اسلام اباد:لقي اكثر من ثمانية أشخاص مصرعهم، في غارة أمريكية نفذتها طائرة بدون طيار، بإقليم "وزيرستان" شمال غربي باكستان صباح الجمعة، وفقاً لمصادر أمنية باكستانية، أشارت إلى أن الطائرة أطلقت صاروخين على أحد المنازل بالمنطقة، يُعتقد أنه كان يضم موالين لحركة طالبان. ونقلت شبكة ال"سي ان ان" الاخبارية عن مصادر استخباراتية باكستانية ومسؤولين محليين أن القصف وقع في قرية "ماتشي خيل"، بالقرب من بلدة "مير علي" في شمال وزيرستان، بموازاة الحدود مع أفغانستان، والتي تشهد مواجهات دامية بين مسلحي الحركة "المتشددة" وقوات الجيش والأمن الباكستانية. ولم يصدر تأكيد رسمي من الجيش الأمريكي، الذي يتبنى عادةً سياسة عدم التعليق على تلك الهجمات العابرة للحدود، علماً بأن القوات الأمريكية هي الوحيدة في المنطقة التي تتمتع بقدرات عسكرية لإطلاق صواريخ من تلك الطائرات، التي يتم التحكم فيها عن بُعد. ويُعد هذا الهجوم هو الثاني من نوعه على مدى اليومين الماضيين، والذي تشنه طائرات بدون طيار انطلاقاً من قواعدها في أفغانستان، حيث خلف هجوم سابق مساء الأربعاء، ستة قتلى على الأقل، قالت السلطات الباكستانية إنهم من العناصر المسلحة، بينهم ثلاثة أجانب، في إشارة إلى المسلحين الموالين لتنظيم القاعدة. تتزامن تلك الغارات مع تزايد الهجمات التي يشنها مسلحو طالبان في باكستان، استهدفت غالبيتها مدينة "بيشاور"، كان آخرها الهجوم الانتحاري الذي استهدف مجمعاً للمحاكم صباح الخميس، مما أسفر عن سقوط 19 قتيلاً على الأقل، وجرح ما يزيد على 50 آخرين. وكانت حركة طالبان الباكستانية قد أقرت في وقت سابق بمسؤوليتها عن بعض الهجمات التي تعرضت لها مدن البلاد، على وجه الخصوص مدينة بيشاور، عاصمة إقليمالحدود الشماليةالغربية، التي تخوض القوى الأمنية الباكستانية معارك في محيطها لطرد المسلحين المتشددين. ومع اشتداد ضراوة المعارك في المنطقة الجبلية النائية، صعّدت مليشيات طالبان، في المقابل، من هجماتها داخل المدن الباكستانية مؤخراً، حاصدة عشرات القتلى ومئات المصابين. غير أن الحركة نفت ضلوعها في مجموعة من هذه الهجمات، ملقية باللائمة فيها على أجهزة الاستخبارات الباكستانية، التي قالت إنها نفذتها بهدف ضرب "التعاطف الشعبي" مع المسلحين، كما اتهمت شركة "بلاكووتر" الأمنية الأمريكية بالوقوف خلفها.