عمان: طالب القطاع التجاري باستثناء الأردن من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها جامعة الدول العربية على سورية كونها ستلحق ضررا كبيرا بالاقتصاد الوطني والمواطنين، مطالبا بضغط رسمي لتحقيق ذلك. وقال نائل الكباريتي رئيس غرفة تجارة الأردن: "إن المملكة ستكون "خاسرا كبيرا " والمتضرر الأول بين دول المنطقة في حال قيام الجامعة العربية بتطبيق أي قرار اقتصادي بخصوص سورية نظرا للترابط التجاري الكبير بين البلدين".
وأضاف الكباريتي خلال مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء، بمقر الغرفة أن70 بالمائة من مستوردات الأردن من تركيا والدول الأوروبية تمر عبر الأراضي السورية، بالإضافة إلى صادرات المملكة إلى تلك الدول والسوقين السوري واللبناني. وأوضح الكباريتي أن أي إغلاق للتبادل التجاري لهذا الممر الحيوي سيكون له انعكاسات سلبية كثيرة على القطاع التجاري والسلع ما يؤدى الى عكسها على اسعار المنتجات وكلف إضافية سيتحملها المواطنين. واكد الكباريتي أن أي بدائل لعبور تجارة الأردن الخارجية ستكون محفوفة بمحاذير أمنية وارتفاع أسعار الشحن والنقل وزيادة كلف الاستيراد والتصدير والفترات الزمنية لوصول البضائع ما ينعكس على المستوردين والتجار والمواطنين وتنافسية الاقتصاد الوطني بشكل عام. وأشار إلى ان تطبيق العقوبات سيلحق اضرارا بقطاع الصرافة والتحويلات المالية بخاصة ان التجار السوريين يتعاملون بتجارتهم من خلال السيولة المباشرة، بالإضافة الى قطاع نقل البضائع والركاب والتجارة اليومية التي يقوم بها المواطنون في المناطق الحدودية. وقال الكباريتي: "إن الأردن يعتمد كثيرا على استيراد الحبوب والاعلاف والكثير من المواد الغذائية والملابس من السوق السوري مقدرا عدد الشاحنات التي تعبر بين البلدين في اليوم الواحد بحوالي 400 شاحنة".
وارتفع حجم التبادل التجاري للأردن مع سورية بنسبة 8ر14 بالمائة خلال الأشهر التسعة الماضية من العام الحالي2011، وبلغ 390 مليون دينار مقابل 340 مليون دينار لذات الفترة من 2010. كما ارتفعت أرقام المستوردات لذات الفترة بنسبة 6ر15 بالمائة لتصل إلى 223 مليون دينار مقابل 193 مليون دينار خلال الأشهر التسعة من العام الماضي. وأعرب الكباريتي عن أمله بأن لا تتأثر حركة التبادل التجاري بين البلدين نظرا للظروف السياسية التي تمر بها سوريا وفرض حظر اقتصادي عربي عليها وأن تستمر كما هي علية نظرا لعمق العلاقات الأخوية والأسرية التي تجمع الشعبين الشقيقين. كما أعرب الكباريتي عن أمله بأن لا تتأثر كذلك حركة تجارة المملكة مع لبنان وتركيا كون سورية هي المنفذ البري الوحيد المباشر للأردن مع البلدين الذين ترتبط معهما المملكة بحركة تبادل تجاري جيدة. وتابع الكباريتي قائلا: "نحن مع الشعب السوري من الناحية الإنسانية للوصول الى استقرار سورية بأقل الأضرار".
وتستورد المملكة من سوريا المنسوجات والملابس والمنتجات الحيوانية والنباتية والمواد الغذائية، فيما تعتبر المنتجات والمواد الكيماوية والزراعية والمنتجات النباتية والآلات والأجهزة الكهربائية من أبرز الصادرات الوطنية إلى سوريا.