طهران: نفت الشرطة الإيرانية اليوم الاحد ما نشرته مواقع إصلاحية بشأن سقوط أربعة محتجين في اشتباكات تجددت اليوم الأحد بين الشرطة الإيرانية وأنصار المعارضة الذين احتشدوا وسط طهران للتنديد بسياسة حكومة الرئيس أحمدي نجاد ، بالتزامن مع ذكرى عاشوراء. ونقلت وكالة "فارس" الايرانية الحكومية للانباء عن الشرطة الايرانية نفيها سقوط قتلى في المواجهات مع المتظاهرين الاحد. وكان موقع "جرس" الاصلاحي على الانترنت ذكر أن أربعة محتجين قُتلوا في طهران في اشتباكات مع الشرطة الايرانية ، فيما ردد محتجون شعارات مناهضة للحكومة وهم يحملون جثث القتلى. وكانت مواقع إصلاحية إلكترونية أكدت أن قوات الامن الايرانية استخدمت الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا في وسط طهران لليوم الثاني . ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن هذه المواقع:" أضرم المعارضون النار في دراجة نارية تابعة للشرطة خلال الاشتباكات، فيما أغلق الأمن مناطق في وسط العاصمة". واندلعت سلسلة من الاشتباكات بين مناصري المعارضة وقوات الأمن التي انتشرت في انحاء شتي من العاصمة الايرانية بعد ان تجمع المتظاهرون حول مسجد جعفران شمال طهران حيث كان الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي سيلقي خطابا. وذكرت موقع راهسباز المعارض أن قوات الباسيج هاجمت المكان الذي يلقي فيه خاتمي خطابه وقامت بقذفه بالحجارة ومجموعة من الحاضرين ، فضلا عن استخدام الغاز المسيل للدموع وقامت بضرب المتظاهرين بالعصي وكسرت زجاج السيارات. وذكر شهود عيان أن عناصر شرطة مكافحة الشغب تساندهم عناصر من ميليشيا الباسيج اعتقلوا عددا من الاشخاص. وأضافوا أن المتظاهرين رددوا هتافات معارضة للرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد. وأضاف الشهود المعارض أن أجهزة الأمن منعت إلقاء خطاب فيما حاصرت الشرطة المسجد ، فيما دارت مواجهات أخرى قرب حسينية دار الزهراء التي يقصدها رجال الدين الاصلاحيون. ودعت المعارضة الى التظاهر في وسط طهران بمناسبة ذكرى عاشوراء اليوم الأحد ، فيما حذر الزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي على موقعه من "مخطط للمحافظين، لتسيير تظاهرات نساء غير منضبطات في عاشوراء لتشويه سمعته وسمعة الإصلاحيين". وحذر مساعد قائد الشرطة الايرانية الجنرال احمد رضا رادان الاربعاء الماضي من ان قوات الامن ستتحرك ضد اي تجمع غير قانوني خلال احياء ذكرى عاشوراء. ودعا رجل الدين المحافظ آية الله احمد خاتمي لايرانيين الى الوحدة لمناسبة احياء ذكرى عاشوراء ، قائلا "الحداد في ذكرى الامام الحسين يجب ألا يخدم مصالح اعدائنا. فالامام الحسين كان دوما رمزا للوحدة، لذا ينبغي ألا تكرس احتفالاتنا التفرقة". وكان الحرس الثوري قد أعلن أمس السبت حال الطوارئ لمدة 3 أيام في طهران وأصفهان ونجف آباد وقم ومشهد ومدن أخرى، بعد مواجهات دامية بين أتباع المرجع الراحل آية الله حسين علي منتظري والشرطة في عدة أنحاء من العاصمة الإيرانية. وهاجمت الشرطة مسيرات العزاء بالهراوات، كما استخدمت الغاز المسيل للدموع، وانهالت على المعزين بالضرب الشديد. وعلى الجانب الأخر ، أطلق رجال دين مؤيدين للرئيس محمود أحمدي نجاد شعارات ضد المرجع يوسف صانعي، الخليفة المنتظر للمرجع الراحل آية الله منتظري، والذي تتوقع أوساط الإصلاحيين أن يتعرض لمزيد من الضغوط بعد منتظري، قد تصل إلى فرض إقامة جبرية عليه كما حصل مع المرجع الراحل. وسيّر المحافظون من جهتهم تظاهرات في قم حيث تم تشييع منتظري، وأطلقوا شعارات نادى بعضها بإعدام الزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي، وباعتقال شيخ الإصلاحات مهدي كروبي، والرئيس السابق محمد خاتمي. وتتفاعل مراسم تأبين منتظري بعد قرار الحظر من المجلس الأعلى للأمن القومي، وإصرار أنصاره والأحزاب الإصلاحية على تأبينه ولو بلغ مابلغ، والاعتداء الذي استهدف بيته ومكتبه.