صرخ مولود مرد الطنطاش عبارات بعربية ركيكة بعد إطلاقه النار على السفير الروسي في تركيا، أندريه كارلوف. وقد استعار عبارات إسلامية تحض على الجهاد كقوله "نحن الذين بايعنا محمدا على الجهاد ما حيينا للساعة أبدا". كما ظل يصرخ بالعربية "الله أكبر" بعد إطلاقه النار. وتحول للحديث بلغته التركية قائلا " لا تنسوا سوريا، لا تنسوا حلب، كل من اسهموا في هذا الطغيان سيحاسبون". وأوضح وزير الداخلية التركي سليمان صويلو لاحقا أن الطنطاش، الذي يبلغ من العمر 22 عاما، هو أحد عناصر الشرطة التركية. وقال إن ألطنطاش ولد في 24 يونيو/حزيران عام 1994 في مدينة سوكه في ولاية آيدن المحافظة غربي تركيا، ودرس في كلية الشرطة في مدينة أزمير الساحلية في شمال تركيا. وأشار إلى أنه كان يعمل في قوات مكافحة الشغب بأنقرة منذ عامين ونصف العام، ولكن يبدو أنه كان في إجازة عند تنفيذه الهجوم. واعتبرت صحيفة "التايمز" البريطانية، أن ثمة إشارات تفيد أن مولود الطن طاش، على ارتباط بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، الذي شارك بتأسيسيه عام 2001 الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ومن شأن هذه المعطيات تسميم العلاقات مجددا بين أنقرة وموسكو، التي شهدت تقاربا في الآونة الأخيرة بعد التوتر الناجم عن إسقاط تركيا طائرة حربية روسية على الحدود بين سورياوتركيا في نوفمبر 2015. وذكرت الصحيفة أن الشرطي القاتل ظهر في صور خلال حضوره فعاليات لحزب العدالة والتنمية في تركيا، مما يدحض رواية الحكومة التركية بأن القاتل ينتمي إلى جماعة المعارض التركي فتح الله غولن. وعلى الرغم من أن الطنطاش يتحدر من مقاطعة "أيدين" الساحلية التي تعتبر معقلا لحزب الشعب الجمهوري المعارض لحكومة أردوغان، فإن العبارات التي تلفظ بها أثناء إطلاقه النار على السفير تثير تساؤلات بشأن ميوله المتشددة. وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور لشخص يشبه القاتل تجمعه بالرئيس التركي، مرفقة بتعليقات تشير إلى أنها التقطت خلال حفل تخرج دفعة من ضباط الشرطة، وتعليقات أخرى تؤكد أنه من جماعة أدروغان. ونقلت صحيفة "التايمز" عن مسؤول أن المهاجم خرج في إجازة من 15 إلى 17 يوليو الماضي، وهي الفترة التي نفذ فيها أفراد من الجيش محاولة انقلاب فاشلة على حكم أردوغان، كما أنه عاش مع أشخاص ألقي القبض عليهم في إطار محاولة الانقلاب. هذا ويسعى المحققون لمعرفة دوافعه هل كانت بسبب الدمار الذي تعرضت له حلب، أم أنه جزء من مؤامرة أوسع لتخريب العلاقات التركية الروسية. وقد سكن الطنطاش في فندق قريب من موقع الحادث يوم الاثنين، حيث حلق لحيته ولبس بدله وربطة عنق قبل توجهه لتنفيذ هجومه. وقد تمكن من تجاوز جهاز كشف المعادن في مدخل المعرض، عندما عرض هويته الرسمية كشرطي. وقد أظهرته الصور واقفا خلف السفير قبل قيامه بإطلاق النار عليه في الساعة 19.05 بالتوقيت المحلي (16.05 بتوقيت غرينيتش) . وقد أطلق النار من مسدسه 11 مرة، تسعة منها على السفير واثنان في الهواء. وبعد إصابته السفير وترويعه الموجودين في القاعة، رفض الاستسلام وتبادل إطلاق النار مع الشرطة لنحو 15 دقيقة قبل أن ترديه الشرطة قتيلا. وقد اعتقل أعضاء في عائلته بعد الحادث مباشرة، بينهم والده ووالدته واخته، من بيتهم في سوكه لاستجوابهم بشأن الحادث. واتهم عمدة أنقرة مليح غوكيشك في تغريده على حسابه في تويتر الطن طاش بأنه قد يكون على صلة بجماعة رجل الدين التركي، المقيم في الولاياتالمتحدة، فتح الله غولن. وقد أدان اتباع غولن الهجوم على السفير الروسي ونفوا أي صلة لهم بالمهاجم. وعلى الرغم من التقارير العديدة التي تحدثت عن صلات محتملة للمهاجم بغولن إلا أن أي منها لم يثبت بعد.