صدر عن مشروع كلمة للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ، ترجمة عربيّة قام بها الباحث والمترجم المغربيّ محمّد آيت حنّا لكتاب "العالَم والبُلدان: دراسات في الجغرافيا البشريّة عند العرب" للمستعرب الفرنسيّ أندريه ميكيل، تضمّنتها سلسلة كلاسيكيّات الأدب الفرنسيّ التي يُصدرها المشروع ويشرف عليها ويراجع ترجماتها الشاعر والأكاديميّ العراقي المقيم بباريس كاظم جهاد. المستعرب الفرنسيّ أندريه ميكيل يقدّم في كتابه خلاصة دقيقة ومكثّفة لاختياراته ورؤيته للّغة العربية وأدبها وتاريخهما وآفاق دراستها الممكنة. عُرف ميكيل بتعدّد مجالات اهتماماته، التي يدور أغلبها حول الثقافة العربية، وقد ترجم إلى الفرنسية أشعار العديد من قدامى الشعراء العرب ودرسَ أعمالهم، كما عُني بالحكايات العربيّة فترجمها إلى لغته، وحلّل كتاب "كليلة ودمنة" لابن المقّفع، وأعاد بالتعاون مع جمال الدين بن شيخ، ترجمة "ألف ليلة وليلة" في صيغتها الكاملة، ووضع سيرة روائيّة لمجنون ليلى، وألّف العشرات من الدراسات في التاريخ العربيّ- الإسلاميّ وفي حضارة الإسلام، انصبّ جزء كبير منها على الجغرافيا البشريّة عند العرب، ووضع في هذا المجال أطروحة لدكتوراه الدولة، صارت جزءا أوّل لسفر من أربعة أجزاء ضخمة تشكّل بمجموعها أحد أكثر الأعمال الغربيّة اتساعا وثراء عن العرب، حملت العنوان الجامع "الجغرافيا البشريّة في العالَم الإسلاميّ حتّى منتصف القرن الحادي عشر الميلاديّ"، وتوالى صدورها من 1973 إلى 1988. ولد أندريه ميكيل في مدينة ميتز الفرنسيّة المتوسّطيّة في 26 من سبتمبر 1929. نال شهادة التّبريز في نحو الفرنسيّة واللّاتينيّة واليونانيّة القديمة في 1953، وتنقّل لفترةٍ بين دمشق ونواكشوط والقاهرة للتعّمق في دراسة العربيّة، ثمّ لممارسة وظائف ثقافيّة. علّمَ في عدّة جامعات فرنسيّة اعتبارا من 1962، ثمّ انتُخب أستاذا في المعهد المرموق "كوليج دو فرانس"، في كرسيّ اللّغة والأدب العربيين الكلاسيكيين (1976-1997)، ثمّ مديرا عامّا للمكتبة الوطنيّة بباريس، ثمّ مديرا عامّا لكوليج دو فرانس. وضع سبعين كتابا والعشرات من المقالات برز فيها كاتبا سرديّا ومترجما ومحلِّلا للشّعر والنثّر العربيين القديمَين.