دخلت أعنف مواجهات مسلحة شهدتها إيران، منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة، يومها الثالث على التوالى وأسفرت عن ارتفاع ضحايا الاشتباكات بين الشرطة وأنصار المعارضة إلى 15 قتيلاً بينهم 5 «بأيدى مجموعات إرهابية و10 ينتمون إلى مجموعات معادية للثورة» وفقا لتأكيدات التليفزيون الرسمى الإيرانى، فضلا عن اعتقال مئات المتظاهرين فى ذكرى عاشوراء بينهم عدد من مساعدى الرئيس الإصلاحى السابق محمد خاتمى وزعيم المعارضة مير حسين موسوى. وأكد موقع «برلمان نيوز» الإلكترونى لنواب المعارضة أن الشرطة الإيرانية اعتقلت أمس مرتضى حجى، الوزير السابق، المدير الحالى لمؤسسة باران التابعة لخاتمى، مع مساعده حسن رسولى بالإضافة إلى 3 من كبار مستشارى موسوى وهم على رضا بهشتى وقربان بهزانيان نجاد ومحمد باقريان. كما اعتقلت أجهزة الأمن، مساء أمس الأول، وزير الخارجية الأسبق وزعيم حركة تحرير إيران (معارضة ليبرالية) إبراهيم يزدى فى منزله، وتم اقتياده إلى مكان مجهول. كانت الشرطة الإيرانية أقرت أمس بمقتل 5 متظاهرين هم: على حبيبى موسوى (نجل شقيقة الزعيم الإصلاحى موسوى)، مهدى فرهادى نيا، محمد على راسخى نيا، أمير ارشدى وشهرام فرجية، واعترفت باعتقال أكثر من 300 مشارك فى المسيرات رغم نفى نائب قائد الشرطة، أحمد رضا رادان، تورط الشرطة فى استخدام السلاح فى تفريق المتظاهرين. وقالت وزارة الاستخبارات إنها اعتقلت أكثر من 10 أشخاص اتهمتهم بالانتماء إلى «منظمة مجاهدى خلق» المحظورة وإنها تحقق معهم وستوجه لهم تهمة قتل المتظاهرين. جاءت حملة الاعتقالات على خلفية لجوء قوات الأمن الإيرانية إلى استخدام الذخيرة الحية فى بعض المناطق من طهران ومدن أخرى لإيقاف الموجات البشرية الغاضبة التى تقودها المعارضة إلى جانب الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل والهراوات. وفى الوقت الذى أكدت فيه مواقع إلكترونية مقربة من الرئيس محمود أحمدى نجاد أن قتل المتظاهرين فى يوم عاشوراء، خصوصاً نجل شقيقة موسوى، تقف وراءه جماعات مرتبطة بالخارج، اتهم الإصلاحى المعارض والمخرج السينمائى المعروف محسن مخملباف السلطات الإيرانية بتدبير قتل ابن شقيقة موسوى. وتزامن ذلك مع ما ذكرته تقارير إعلامية بأن السلطات الإيرانية منعت إقامة جنازة موسوى حبيبى دون الإشارة إلى المزيد من التفاصيل. وفى إطار ردود الفعل إزاء تطور أعمال العنف فى إيران، نددت الولاياتالمتحدة وفرنسا وإيطاليا بشدة بقمع المحتجين المعارضين على يد قوات الأمن ووصفته «بالظالم». وطالبت روما السلطات الإيرانية ب«احترام الحياة وإجراء حوار مع المعارضة أساسه احترام حقوق الإنسان»، وقالت وزارة الخارجية الإيطالية: «الحفاظ على الأرواح البشرية يمثل قيمة أساسية يجب الدفاع عنها فى شتى الظروف».