شرع نشطاء فلسطينيون اليوم الخميس، في بناء قرية "رمزية"، على أراضٍ مهددة بالاستيطان من قبل إسرائيل، في منطقة الأغوار الشمالية، بالضفة الغربية، وأطلقوا عليها اسم "ياسر عرفات". ونصب النشطاء خياماً، ورفعوا أعلاماً فلسطينية، بالقرب من تجمعات "عين البيضا والحمّة"، البدوية في الأغوار الشمالية، والتي تصنفها إسرائيل مناطق عسكرية. وكان إسرائيليون، قد أقاموا "بؤرة" استيطانية بالقرب من المنطقة، وعادة ما يقيم النشطاء، قرى بشكل رمزي، عبر نصب خيام في مناطق مهددة بالاستيطان. لكنها لا تستمر طويلاً، حيث يقتحمها الجيش الإسرائيلي، ويهدمها ويطرد النشطاء منها. وقال وليد عسّاف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان "تابعة لمنظمة التحرير" خلال تواجده في القرية: "اليوم نحن هنا لنرفض القانون الإسرائيلي القاضي بتشريع البؤر الاستيطانية، ولنواجه الاستيطان بالبناء". وأضاف عساف، إن الجيش الإسرائيلي كان قد دمر 32 مسكناً فلسطينياً في منطقة الحمّة، في الأغوار الشمالية بذريعة البناء بدون ترخيص قبل نحو شهرين، ووفّر الحماية لبناء بؤرة استيطانية بالقرب من الموقع. وتابع :"سنبقى هنا في هذه القرية، نساند السكان في الأغوار، هذه أراضٍ فلسطينية، من حقنا البناء عليها، والعيش فيها". وقال عساف، إن نشطاء فلسطينيين، قرروا الإقامة في القرية. وكان الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، قد صادق الأربعاء، بالقراءة التمهيدية، على مشروع قانون يتيح مصادرة أراض خاصة فلسطينية لغرض الاستيطان. ويقطن منطقة الأغوار نحو 10 آلاف فلسطيني، يعتمدون في حياتهم على تربية المواشي، والزراعة. وتسيطر إسرائيل على أكثر من 80% من منطقة الأغوار، وتقيم فيها 21 مستوطنة إسرائيلية، وتعتبرها محمية أمنية واقتصادية، وتسعى للاحتفاظ بالوجود الأمني فيها، ضمن أي حل نهائي مع الفلسطينيين. لكن الفلسطينيين يشددون على أنهم "لن يبنوا دولتهم المستقلة، بدون الأغوار، التي تشكل نحو 30% من مساحة الضفة وأغناها بالموارد الطبيعية".