أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرارا بمنع وزرائه من إجراء أي اتصالات مباشرة مع أعضاء فريق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وذلك بعد تداول تقارير عن طلب وزير إسرائيلي من 3 مساعدين لترامب "بعدم التسرع في تبني حل الدولتين والبحث عن بدائل أخرى". وكشفت صحيفة "ها آرتس" الإسرائيلية - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء - أن وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت التقى بثلاثة من فريق ترامب الأحد الماضي في نيويورك، وطلب من الإدارة الجديدة في واشنطن عدم التسرع في تبني حل الدولتين، والبحث - بدلا من ذلك - عن بدائل للسياسة الأمريكية الرسمية التي سادت خلال إدارتي الرئيسين جورج بوش وباراك أوباما. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن هذه الاجتماعات ربما كانت السبب الذي دفع نتنياهو لإصدار توجيهات لأعضاء مجلس الوزراء بآلا يعقدوا أي اتصالات مباشرة مع فريق ترامب. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على تفاصيل هذه الاجتماعات قولها إن بينيت اقترح على الإدارة الجديدة أن تبحث خطته كبديل لحل الدولتين فيما يخص القضية الفلسطينية-الإسرائيلية. وأشار بينيت إلى أن ما اقترحه هو "حكم ذاتي فلسطيني أوسع من المتوقع" في أجزاء من الضفة الغربية (المحتلة)، بجانب خطوات تجاه فرض تدريجي للسيادة الإسرائيلية على أجزاء أخرى، مثل ضم مستوطنة "معاليه أدوميم" إلى إسرائيل كخطوة أولى، ورد فريق ترامب بأنه سيمرر أفكاره. وردا على تساؤلات الصحيفة، رفض بينيت الإفصاح عما دار في اجتماعاته مع فريق ترامب، قائلا إنه كان اجتماع عمل روتيني في نيويورك. ولفتت الصحيفة إلى أن اجتماعاته مع أعضاء فريق ترامب تم ترتيبها خلال الأيام القليلة الماضية، ويبدو أنه تمت إضافتها للجدول الأساسي الذي كان يتضمن اجتماعات مع منظمات يهودية، كجزء من دوره كوزير لشئون اليهود في الخارج. ورجحت الصحيفة أن يكون الوزير رتب تلك الاجتماعات مع فريق ترامب من أجل أن يقدم موقفا يواجه ذلك الذي تقدم به وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان قبل أيام، في جهد من بينيت ليظهر وجود وجهات نظر أخرى في مجلس الوزراء الإسرائيلي. وأوضحت الصحيفة أن ليبرمان قال - في لقاء صحفي الأربعاء الماضي - إن إسرائيل ستستمر في سياساتها لدعم حل الدولتين، وستحاول التوصل إلى اتفاق مع ترامب، يتم بموجبه تجميد بناء المستوطنات المعزولة في الضفة الغربية، مقابل الاعتراف الأمريكي بالكتل الاستيطانية الكبيرة، والسماح بتشييد المزيد هناك، وهو ما عارضه بينيت وحزبه، معتبرين أن ليبرمان أضر بالعلاقات مع الإدارة الأمريكية الجديدة. وأشارت الصحيفة إلى منع نتنياهو الوزراء الإسرائيليين من التواصل مع فريق ترامب، حيث قال - في خطاب توجيهي تلقاه كل الوزراء من مكتب نتنياهو - "أود أن أخطركم بأنه بموجب توجيه رئيس الوزراء، فإن كل الوزراء ونوابهم مطلوب منهم عدم إجراء أي اتصال مع الإدارة الأمريكية القادمة، إلا إذا كان عن طريق مكتب رئيس الوزراء أو السفارة الإسرائيلية في واشنطن". ولفتت الصحيفة إلى أن وزير الزراعة الإسرائيلي يوري آريل، على غرار بينيت، قام الجمعة الماضية بإرسال خطاب إلى ستيفين بانون كبير الاستراتيجيين في فريق ترامب، الذي أثار تعيينه انتقادات واسعة في أمريكا بسبب تصريحاته العنصرية السابقة.
