خمس مبادرات جديدة تطرحها الإفتاء لحل أزمات فوضي الفتاوي " المرصد" و "مجلة بصيرة" و" إرهابيون " و"داعش تحت المجهر" إصدارات جديدة للجنة الدراسة التوصيات "ميثاق الشرف الإفتائي" يكشف مدعي الإفتاء ودعاة الإرهاب اختتمت أمس فاعليات المؤتمر العالميِّ لدارِ الإفتاءِ المصريَّةِ الذي أقيم تحتَ عُنوانِ: "الفتوى.. إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل"، المنعقد في مدينةِ القاهرة، يومَيِ الثاني والثالث من ذي القعدة 1436ه، الموافق السابع عشر والثامن عشر من أغسطس 2015م. وشاركَ في المؤتمرِ نُخبةٌ منَ العلماءِ والمُفتين والباحثين المتخصصين من مختلفِ البلدانِ، حيث أُثريَتْ جلساتُ المؤتمرِ بأبحاثِهم وما دارَ حولها من مُداخلاتٍ مفيدةٍ ومناقشاتٍ مهمَّة. وعُنِي المؤتمرُ في جلساتِه وأبحاثِه ونقاشاتِه بالفتوى وضوابطِها في الشريعةِ الإسلاميةِ، وبيانِ أهميَّةِ الإفتاءِ وأثرِهِ في المجتمعاتِ، وخطورةِ الفكرِ التكفيريِّ وحتميَّةِ مواجهةِ التطرُّفِ والتكفيرِ والتعصبِ المذهبيِّ، وتسليطِ الضوءِ على معالم الوسطيةِ في الإفتاءِ وأهميةِ التجديدِ في علومِ الفتوى، وإبرازِ دورِ الإفتاءِ في عمليةِ التنميةِ. كما طرحت دار الإفتاء المصرية حزمة من المبادراتِ الهامة التي تهدفِ إلي تحقيقِ أكبرِ قدرٍ من التنسيقِ والتشاورِ بين دُورِ وهيئاتِ الفتوى في العالمِ والتصدِّي للخِطابِ المتطرفِ ومعالجةِ ما يُسمَّى بفوضَى الفتاوى. د على جمعة والدكتور ابراهيم نجم ومن أهمِّ هذه المبادرات: أولًا: إنشاءُ أمانةٍ عامةٍ لدُورِ وهيئاتِ الفتوى في العالم. طرحت الدار إنشاء أمانة عامة لدور الإفتاء والفتوي في العالم الإسلامي ، يكون مقرها القاهرة وبرعاية الأزهر الشريف علي ان تنعقد دوريا في أي دولة وتكون قراراتها تشاورية . ثانيًا: إنشاءُ مركزٍ عالميٍّ لإعدادِ الكوادرِ القادرة على الإفتاءِ عن بُعدٍ. إنشاء مركز لإعداد المفتين والكوادر القادرة علي الإفتاء علي ان تطرح كل دار او مركز للفتوي في الدول الإسلامية أكفاء ما عندها من كوادر للقيام بمهام التدريب والإعداد لهؤلاء المفتين وعلماء المستقبل . ثالثًا: إنشاءُ مركزٍ عالميٍّ لفتاوَى الجالياتِ المسلمةِ بهدفِ إعادةِ المرجعيةِ الوسطيةِ في الفتوى. ولان معظم الفتاوي الخاصة بالأقليات تثير جدل ، قررت دار الإفتاء إنشاء مركز عالمي للجاليات المسلمة تهتم بقضاياهم الفقهية والعقائدية للحفاظ علي الوسطية الإسلامية وحتي لا تثير فوضي الفتاوي هذه الجاليات فتخرجهم عن الوسطية وسماحة الإسلام . رابعًا: إنشاءُ ميثاقِ شرفٍ للفتوى يضعُ الأُطُرَ القانونيةَ والإجرائيةَ للتصدِّي لفوضَى الفتاوى. ومن اهم المبادرات التي طرحتها الدار في المؤتمر العالمي ، مبادرة ميثاق الشرف الإفتائي ، يحدد من خلاله اطر مرجعية شرعية وقانونية لتصدي لفوضى الفتاوي التي يثيرها كثير من غير المتخصصين في مجالات الفقه والشريعة والأوضاع السياسية الداخلية. الزميل عمرو عبد المنعم خلال الفعاليات خامسًا: تنفيذُ مشروعٍ علميٍّ لتحليلِ وتفكيكِ وتفنيدِ الفتاوى التكفيريةِ والشاذة. كذلك من اهم المبادرات التي طرحتها الدار قضية إنشاء مركز عالمي لتحليل وتفكيك وتفنيد فتاوي التيارات الإرهابية والتكفيرية الشاذة التي تخرج عن إجماع العلماء في العصر الحديث وتثير بلبلة وتأدي إلي استقطاب الشباب في جماعات وتنظيمات سرية تجعل من هؤلاء الشباب عرضة للانحرافات الفكرية والسلوكية . وقد بدأت الدار بعمل مرصد الفتاوي التكفيرية وأخرجت تقرير "إرهابيون" ومجلة "بصيرة الإلكترونية " وصفحة علي الفيس بوك بعنوان " داعش تحت المجهر" للرد علي كل أطروحات وأفكار التطرف