% وبدأت تعاود ارتفاعها مع استقرار الأوضاع الأمنية.
وأكد وزير الطيران المدني أن خطة الوزارة في المرحلة القادمة ستتضمن استكمال مشروعات التطوير الحالية والمستقبلية بالمطارات الإقليمية وتحديث وتطوير مركز القاهرة للملاحة الجوية وإنشاء محطة رادار جديدة بمطار القاهرة واستكمال التغطية الرادارية للمجال الجوى المصري بنسبة 100\% وإحلال وتجديد أجهزة الاتصالات بجميع المطارات وتطوير نظام المراقبة الجوية وتطوير محطات الأقمار الصناعية بالقاهرة وإنشاء 19 محطة فرعية بالمطارات.
وقال المهندس حسين مسعود وزير الطيران المدني إنه سيتم تنفيذ النظام المتكامللإدارة المطارات بالتعاون مع شركة ستيا وتطوير نظم أمن المطارات وإنشاء نظام معلومات لتطوير وتنظيم حركة الركاب والحقائب.
وبالنسبة لشركة مصر للطيران ، قال الوزير إن الشركة نجحت في تشغيل 509 رحلات أسبوعيا خلال الموسم الشتوي 2011 /2012 والذي بدأ في نهاية شهر أكتوبر وحتى مارس القادم مقارنة ب493 رحلة في الموسم الماضي مع انخفاض معدل الامتلاء لاستمرار تواجد اسم مصر للطيران على الساحة العالمية.
وأضاف أن الشركة زادت من تشغيل النقاط الموجودة بالشرق الأوسط بنسبة 14% وارتفع معدل الإقلاع من المطارات الإقليمية إلى 38% ، مشيرا إلى أنه سيتم في موسم التشغيل الصيفي القادم استعادة التشغيل لمحطة طوكيو ثم أوساكا وافتتاح خطوط جديدة لنقاط ثم تعليق نشاطها في الفترة الماضية مثل تورنتو وأبيدجان و كيجالي.
وعن المخططات الاستثمارية في المرحلة القادمة، قال المهندس حسين مسعود "إن الأولوية لإنهاء المشروعات التي تدر عائدا اقتصاديا لان الموازنة الاستثمارية ضعيفة وذلك بهدف الحصول على العائد سريعا وضخه في مشروعات أخرى مع تأجيل المشروعات التي لم تؤثر على مستوى أداء الشركة.
وأوضح أن الوزارة تهدف إلى الوصول بالمطارات خاصة مطار القاهرة لتكون من أكبر مراكز الحركة الجوية بالشرق الأوسط وأفريقيا وتم توقيع عقد تطوير مبنى الركاب رقم 2 بمطار القاهرة لرفع طاقته الاستيعابية إلى 5 ر7 مليون راكب والاهتمام بجعل مطار القاهرة نقطة ترانزيت والتقاء من أوروبا وأمريكا والشرق الأقصى لإفريقيا والاهتمام بالخطوط الجديدة خاصة في المناطق الوعرة مثل جوبا مع تحمل الخسائر في البداية ، مشيرا في هذا الصدد إلى أن خط القاهرةوجوبا كان بمعدل رحلتين يوميا بنسبة امتلاء 12 مقعدا ولكن الآن أصبح عدد الرحلات 4 أسبوعيا بنسبة امتلاء كبيرة جدا.
وحول تأثير اتجاه حكومة الإنقاذ الوطني إلى التقشف لخفض المصروفات، قال وزير الطيران المدني المهندس حسين مسعود إن الوزارة لن تتأثر لان الشركات القابضة ليست لها علاقة بالموازنة العامة للدولة وهناك قطاعان فقط هما ديوان الوزارة وهيئة الأرصاد اللذان لهما بند في الموازنة العامة ، ونحن بدأنا التقشف فعلا في هذين القطاعين، داعيا العاملين بالوزارة إلى ضرورة الموازنة بين المطالب الفئوية واتجاه الدولة إلى التقشف.
وبالنسبة لديون وزارة الطيران المدني لدى وزارة البترول ، قال مسعود إن الديون وصلت إلى أكثر من مليار جنيه وكانت قبل أحداث الثورة وصلت إلى 2 ر1 مليار جنيه وكنا نسدد الأقساط بانتظام ولكن في الأشهر الخمسة الأخيرة لم تستطع الوزارة سداد الأقساط فزادت وبعد استقرار الأوضاع بدأت الوزارة في سدادها.
وأكد وزير الطيران استمرار الوزارة في الاهتمام بالعنصر البشرى من حيث التدريب المستمر والحصول على المستحقات المالية مع الاهتمام بالبعد الاجتماعي من خلال إجراء دراسات لتلبية كل احتياجات ومطالب العاملين في حدود المستطاع والتركيز على تعيين خريجي معهد الطيران ، مشيرا إلى أن حجم الأجور في وزارة الطيران وصل إلى 200 مليون جنيه شهريا.
وأوضح أن قطاع الطيران لا يسير وفق منطقة الربح فقط ولكن هناك اعتبارات إنسانية للدولة لابد من الوفاء بها، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه وبعد أحداث ثورة ليبيا وفى الفترة من 22 فبراير وحتى 15 مارس الماضي نقلت شركة مصر للطيران 90 ألف مصري في 27 يوميا فقط ، كما قامت مصر للطيران برحلات الحج والعمرة على أكمل وجه وأعلى مستوى.
ونوه وزير الطيران بأن الوزارة منحت تسهيلات لرحلات الشارتر للمطارات الإقليمية لتشجيع السياحة إلى مصر وفق التعاون بين الوزارتين لعودة السياحة إلى ما كانت عليه، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء أعطى توجيهات بتشكيل مجموعات عمل من الوزارات متماثلة النشاط للتعاون فيما بينها وهذا التعاون مستمر بين وزارتي الطيران والسياحة والتعاون الدولي.
وأكد أنه تم تشكيل لجنة عليا برئاسته وعضوية رؤساء الشركات القابضة وهيئة الأرصاد الجوية وأمين عام الوزارة لوضع السياسات واتخاذ القرارات المهمة والعاجلة لحل المشاكل الطارئة التي قد تواجه الوزارة وحل المشاكل القائمة.