- لسنا مسيطرين على كل جهات الفتوى في العالم - القضاء على فوضى الفتاوى لن يتحقق بتشريعات ومؤتمرات فقط.. ومناقشة الأفكار أول خطوات القضاء عليها - الفتوى متجددة بحسب الزمان والمكان وأئمة الإفتاء يتدربون على تجديد فتاواهم - المتطرفون يستخدمون إضطهاد الأقليات في الغرب لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية " الفترة العصيبة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط وفي القلب منها مصر، فرضت واقعا جديدا لم نكن لنعيشه لولا حروب وصراعات مذهبية وعقدية انطوت تحت مظلة ثورات الربيع العربي، بدلت أفكارا وغيّرت قناعات فكرية - متطرفة في أغلبها - ومعادية لكل القيم الحضارية وجميع المكتسبات الثورية والتشريعية والدستورية التي انتزعتها الدول والشعوب عبر تاريخها. الدكتور خالد عمران أمين عام الفتوى بدار الإفتاء المصرية له نشاط بارز خلال الأيام القليلة الماضية حيث شارك في مؤتمر الإفتاء العالمي الذي عُقد خلال الفترة الماضية في العاصمة المصرية. حول خطورة الفتوي والتصدي لها من غير المؤهلين وتوصيات المؤتمر وكيف سيتم تنفيذ مخططاته وبنوده, كان لنا معه هذا الحوار وإلي التفاصيل : - هل حصر أمر الفتوى في العالم الإسلامي على مجمع إسلامي وسطي واحد فقط، فكرة مجدية في هذا العصر الذي يتميز بالانفجار المعلوماتي ؟ ليس حصرا وليست سيطرة, بالمعني الحرفي للكلمة فهذا أمر لا نقصده و لا نريده ولاهي من الدين, نحن لسنا هيئات سيطرة, نحن هيئات تعلم و إرشاد و تجميع للأفكار, أيضاً نحن لم نهدف ولن نهدف إلى أن يكون الناس جميعاً على كلمة واحدة، بل بالعكس فالمؤتمر الأخير كان هدفه أيضاح اختلاف أمور الفتوى باختلاف زمنها ومكانها ، فالفتوى في مصر غير الفتوى في بلاد الأقليات المسلمة غيرها في بلاد أوروبا, وهكذا, فالنبي عليه أفضل الصلاة والسلام اختلفت فتاواه للمسلمين عندما كان في مكة عنها في المدينة، ثم لأصحابه بالحبشة وقبل ما يدافع عن نفسه بالجهاد وبعد ذلك. عمران : لسنا في زمن الرقابة وبالتالي نحن مقدرين أننا في عصر المعلومات وهذا العصر يصعب فيه أن تتحكم في أحد ونحن لا نريد ذلك, لكن يسهل أن تشارك ونحن نريد أن نتشارك, بحيث يسهل أن تعُلم وتتعلم الفرق بين حكم الله والفتوى. - وما هو برنامجكم لتأهيل الأئمة للإفتاء خلال الفترة المقبلة ؟ لدينا برامج لتدريب الأئمة منذ فترة طويلة, تقارب عمر الدار الذي وصل ل 250 عاما، ففي تدريب الأئمة يجب أن نعرف كيف نعلم الأفكار وكيف تطبق هذه الأفكار ، ونحن عندنا الأفكار والمادة الخام وقسم للتدريب لتدريب المبعوثين من البلاد الأخرى وإذا أحبوا أن يلتحقوا للحصول على دبلوم الإفتاء. ونجدد بالطبع لأن من لا يتجدد يتبدد وهذه أحد أصول التدريب فالتدريب ليس "اسطمبات" محفوظة هو دائماً يحتاج إلى التجديد و أساسيات تدريب, و أن تعرف احتياجات المتدرب فأنت لا تقدم وجبة جاهزة وإنما هو من يعرفك ماذا يريد. - ولكن ما السر الذي يضطركم إلى الاهتمام بهذا الشكل الكبير بكفاءة أئمة العالم الإسلامي من خارج مصر ؟ سأكون صريحا، الحقيقة أن 50 % من المنضمين لتنظيم داعش قادمين من الأقليات الإسلامية بدول العالم الغربي ، و نحن نرى أن تنظيم داعش يستغل فقر الناس في بلدان كثيرة ويستغلون المسلون الجدد أكثر ويدربونهم ويعدونهم بدولة الخلافة, ودار الإفتاء مؤسسة تاريخية رائدة ولابد أن نكون لنا دور في تدريب الأئمة الغربيين وهذا أهم و أكبر بكثير من الانهاك في المشاكل المحلية وخصوصاً أن العالم أصبح قرية صغيرة. - غير المتخصصين الذين يتصدرون أمر الفتوى أضروا كثيرا بالبلاد والعباد فكيف تري طرق تجريم أفعالهم ومحاسبتهم على ما يفعلونه ؟ فوضى الفتاوى انتشرت بالفعل وهي بالأساس قضية "علم" وهي أن نثبت أن الفتوى تخصص وعلم وأن علوم الدين تحتاج وعلى المتحدث أن يتعلم قبل أن يتكلم فهذا شيء مهم جداً, نفعله ونقوم به ابتداء من مناهج التعليم وانتهاء بالقوانين التي يجب أن تشرع لمنع الكثير من الأفكار المتطرفة التي تتسبب في إراقة دم أو هتك عرض أو إضرار بالاقتصاد ال أو ضرر بالقومي, فالفتوى بغير علم جريمة. عمران : 50 % من المنضمين لتنظيم داعش قادمين من الأقليات الإسلامية بدول العالم الغربي - كيف سيتم تفعيل قوانين وتشريعات تجريم الفتوى لغير المتخصصين خلال الفترة القادمة .. وما العقوبات؟ اقترحنا هذا على مؤسسة التشريع " البرلمان " وفي الأول والأخير نحن دولة مؤسسات وليست مهمة دار الإفتاء التشريع. - وهل هذا سيقضي على فوضى الفتاوى فعلا ؟ الفوضى لا تنهيها تشريع أو قانون، ولابد أن تقُابل الأفكار بالأفكار والعلم بالعلم لابد أن يشارك في القضاء على الفوضى وجود وسائل تربية وعمل جماعي لمنع وتجفيف منابع وكل هذا لابد أن يسير بمنهج علمي وليس عشوائي هذا هو الذي سيقضي على الفوضى, والحقيقة ولا تشريع واحد سوف يقضي على فوضي الفتوى، وجميع تلك المبادرات والمؤتمرات إنما هي مجرد إسهامات جيدة ولكن لن تقضي وحدها على فوضي الفتاوى. - وهل سيكون هناك رقابة على البرامج التي تتصدر للفتوى عبر شاشة التلفاز ؟ لسنا في زمن الرقابة، ولكننا بدأنا بعمل حسابات كثيرة على "الفيس بوك" خاصة بدار الإفتاء أبرزها الصفحة العربية, منها صفحة دار الإفتاء المصرية التي وصلت إلى 5 مليون مشارك قبل المؤتمر, ومن الحين للحين هناك رصد لما يثار على "الفيس بوك" ونرد عليهم بالعلم الشرعي المناقشات الفقهية.