في العالم الإسلامي . قرارات وتوصيات قابلة للتطبيق وقد خرجَ المؤتمرُ في ختامِه بمجموعةٍ من التوصياتِ والقراراتِ المهمَّة التي خَلُصَ إليها من اقتراحاتِ السادةِ المشاركينَ من العلماءِ والباحثين؛ وقد جاءتِ التوصياتُ بما يلي: التنسيقُ الدائمُ بين دُورِ الفتوى ومراكزِ الأبحاثِ لصياغةِ ردودٍ فعالةٍ في مُخاطبةِ الرأي العامِّ في مِلفِّ الردِّ على الفتاوى الشاذةِ والتكفيريةِ أولًا بأول . ضرورةُ مراعاةِ المفتين لتغَيُّرِ الأعرافِ من بلدٍ لبلدٍ عند مباشرتهم للفتوى، وتنبُّهِهِمْ إلى خطورة سَحْبِ مسائلِ الماضِي إلى الواقعِ الحاليِّ دون التفاتٍ إلى تغيُّرِ مناط الأحكام. إنشاءُ معاهدَ شرعيةٍ معتمَدَة للتدريب على مهارات الإفتاء، والعملُ الجادُّ على إدراج المَساقاتِ والمقرراتِ المتخصصةِ في الإفتاء في المؤسسات الأكاديمية . صياغة الجهود الفقهيةِ والأصوليةِ التي بُذِلت في فقه الأقليات في منهجٍ متكاملٍ لتناول قضايا الأقليات يُمَكِّنهم من التعايش الرشيد مع الآخر . التأكيد على الدور الاجتماعي للإفتاء في صياغة منظومةِ حقوق الإنسان وفقًا للقواعد والضوابط الشرعية. تطويع وسائل التواصل الحديثة لخدمة العملية الإفتائية حتى تصبح أعلى جودةً وكفاءةً وأكثر فاعليةً . جانب من الفعاليات الدعوة إلى تحديد المباحث التي يحتاج إليها المفتي في علوم الواقع كالإدارة والاجتماع والاقتصاد والإعلام وعلم النفس . العمل على توليد علوم الإفتاء، وتسليط الضوء على ما خرج من بَوَاكِيرها؛ مثل: علم اجتماع الفتوى، وعلم نفس الفتوى. الدعوة إلى ميثاقِ شرفٍ لمهنة الإفتاء، ودعوةُ المشتغلين بالإفتاء مؤسساتٍ وأفرادًا إلى تفعيله والالتزامِ به. الدعوةُ إلى دَوريَّةِ انعقادِ المؤتمرِ بشكلٍ سنويٍّ لتُبحثَ فيه مسائلُ الفتوى الكبرى، والنوازلُ والمستجداتُ التي لا تتوقَّفُ عن الوقوع . التأكيدُ على ضرورة بُعد مؤسساتِ الإفتاءِ عن السياسةِ الحِزبيَّةِ. الدعوةُ إلى الالتزامِ بقراراتِ الهيئاتِ الشرعية والمجامع الفقهيةِ ودُورِ الإفتاءِ الكبرى في مسائل النوازلِ وفتاوى الأمة؛ لما فيها من جُهد جماعيٍّ. ضرورةُ وجودِ لجنةٍ علميةٍ لتنفيذ توصيات المؤتمر. الدكتور اسامة الازهرى والزميل محمود الجلاد دعوةُ أجهزةِ الإعلامِ باعتبارها شريكًا في معالجة أزمة فوضى الفتوى للاقتصار على المفتين المتخصصين في برامجها الإفتائية بجانب زيادة حملاتها التوعوية بضرر تصدُّر غيرِ المؤهلين للإفتاء، والاشتراك في وِرَش عملٍ لإيجاد حلولٍ واقعيةٍ تَحُولُ دونَ تصدُّرِ هؤلاءِ الأدعياء . وفي سياق متصل علمت شبكة الإعلام العربية "محيط " أن دار الإفتاء عاكفة منذ أمس علي تحضير هذا التوصيات وترجمتها في مبادرات عملية لتقديمها لصناع القرار في مصر والعالم العربي وتقديم أن فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية عقد عدة مغلقة لتشكيل عدد من اللجان لمتابعة تنفيذ التوصيات الختامية التى اتفق عليها المشاركون بالمؤتمر ووضع جداول زمنية محددة لتنفيذها . جانب من الفعاليات من جهته أكد د إبراهيم نجم المستشار الإعلامي لفضيلة المفتي ان الدار بدأت بعمل لائحة ميثاقِ شرفٍ للفتوى تضعُ الأُطُرَ القانونيةَ والإجرائيةَ للتصدِّي لفوضَى الفتاوى بالتعاون مع كبار العلماء والمفتين في العالم ، كما كلّف لجنة من علماء دار الإفتاء لتنفيذُ ما سماه المشروع العلميّ لتحليلِ وتفكيكِ وتفنيدِ الفتاوى التكفيريةِ والشاذة التي أعلنت عنه الدار في توصياتها . فهل سوف تحسم مبادرات وتوصيات دار الإفتاء المصرية فوضي الفتاوي وجدلية وظيفة المفتي وتجديد الخطاب الديني ؟! هذا ما سوف تسفر عنه الأيام القادمة .