بروكسل: نفي حلف شمال الأطلسي "الناتو" الأحد أن يكون قد اتخذ قرارًا بشأن سحب بعثته العسكرية من العراق، وذلك ردَّا على قول مسؤول عراقي في وقت سابق إن الحلف أوصى بسحب جنوده ومدرِّبيه من البلاد بحلول نهاية العام الحالي. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بى بى سى" عن المتحدِّث باسم الحلف قوله: "لا تزال الدول الأعضاء في الناتو تنظر بطلب تمديد مهمَّة الحلف العسكرية في العراق، ولم يتم التوصُّل بعد إلى قرار بهذا الشأن".
وأعرب المتحدث خلال تصريحاته من مقرِّ الحلف في بروكسل عن تفاؤله بشأن إمكانية التوصُّل إلى اتِّفاق مع الجانب العراقي حول تمديد البعثة التدريبية للحلف في العراق.
وأضاف: "عندما يطلبون منَّا تمديد مهمَّة البعثة، فسنحتاج أن نرى نفس الإطار القانوني يجري تمديده أيضا".
ومن جانبه اعلن مستشار الأمن الوطني العراقى في وقت سابق عن أن الحلف أوصى بسحب جنوده من العراق بحلول نهاية العام الحالي وذلك بعد أن رفضت بغداد منح الحصانة لعناصر بعثته في العراق.
وقال الفياض إن الحلف كان قد أبلغ السلطات العراقية منذ يوم الخميس الماضي بقراره بشأن سحب بعثته في العراق.
جدير بالذكر ان نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي، كان قد تقدَّم قبل عدة أشهر بطلب إلى الناتو لتمديد مهمَّة الحلف التدريبية في البلاد إلى نهاية 2013.
وقد تزامن هذا التطوُّر مع توجُّه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأحد إلى واشنطن على رأس وفد رفيع قُبيل اقتراب موعد إنجاز انسحاب القوات الأمريكية من العراق نهاية الشهر الحالي، بموجب الاتفاقية الأمنية بين البلدين.
ويجري المالكي خلال الزيارة التي تستغرق يومين سلسلة لقاءات مع مسؤولين أمريكيين وعلى رأسهم الرئيس باراك أوباما.
وقال علي الموسوي مستشار رئيس الحكومة العراقية: "هذه هي أول زيارة يقوم بها المالكي بصفته زعيما لبلاد توشك أن تكون خالية من القوات الأجنبية ومعتمدة بالكامل على قوَّتها الذاتية".
ويرافق المالكي وزير خارجيته، هوشيار زيباري، ووزير الدفاع بالنيابة، سعدون الدليمي، ووزير النقل، خير الله حسن بابكر، والتجارة، هادي العامري، ومستشار الأمن الوطني فالح الفيَّاض.
هذا ومن المقرر ان يبحث الجانبين مسألة انسحاب القوَّات الأمريكية من العراق، وجهود بدء عهد جديد من الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين حسبما اعلن جاى كارني المتحدث باسم البيت الابيض وستتركز زيارة المالكي على بحث ملفَّات ما بعد الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق
ويرجِّح مراقبون أن تحافظ بغداد وواشنطن على علاقات قويَّة بينهما بعد الانسحاب العسكري الأمريكي، حيث سيتحوَّل التركيز من الجانب العسكري إلى عمل البعثة الأمريكية الكبيرة في العراق، والتي يُقدَّر عدد العاملين فيها بحدود 16 ألف شخص.
ومن جانبها تخطِّط الولاياتالمتحدة للحفاظ على حوالي ستة آلاف عسكري يتوزَّعون على أربع قواعد عسكرية، وهو عدد أقل بكثير من العدد الإجمالي للقوات الأمريكية في العراق في أعقاب غزو البلاد في عام 2003، والذي بلغ في مرحلة من المراحل نحو 170 ألف جندي كانوا منتشرين في 505 قواعد عسكرية متعددة الأحجام.
وستحتفظ واشنطن أيضا ب 170 جنديا بالملابس العسكرية الرسمية، و763 متعاقدا مدنيَّا لمساعة العراقيين على تدريب قواتهم تحت إمرة وسلطة السفارة الأمريكية في العراق.
وعلى الرغم من أن موجة العنف في العراق قد انحسرت بشكل كبير إلاَّ أن البلاد شهدت مؤخَّرا سلسلة من التفجيرات والهجمات التي أسفرت عن مقتل 187 شخصا في نوفمبر/تشرين الثاني، إلى جانب عدة هجمات شهدها الشهر الحالي وسقط فيها العديد من الضحايا